الأخبار
- تقارير وتحليلات
قصص مؤلمة من واقع الانقلاب.. طلاب جوعى وبدون دفاتر
العاصمة اونلاين/ خاص
الخميس, 02 نوفمبر, 2017 - 05:18 مساءً
قرر «م.ع.س» الموظف في إحدى الوزارات بصنعاء أن يتوارى عن الأنظار ليس هرباً من دعم ومساندة سكان حارته في هذه المرحلة الصعبة ولكن لأنه أصبح أكثرهم معاناة وحاجة الى من يقدم له الدعم لتوفير الغذاء لأولاده الذين يكتض بهم المنزل.
فبعد أن صادرت الميليشيات الانقلابية رواتب الموظفين لصالح ما يسمى بـ"المجهود الحربي" ظل يطرق كل الأبواب بحثاً عن عمل بديل، فلم يجد ليعتكف في بيته صابراً محتسباً، بعد أن استنفد كل ما لديه وباعت زوجته كل ما تملكه وفتياته من حلي لتوفير الخبز والغاز ليس أكثر من ذلك.
صحيح كما يقال صارت «البيوت مقابر» في هذه الفترة الحرجة.. قبل أسابيع قرر أولاده الذهاب الى المدرسة للتسجيل ذهبوا الى الأستاذة التي احتضنتهم بفرح وتساءلت مستغربة لماذا تأخروا عن التسجيل و.. و.. الخ، صدمت الأستاذة وهي تسمع مأساة ذلك الموظف من ابنته الصغيرة الذي كان عضواً في مجلس آباء المدرسة وسخر كل جهده طوال سنوات لتقديم المساعدات للطلاب الفقراء واليتامى، والذين ينتظرونه كل عام ليقدم لهم الأقلام والدفاتر والحقائب المدرسية مثلهم مثل أولاده.
لم تستطع أن تحبس العبرات في عينيها وهي تسمع مأساة حقيقية يواجهها موظف شريف مثله مثل مئات الآلاف من الموظفين الذين لم يعد بمقدورهم اليوم أن يقفوا على قدميهم لإعالة أولادهم إثر الآزمة الأنسانية التي تسببت بها ميليشيا الحوثي وصالح اثر انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر 2015م.
طرحت القضية سراً على بعض قيادات المدرسة لأنها تدرك تعفف ذلك الموظف وأسرته.. وطالبت بتوفير أقلام ودفاتر وحقائب من فاعلي الخير لأبناء ذلك الموظف وعضو مجلس الآباء لايزال الموضوع قيد البحث.
المعلمة اكتشفت في اليوم التالي أن أغلب من تدرسهم يحضرون الى الفصول وهم يتضورون جوعاً ليس لديهم أقلام ولا دفاتر ولا حقائب.. ولا زي مدرسي.. وبعضهم حفاة الأقدام.
قالت المعلمة لزميلتها: انظري ماذا فعلت بنا الحرب التي شنتها عصابات الحوثي وصالح وكيف تقتل حتى الأطفال في المدارس والموظفين.. فردت عليها زميلتها قائلة: صحيح كلنا ندفع ثمن الانقلاب.. واللصوص الجدد الذي انقضوا على موارد الدولة وكالفئران وراحوا يشيدون الفلل والعمارات الشاهقة، فيما يتضور الشعب جوعاً وفقراً.