الأخبار
- تقارير وتحليلات
صنعاء القديمة.. وقوداً لحروب الحوثيين ومجالس عزاء لا تنتهي
تقرير خاص/ العاصمة أونلاين
الاربعاء, 18 أكتوبر, 2017 - 01:08 مساءً
استقبلت صنعاء القديمة، خلال الاسبوع الماضي، عدد من جثث قتلاها الذين لقوا مصرعهم خلال قتالهم مع مليشيا الحوثي في عدة جبهات، لتتحول هذه المدينة التاريخية الى صالة عزاء كبيرة، نتيجة استقبالها لعدد من جثث قتلاها بشكل شبه يومي.
وكشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء، عن استقبال حارة صنعاء القديمة وباب اليمن، لعشرات الجثث من الشباب والأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل مليشيا الحوثي، خلال الأيام الماضية، الأمر الذي دفع عدد كبير من الشباب للفرار من الجبهات نتيجة فقدانهم لعدد من اصدقائهم وزملائهم في جبهات الفتال.
وأوضحت المصادر لــ"العاصمة أون لاين"، أن أكثر من عشرة أطفال من أبناء صنعاء القديمة، لقوا مصرعهم خلال الاسبوع الماضي فقط، في جبهة نهم، فضلا عن فرار أعداد كبيرة منهم من جبهتي نهم والحدود، اضافة الى العشرات من الأطفال والشباب الذين لقوا مصرعهم من هذه المنطقة، منذ بدء انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014م.
وكشفت المصادر عن استغلال المليشيا لعدد من الأطفال في الحارات، للتغرير بالشباب والدفع بهم الى جبهات القتال، مستغلين الحالة المادية والمشاكل الأسرية والفشل التعليمي الذي يلحق بالكثير من الطلاب، فتقوم المليشيا بمحاولة استيعابهم، والذهاب بهم الى الجبهات، وعودة العشرات منهم جثث هامدة.
طقوس طائفية!
وأشارت المصادر، الى أن المليشيا الانقلابية تقوم بدفع مبلغ خمسون الف ريال فقط لكل أسرة قتيل، كتكاليف للعزاء، مع إلزام الأم بترديد الصرخة، اضافة الى إحضار المليشيا قيادات نسائية لأهل القتيل، لكي يفرضن عليهن الزغاريد ورشل الفُل، وإحضار مصورين من قناة المسيرة للتوثيق، لإظهار ذلك أمام الرأي العام، عن فرح الأسرة بما قدمته، رغم الحزن الذي يعتصر قلوبهم، خصوصا وأن الكثير من القتلى ذهبوا دون معرفة أهلهم.
وأضافت المصادر، عن قيام قيادات المليشيا الحوثية بمنع النساء في مجالس العزاء، من تعزية الأسرة بالقول "عظم الله أجرك"، لأنه حد زعمهن شهيد، بل يفرضن على النساء تريد الصرخة، وعمل محاضرات عن ما يُسمى بالسيد، ودوره في حماية البلد.
وتابعت، الى استغلال المليشيا لحضور النساء الى مجالس العزاء بالقاء المحاضرات الطائفية، والتحريض على تفتيت النسيج المجتمعي، وجمع التبرعات من النساء، سواء كانت نقدية أو عينية كالذهب وغيره، زعما منهن أن هذا دعم لما يُسمى بالمجاهدين.
وكشفت، عن قيام المليشيا النسائية بتفتيش النساء اللاتي يحضرن لتعزية أهل الميت، وخصوصا أثناء تواجد القيادات النسائية الحوثية في منزل أهل الميت، مشيرة الى أن هذا الأمر الغريب في المجتمع اليمني، سبب حالة من الاستغراب والاشمئزاز من قبل النساء في الحارات، واللاتي لم يعرفن هذه العادة الدخيلة على بلادنا اطلاقا، مؤكدة امتناع الكثير من النساء عن الذهاب للتعزية لهذه الأمور الاستفزازية التي تقوم المليشيا بفرضها في مثل هذه الأمور. حد تعبيرها.
رفض مجتمعي!
ورغم المحاولات المستميتة من قبل المليشيا الانقلابية لاستغلال هذه التجمعات لاستقدام القيادات النسائية الحوثية لفرض أفكارهن الطائفية على الحاضرات؛ بيد أن الكثير من تلك الممارسات تواجه برفض مجتمعي كبير من قبل الحاضرات، كتعبير واضح عن حالة الرفض المجتمعي التي تواجه به هذه المليشيا في كل مكان، ومن مختلف الشرائح، رغم استخدامها مختلف أساليب الترهيب للمجتمع للقبول بمثل هذه الأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني.
وفي هذا الصدد، أكدت "ن. م ه"، احدى الشابات في صنعاء القديمة، عن رفض الكثير من النساء اللاتي يحضرن لأداء التعزية كعرف مجتمعي في مختلف الأماكن بعيدا عن أي اعتبارات سياسية، مشيرة الى رفض الكثير من النساء للمحاضرات التي تقوم العديد من القيادات الحوثية النسائية، والتي تدعوا فيها الى تمجيد ما يُسمى بالسيد والانتقاص من بقية ابناء الشعب اليمني.
وأوضحت في حديثها لــ"العاصمة أون لاين"، ان الكثير من النساء ترفض مثل تلك الأفكار التي تطرحها القيادات النسائية الحوثية، الأمر الذي يجعل الكثير منهن عدم مواصلة محاضراتهن نتيجة تحول بعض مجالس العزاء الى أماكن احتجاجية، من قبل النساء للمطالبة بصرف الرواتب، كما حصل في احد مجالس العزاء الاسبوع الماضي، حين رفعت عدد من الحاضرات في مجلس العزاء، أصواتهن في وجه القيادات الحوثية النساء، للمطالبة بصرف رواتب أزواجهن، قائلات لهن "أين رواتب أزواجنا؟ أين العدل؟ من فين نأكل ونشرب؟
مطالب حقوقية!
ولفتت الى تحول بعض هذه المجالس الى أماكن للمطالبة بالحقوق من قبل المليشا الانقلابية، منوهة الى أن النساء الحوثيات يرفضن الكشف عن اسماءهن ويلجأن للتسمية بالكُنية "أم فلان وأم فلان" فقط، تعبيرا عن حالة الخوف التي يدب في أوساط هذه الجماعة رجال ونساء". حد وصفها.
وأشارت، الى أن قيادات حوثية قامت خلال الاسبوع المنصرم في أحد مجالس العزاء بدعوة النساء للتبرع لما يُسمى بالمجاهدين، بيد أن النساء وقفن جميعهن أمامهن، رافضات التبرع نهائيا، قائلات "كيف نتبرع ونحن قد أصبحنا فقراء؟ ازواجنا بلا رواتب؟ وأولادنا بلا عمل ومدارس؟ رغم محاولة النساء اقناعهن بأن الجهاد من النساء مثل الرجل حد زعمهن.