الأخبار
- تقارير وتحليلات
"البؤس والفاقة والحرمان" ثلاثي مرعب يفتك بسكان العاصمة
العاصمة اونلاين - خاص
السبت, 07 أكتوبر, 2017 - 09:35 مساءً
يعاني سكان العاصمة اليمنية صنعاء، من أوضاع معيشية صعبة مع تدني مستوى دخل الأسر إلى أدنى مستوى له، بعد انقطاع رواتب الموظفين وانعدام مصادر الدخل الاخرى.
واتضح من خلال استطلاع لـ"العاصمة اونلاين " أن كثير من الأسر المصنفة من متوسطي الدخل في ظل الظروف الطبيعية ،تعيش اليوم البؤس وتواجه فقراً مدقعاً كتهديد يمس حياتها ،مع تفاقم الوضع الانساني والاقتصادي كصورة حية من تداعيات الانقلاب على سلطات الدولة الشرعية في الـ21من سبتمبر 2014م ،وبعد ثلاثة اعوام تواجه كثيرا من تلك الاسر المجاعة فيما رُصدت حالات وفاة جراء الجوع ، ويعد الموظفون الشريحة الاكثر تضرراً نتيجة فقدانهم " الراتب "مصدر الدخل الاساسي والوحيد .
ورصد الاستطلاع إحدى النساء تجمع قوارير الماء البلاستيكية وتتعرض للإهانات في أحواش بعض المنازل التي تدخلها لجمع ما امكن من القوارير، فاستوقفناها للسؤال عن حالها، فاجابت والدموع تنهمر من عينيها: "أن زوجها عسكري وطريح الفراش وراتبه موقوف ، وتتراكم عليهم إيجارات البيت، ولايوجد لديهم قوت يومهم، وتلجأ منذ عام لتجميع القوارير وبيعها بمبلغ نصف دولار يوميا ليقتاتوا به".
وآخر يشكو حالة أسرته المزرية فهو مصاب بورم سرطاني مفاجئ وأولاده جوعى في البيت، وعند زيارتنا لمنزلهم وجدنا الأطفال ينامون على الأرض وليس لديهم إلا لحاف واحد ممزق.
وتتوالى قصص المآسي التي لا نهاية لها في ظل بؤس المعيشة وشبح المجاعة المتسلط على الناس في أرزاقهم وأقواتهم بعد اكثر من ثلاثة اعوام من انقلاب مليشيات الحوثي والمخلوع واجتياح صنعاء .
تتجول بين اوجاع الناس في صنعاء المليشيا وتصدمك قصص الانهيار الأسري والتفكك وخراب البيوت ،وهي الحالة التي تحولت الى ظاهرة يومية، فإحدى النساء تتطلق للمرة الثانية لعجز زوجها عن فتح بيت وتولي مسؤلية الأبناء، وآخر يخرج من بيته ثم يستلقى ارضاً على وجهه بعد عجزه عن إطعام أطفاله ليفقد عقله ويصبح''مجنونا'' يفترش الشوارع ويقتات القمائم، لينهار بيته وتتشتت أسرته.
وغير بعيد هناك امرأة أخرى يتركها زوجها لتواجه ظروف المعيش وتتحمل المسؤلية بمفردها، وتعيش في دكان صغير يلم أنينها ليلا، بينما هي نهارا تتسكع في شوارع صنعاء لتبحث عن قوارير الماء البلاستيكية لتقتات من فتات ثمنها.
وفي هذا الوضع الذي تكشفت فيه ستور البيوت وخروج الناس المتعففين من بيوتهم لامتهان أي عمل من أجل لقمة العيش، يتعرض الموظف وبالخاصة المعلم لكافة صنوف الذل والهوان، فهذا معلم بدرجة وكيل مدرسة ينقل حجارة البناء بالأجر اليومي، ومعلمة أخرى تصنع فطائر لتبيعها في مناسبات تجمع النساء، وآخر يبيع القات.
وابرزت حرب مليشيات الانقلاب على اليمنيين ،فرز جديد للناس في صنعاء من الناحية المعيشية ، فبحسب محللون انتج انقلاب مليشيات الحوثي والمخلوع بعد ثلاثة اعوام من احداثة الدامية طبقتين في صنعاء ومناطق الانقلاب تتمثل الاولى في بيروقراطية سلالية تتمثل في زعماء الحرب من المليشيات والمخلوع وقياداته ،وتعيش ثراءً فاحشاً ،وتحصد من استمرار الحرب مكاسب مادية وارصدة خاصة واستثمارات على حساب الطبقة الثانية التي افرزتها الحرب كطبقة غالبية تتمثل في الموظفين بكل القطاعات الحكومية والخاصة والفئات المهمشة ومحدودي الدخل وغيرهم وهي الشريحة التي تمثل المجتمع المسحوق فقراً وبطالة جراء الحرب .