الأخبار
- تقارير وتحليلات
كسرت حاجز الخوف.. انتفاضة مستمرة للمعلمين بصنعاء رغم قمع الحوثيين
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 23 أكتوبر, 2017 - 05:58 مساءً
يواصل معلمو أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء إضراباهم المفتوح منذ بداية العام الدراسي الذي كان يفترض أن يبدأ مطلع الشهر الماضي وفشل بسبب إضراب المعلمين المطالبين بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ عام ونصف.
حاولت مليشيات الحوثي بشتى الوسائل كسر احتجاجات المعلمين المتصاعدة والمقلقة، فحاولت بطريقة الترهيب بقوة السلاح والاعتداء على الوقفات الاحتجاجية واستبدال المدرسين المضربين بآخرين من أنصارها ولكنها فشلت في كل مرة وعادت تجر أذيال الخيبة والهزيمة أمام قوة صوت الحق والجوع والقهر.
موقع "العاصمة أونلاين" رصد بعضاً مما جري ويجري داخل العاصمة صنعاء، في أوساط المدارس الخاوية والشوارع التي تكتظ بالطلاب والمدرسين، حيث شهدت الأيام الماضية ثورة حقيقة ضد سياسة الاستغلال والتجويع الممنهج من قبل مليشيا الانقلاب في محاولتها لتدمير العملية التعليمة والقضاء على الكرامة والهوية الوطنية.
تصاعد الاحتجاجات
في يوم السبت 16 سبتمبر/ ايلول الماضي دعت نقابات المعلمين إلى تصعيد الاحتجاجات التربوية والبدء بإضراب شامل ومفتوح وأغلقت جميع المدارس دون استئناف العام الدراسي الجديد، احتجاجاً على استمرار المليشيات في ايقاف مرتبات المدرسين منذ عام وأربعة أشهر والتعديلات الطائفية التي أدخلتها الجماعة على المناهج التعليمية.
كانت أول وقفة احتجاجية قبل إعلان الاضراب الأحد الـ8 من أكتوبر للمطالبة بصرف رواتبهن الموقوفة من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية منذ عام تليها والوقفة التي أعلن فيها بدء الاضراب صباح الثلاثاء الـ19 من سبتمبر في ساحة المكتب التربية وسط العاصمة صنعاء.
وفي ميدان السبعين الثلاثاء الـ 10من أكتوبر احتج المعلمات رفضا لقرار الحوثي بصرف نصف راتب وفي يوم الأربعاء الموافق 11 أكتوبر كانت وقفة الاحتجاجية للمعلمين المطالبين بصرف راتبهم أمام النائب العام بمنطقة مذبح - شمال العاصمة صنعاء، قابلها وكيل أمانة العاصمة المعين من قبل الحوثيين على السقاف بالرفض واعتدت عناصرهم على التظاهرة السلمية للمعلمين والمعلمات، بالألفاظ النابية ونعتهم بـ"العملاء" و"الطابور الخامس " وتجريد بعض المحتجين من هواتفهم كما حاولت اخذ لافتات الاحتجاج.
وفي اليوم العالمي أكد معلمو اليمن استمرار الإضراب الشامل والمفتوح في العاصمة صنعاء كآخر وسيلة احتجاجية للمطالبة بحقوقهم التي أوقفتها مليشيا الانقلاب وسخرتها لحربها ضد أبناء الشعب اليمني الذين هم جزء منه.
من جانبها، كشفت رابطة أمهات المختطفين اليوم الخميس، عن اختطاف جماعة الحوثي المسلحة، 613 معلم من المعلمين والأكاديميين من بيوتهم ومدارسهم مؤكدتاَ أن عدد كبير منهم خلف القضبان مضى على معظمهم أكثر من عامي، تنتهك كرامتهم داخل سجون جماعة الحوثي وصالح المسلحة وتمنع عنهم أبسط الحقوق الإنسانية المكفولة لهم قانوناً وإنسانياً ويمنع عنهم الغذاء والدواء، ويتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي الذي أدى إلى وفاة العشرات منهم داخل السجون دون أدنى رحمة وسط صمت غير متوقع من زملائهم في هذا العالم.
من جانبه، قال راجات مادهوك المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" لوكالة فرانس برس إن "مستقبل 4,5 مليون تلميذ على المحك وأن نحو 73 بالمئة من الأستاذة لم يتلقوا رواتبهم منذ ما يقرب العام، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء الأساتذة قرروا عدم الانتظار أكثر وترك التعليم للتوجه نحو العمل في مجالات أخرى.
