الأخبار
- تقارير وتحليلات
تأكيدا لما أورده مركز العاصمة.. تقرير أممي يكشف تفاصيل سطو ميليشيا الحوثي على ممتلكات المعارضين
العاصمة أونلاين/ خاص
الثلاثاء, 11 فبراير, 2020 - 09:03 مساءً
كشف تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الذي صدر مؤخراً تفاصيل جديدة عن الجنرال الحوثي "صالح مسفر الشاعر" الذي يعمل كذراع اقتصادية لزعيم الميليشيا "عبد الملك الحوثي" للبسط على ممتلكات المعارضين في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة.
وقال التقرير إنه كشف عن شبكة ضالعة في تحويل الأموال التي يتم السطو عليها من ممتلكات المعارضين لحكم الميليشيا من سياسيين وبرلمانيين ورجال أعمال وتجار وشركات خاصة.
وأشار التقرير إلى أن الجهة الضالعة في هذه الشبكة المعنية بالبسط على أموال وممتلكات المعارضين هي اللواء "صالح مسفر الشاعر" الذي كان تاجر سلاح بارز ويرتبط بصلات وثيقة مع زعيم الميليشيا "عبدالملك الحوثي".
وكانت وحدة الرصد بمركز العاصمة الإعلامي قد كشفت منذ وقت مبكر خلال العام 2018م في إحصائية سابقة لها، إن 235 شخصية سياسية واجتماعية وعسكرية تعرضت ممتلكاتهم لاقتحام أو نهب أو مصادرة بحيلة الحارس القضائي من قبل المليشيات الحوثية وهو ما أكده التقرير الصادر حديثاً عن فريق الخبراء الأممي المعني باليمن.
عين "الشاعر" من قبل الحوثيين رئيساً لهيئة الدعم اللوجستي برتبة لواء في قوات الحوثيين، كما عين حارساً قضائياً على الأموال والأصول التي يتم السطو عليها من ممتلكات المعارضين، وهو المنصب الذي أتاح له البسط والسطو على الكثير من الأموال والممتلكات الخاصة في العاصمة صنعاء.
وأظهر التقرير عدداً من المؤسسات التي سطى عليها "الشاعر" عبر شبكته الكبيرة، أبرزها مؤسسة الصالح التي كانت مملوكة لأحمد علي نجل الرئيس اليمني السابق.
كما بسط "الشاعر" سيطرته على "شركة يمن أرمورد" المملوكة لأحمد علي صالح الرحبي، وهي شركة معنية بتوفير الأمن لعدد من وكالات الأمم المتحدة.
ومن المؤسسات الخاصة التي فرض "الشاعر" سيطرة الميليشيا عليها، جامعة تونتك الدولية للتكنولوجيا، التي يملكها أحد أبناء رشاد العليمي الذي كان أحد أبرز رجالات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
في قطاع الاتصالات فرضت الميليشيا عبر ذراعها "الشاعر" سيطرتها على "سبأفون" كبرى شركات الهاتف النقال في اليمن المملوكة لأسرة الأحمر، بما فيهم الشيخ حميد الأحمر المعارض اليمني البارز لنظام صالح.
كما بسط الشاعر السيطرة على مؤسسة اليتيم، المملوكة لحميد زياد، وحدد التقرير الأموال التي سطت عليها شبكة "الشاعر" بأنها التحويلات من منظمة "إنقاذ الطفولة".
ويبدو أن التقرير الأممي قد تم إعداده قبل أن يبسط "الشاعر" سيطرته على جامعتين خاصتين في صنعاء، هما جامعة آزال، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، والأخيرة هي أكبر الجامعات الأهلية في اليمن، وقام "الشاعر" بالسيطرة عليها وتغيير الكثير من طاقم إدارتها، إضافة للسطو على المستشفى التابع لها، فضلاً عن اعتقال رئيس الجامعة الدكتور "حميد عقلان" لأيام قبل الإفراج عنه.
وأظهرت وثائق نشرت مؤخراً قراراً أصدره "الشاعر" بتعيين أحد عناصر جماعة الحوثيين ويدعى عاد المتوكل رئيساً جديداً لجامعة العلوم والتكنولوجيا، إضافة لتعيين مديرين في بعض الإدارات المهمة يرتبطون مباشرة باللواء الشاعر.
وقال تقرير الأمم المتحدة إنه تواصل باللواء "الشاعر" الذي وعد بالرد حول ما نسب إليه، لكن فريق الخبراء لم يتلق رداً حول الاتهامات.
وكان الشاعر قد عين في سبتمبر 2017 من قبل الحوثيين مديراً لدائرة المشتريات العسكرية ضمن وزارة دفاع الحوثيين، قبل أن يرقى بعدها بعام رئيسا لهيئة الاسناد اللوجيستي في الوزارة.
يشار الى أن مليشيا الحوثي استحدثت حيلة مايسمى "الحارس القضائي" وتُنصب فيه شخصيات من عناصرها ليقوموا بمهمة الاستيلاء على ممتلكات ومنازل المواطنين اليمنيين الذين غادروا العاصمة صنعاء جراء البطش الذي مارسته ضدهم منذ انقلابها على الدولة في الـ21 من سبتمبر 2014م بقوة السلاح.
وتسعى المليشيا من خلال هذا المنصب إلى شرعنة سطوها على المؤسسات الحكومية والخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتها ومنها صنعاء، حيث تضع قيادات تابعة لها وتتيح لهم التصرف بموارد وممتلكات المؤسسة وحتى بيعها وإدارتها.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، داهمت مليشيا الحوثي بالحيلة نفسها منازل قيادات سياسية وحكومية وحزبية وقامت بنهبها، وتعرضت 6 مستشفيات أهلية و3جمعيات خيرية وجامعة للسطو والمصادرة بالقوة.