الأخبار
- تقارير وتحليلات
ما مظاهر السخط الشعبي المتزايد ضد مليشيا الحوثي في "صنعاء"؟
العاصمة أونلاين/ صنعاء
الخميس, 24 أغسطس, 2023 - 04:34 مساءً
يتزايد السخط الشعبي في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثي الإرهابية في ظل استمرارها في ممارسة مختلف الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين، وأول ترك الجرائم مواصلة سياسة التجويع ونهب المرتبات.
ومن مظاهر السخط الإضراب الذي دشنه المعلمون قبل أسابيع، والذي لقي بدوره تضامناً واسعاً مع معاناتهم ومطالبهم التي تصر مليشيا الحوثي على تجاهلها.
الإضراب يأتي ضمن احتجاجات واسعة من قبل الموظفين الحكوميين، وزادت وتيرته بعد افتضاح مليشيا الحوثي عقب الهدنة الأممية، ورفع القيود على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وسقوط شعارات العدوان والحصار التي كانت ترفعها.
وخلال الهدنة حصدت المليشيا الحوثية مليارات الدولارات من عائدات الضرائب والجمارك بميناء الحديدة ومن مبيعات النفط والغاز وغيرها، إضافة إلى إيرادات الدولة الأخرى من الاتصالات والانترنت والكهرباء، فضلاً عن الجبايات والإتاوات التي لا حصر لها.
كما تزايد السخط الشعبي في الآونة الأخيرة، مع افتضاح مليشيا الحوثي وانكشاف حجم النهب والعبث الذي تمارس بحق الشعب، وبعد أن ثبت افتعالها الأزمات الإنسانية بهدف تجويع اليمنيين ومحاولة تطويعهم لمشروعها الإرهابية العابر للحدود.
وأحدتث الاحتجاجات المستمرة، والمطالبات الشعبية بالرواتب ارتباكاً لدى قيادات المليشيا الحوثية التي اتهمت الموظفين المطالبين برواتبهم بالعمالة وإطلاق تهديدات بالعودة إلى الحرب كعادتها مع كل أزمة تواجهها.
وفي تصريح لموقع "الصحوة نت" قال وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي، إن الهدنة الأممية "كشفت زيف مليشيا الإرهاب الحوثي وكذبها على أبناء الوطن في مناطق سيطرتها مدعيه أكذوبة ما يسمونه العدوان".
وأضاف "أن استمرار المليشيا الحوثية في نهب إيرادات الدولة، وعدم صرفها المرتبات رغم الهدنة وتدفق الواردات عبر ميناء الحديدة كشف للشعب مدى كذب هذه المليشيات التي تتعمد قتل أبناء اليمن".
وعن مطالبات الموظفين بالمرتبات، قال القديمي، إن هذه المطالبة "هزت مليشيا الحوثي الإرهابية. مضيفاً أن وصول الوفد العماني إلى صنعاء هو محاولة لإعاقة اندلاع ثورة ضد المليشيا الحوثية حيث استغلت هذه الزيارة لتضليل الموظفين عبر وسائل الإعلام والزعم بأن المرتبات ستصرف قريباً.
وأكد أن أصرار مليشيا الحوثي على نهب إيرادات الدولة الضخمة ورفضها تقديم أي خدمات، هي "لاستمرار حربها على أبناء اليمن وتهديد دول الجوار والممر التجاري البحري في البحر الأحمر".
بدوره أكد مدير مكتب حقوق الانسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، أن "الغضب الشعبي يتوسع كل يوم ضد المليشيا الحوثية في مناطق سيطرتها".
وقال إنه "منذ وقت مبكر لا يوجد أي قبول للمليشيا الحوثية، خصوصاً بعد أن أدرك الناس الخديعة التي أعلنتها ورفعها لافتات المطالب بإلغاء الجرعة السعرية (500 ريال أضيفت على سعر الوقود عام 2014).
ولفت إلى إصرار المليشيا الحوثية طيلة 8 سنوات على نهب مرتبات الموظفين وأموال اليمنيين ومئات المليارات التي تجنيها من الضرائب والجمارك وايرادات الموانئ والجبايات غير القانونية.