.
انتهاكات
في اليوم الأول من أكتوبر أقدمت ميليشيات الحوثي المتمردة على إحلال مدرسين من أنصارها بدلاً من المعلمين المضربين عن التدريس في العاصمة صنعاء والمطالبين بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ قرابة عام
يوم السبت 30من سبتمبر الماضي، اقتحمت مليشيا الحوثي مدرسة رابعة العدوية، لمحاولة فض الاضراب الذي كانت المدرسة قد أعلنت عنه استجابة لدعوة النقابة، حتى يتم تسليم رواتب المعلمين والمعلمات كأول اقتحام بعد الاضراب بقيادة القيادي الحوثي اسماعيل الخاشب، الذي قام بتهديد المعلمات، اللاتي رفضن العودة لاستئناف التعليم حتى تسليم الرواتب.
واختطفت مليشيات الحوثي الانقلابية، يوم الاثنين الـ 2 من أكتوبر، عدداً من المعلمين ومدراء في مدارس أهلية بمديرية شملان شمال العاصمة صنعاء، وطالبت بدفع مبالغ مالية، نظير استمرار سماح المليشيات بمزاولة التعليم في المدارس الأهلي واعتدت عليهم، قبل ان تختطف بعضهم كرهائن لإلزام مدراء المدارس بدفع الجبايات المالية.
وفي صباح السبت الـ7 أكتوبر اقتحمت المليشيات إدارة منطقة معين التعليمية وسط العاصمة وتمركزت فيها بقوة السلاح.
واعتدت المليشيات ظهر الأربعاء الموافق 11 أكتوبر على وفقه احتجاجية واختطفت العشرات والاعتداء على النساء بالضرب وطوقت المكان بعدد من الاطقم وهددت من يقترب من المكان بالاختطاف وفضت الاعتصام بقوة السلاح.
وفي يوم الاثنين الـ 16 من أكتوبر الجاري، أقدمت وكيلة مدرسة الفرات- المعينة منذ سنتين بشهادة دبلوم والمنتمية لميليشيا الحوثي المسلحة، على تعيين طالبات من الصف الثالث الثانوي كمدرسات لطالبات فصول أخرى، لتغطية الحصص اليومية، وتقوم برفع أسماء المدرسات المضربات في المدرسة تمهيدا لفصلهن من وظائفهن.
وفي اليوم ذاته، معلمات مدرسة عائشة في مديرية الثورة وسط العاصمة صنعاء يوجهن صفعة مؤلمة لـ"عبدالعزيز بن حبتور" رئيس حكومة الحوثي وصال ورفضهن التدريس وأكدن استمرار الإضراب حتى صرف الرواتب ورد الاعتبار للمعلم والعملية التعليمية.
وفي صباح يوم الأحد 22 أكتوبر قيادات حوثية تنتمي إلى بيت "عطية"، اقتحمت مدرسة 7 يوليو وداهمت الفصول الدراسية أثناء الدوام، وهددت باستبدال المعلمات بأخريات تابعات لهم في حال استمرارهن بعملية الإضراب.
واشتكى طلاب مدرسة الطبري بالعاصمة صنعاء من تعسفات مليشيا الحوثي وصالح بتغير مدير المدرسة وفرض مديراً حوثياً بالقوة وأكد الطلاب أن المليشيات تسعى إلى تغيير اسم المدرسة من "الطبري" إلى مدرسة "النور".
كما اقتحمت عناصر حوثية مدرسه العصيمي وهددت القائمين عليها لكن أولياء الأمور تضامنوا مع المعلمين ورفعوا مذكره ضد احتجاج ضد العناصر المهاجمة وقالوا لن نرسل أولادنا إلى المدرسة في ظل الفوضى الحوثية التي لا تراعي حرمة لمواطن العلم وتقتحم المدارس بالأطقم والمسلحين وتبث الرعب في أساط الطلاب والطالبات.
وآخر الممارسات الحوثية الانتهازية هي فرض "الخمس" على جميع رواتب أعضاء هيئة التدريس في إحدى أكبر المدارس الخاصة بأمانة العاصمة صنعاء وكذا في عدد من المدارس الخاصة بأمانة العاصمة.