وأوضح الزبيري، أن هدف المليشيا من وراء ذلك بدرجة أساسية هو تجويع اليمنيين ليسهل لها تجريف الهوية الوطنية والدينية".
وأشار الزبيري، إلى أن "الأصوات المناهضة للمليشيا والمطالبة بالحقوق الأساسية، وصرف المرتبات ستعمل على تشجيع بقية الفئات والمؤسسات والأجهزة الحكومية الاضراب الجزئي والكلي وصولاً إلى العصيان المدني.
وأكد أهمية "الخروج الشعبي الكبير للتخلص من هذه الآفة التي جثمت على قلوب اليمنيين وتسعى لخدمة أجندتها الطائفية فقط ولا تلتفت لمعاناة الشعب الذي وصل إلى وضع مأساوي وكارثي بسببها".
ولفت الزبيري، أنه ورغم القمع الوحشي والانتهاكات الحوثية المتزايدة إلا أن حركة الاحتجاجات والاضرابات تتزايد كل يوم، ولم تتمكن المليشيا من قمعها أو تكبيلها فتلجأ إلى التهديد والخطابات ابتداء من زعيم المليشيا الى القيادات الحوثية وخطباء المليشيا، وتتعمد الاستعراض الوهمي".
وقال إن مليشيا الحوثي "تدرك جيداً أن هذه المطالب الأساسية ستكون بداية لثورة شعبية عارمة تنتقم لكرامة وانسانية اليمنيين".. مؤكداً أن إصرار المليشيا الحوثية على "نهب الأموال الضخمة والمهولة من الإيرادات والجبايات ومختلف الأوعية المالية ورفض صرف المرتبات أو تقديم أي خدمات للمواطنين، سلوك ارهابي في جيناتهم ويذكرنا بما كانت عليه الإمامة التي أوغلت في قتل وتجويع اليمنيين ونهب أموالهم وممتلكاتهم".
الصحفي والباحث عبد الباسط الشاجع لفت أن "الحركة الحوثية تعيش في عزلة حقيقية في ظل غليان شعبي عارم يتوسع كل يوم، نتيجة السلوك والممارسات العامة ضد اليمنيين".
وعن سبب الاحتجاجات الشعبية المتزايدة، أوضح الشاجع أنها نتيجة تراكم السياسة التي تتبها المليشيا الحوثية في تجويع وإفقار اليمنيين خلال السنوات السابقة، ونهب مرتباتهم، وتدمير الاقتصاد الوطني، وإنشاء على أنقاضه اقتصاد طفيلي تسيطر عليه السلالة العنصرية".
مؤكداً ظهور "طبقة جديدة متخمة بالثراء الفاحش بالتوازي مع توسع حالة الفقر والمجاعة أوساط اليمنيين".
وأكد الشاجع في تصريح لـ"الصحوة نت" أن "هذه الممارسات راكمت حالة من الغليان والسخط، تمثلت في الاضرابات والاحتجاجات لكل فئات الشعب، من معلمين وموظفين مدنيين إلى الأطباء، وسبقها أيضاً مراحل من النضال الميداني أوساط الطلاب وخاصة جامعة صنعاء، بالإضافة الى أساتذة الجامعات".
وعن دوافع المليشيا الحوثية، قال الشاجع، وهو مؤلف كتاب "صنعاء المستباحة" إن "الحوثي ينظر لليمنيين من عقيدته العنصرية والطبقية، الخُمُس والوظائف العليا والامتيازات والرواتب لأبناء السلالة، بعد استلابها من أفواه وجيوب المواطنين على شكل جبايات وإتاوات ونهب ومصادرة، ولهذا فإن الرواتب مستمرة يتسلمها شهرياً في القطاعات الحكومية لكنها محصورة بأبناء السلالة الهاشمية فقط".
وأضاف الباحث الشاجع: زعيم الحوثيين تعمد في خطابه الأخير بالخروج من هذا المأزق والمطالب المشروعة للمواطنين بالتلويح بعودة الحرب". مؤكداً أن هذا "ما اعتادت عليه الجماعة في الهروب إلى الحرب، من الأصوات المرتفعة للمواطنين المطالبين بحقوقهم ورواتبهم".