الأخبار
- تقارير وتحليلات
صنعاء: أزمات خانقة تضاعف معاناة المواطنين والأسواق السوداء تنتعش من جديد
العاصمة أونلاين - خاص
الثلاثاء, 07 نوفمبر, 2017 - 09:15 مساءً
بدت شوارع العاصمة صنعاء صباح اليوم الثلاثاء وكأنها شبة خالية من المواطنين، مع توقف معظم المركبات عن العمل بعد الجرعة السعرية الجديدة في المشتقات النفطية التي فرضتها جماعة الانقلاب المسيطرة على العاصمة صنعاء ومناطق يمنية أخرى بعد قرار التحالف العربي إغلاق كافة المنافذ لليمن.
فمنذ ليلة الأمس تفاجأ المواطنون بارتفاع جنوني ومخيف في أسعار المشتقات النفطية حتى وصلت إلى 7000 ريال ل 20 لتر من البنزين كما ارتفع سعر اسطوانة الغاز المنزلي إلى 5500 ريال و8800 للديزل والبعض الآخر يؤكد بأنه بلغ حتى 10000 ريال في محطات البيع بالعاصمة، رغم تأكيد مصادر عن دخول 200 قاطرة غاز و200 قاطرة بترول بشكل يومي من محافظتي حضرموت و مأرب إلى العاصمة صنعاء.
وأغلقت معظم المحطات والتي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي، أبوابها أمام أعداد مهولة من المواطنين و مالكي المركبات الذين يشكلون طوابير طويلة في شوارع العاصمة بانتظار الحصول على احتياجاتهم الضرورية، وخاصة الغاز المنزلي الذي يقول شهود عيان بأنه تسبب بعراك بين السكان أمام محطة مفزر ومحطات أخرى بسبب سرقة اسطواناتهم.
المواطن (ع.م) القاطن إلى جوار محطة الرباط يقول "بأن الوضع أصبح أكثر مأساوية فشوارع العاصمة تكاد تكون مقطوعة بسبب ازدحام المواطنين وأصحاب السيارات على المحطات إلا أن معظمها لا تزال مغلقة ويخشى الناس من حدوث أزمة كمثيلاتها منذ اقتحام صنعاء".
ويذكر سائق في المواصلات العامة "أن أعدادا كبيرة من الركاب على أطراف الطرقات بعد انعدام خدمة المواصلات العامة وتوقف سياراتهم؛ كما لجأ بعضهم إلى رفع السعر 100% للراكب الواحد ليستطيع تغطية سعر البترول ما زاد من عبئ السكان".
وأجبر مواطنين على التعامل مع محطات السوق السوداء، والتي تؤكد دارسة محلية عن وجود 689 سوقا سوداء لبيع المشتقات في العاصمة صنعاء وحدها بعد إصدار جماعة الحوثيين تشريعا لتنظيم استيراد المشتقات، وهو ما وصفته الدراسة ب " الإجهاز على شركة النفط ".
وجاء في الدراسة أن أرباح الحوثيين من مادة البنزين فقط، تقدر بحوالي مليون ونصف المليون دولار يوميا.
وتسببت أزمة انقطاع وارتفاع المشتقات أيضا الى توقفت مؤسسات خاصة وعامة عن العمل لعدم توفر مادة الديزل وتغيب العاملين فيها مع صعوبة وصولهم بحسب موظفة لدى مؤسسة خاصة فضلت عدم الكشف عن إسمها.
وفرض التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قرارا يقضي بإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية لليمن بعد إطلاق مليشيات الحوثي لصاروخ بالستي على مدينة الرياض.
و تلجأ المليشيات إلى فرض حصار آخر عبر منع بيع المشتقات النفطية ورفع أسعارها لإحتكارها والاستحواذ عليها بعد دخول ميناء الحديدة لإجراءات الإغلاق وهو المنفذ الذي تتزود منه المليشيات بالمشتقات والسلاح.
وتحدثت مصادر محلية بصنعاء لـ "العاصمة أونلاين" عن اختفاء بعض المواد والسلع الأساسية من السوق بعد إغلاق التجار لمحلاتهم ورفضهم البيع عشية إرتفاع أسعار المشتقات، والتلاعب بأسعار العملات الأجنبية أبرزها الدولار .
و أشارت المصادر إلى توجه السكان لشراء المواد الغذائية رغم شحت مواردهم المالية المنقطعة لأكثر من عام .
وتعاني اليمن ويلات وأزمات متلاحقة منذ انقلاب الجماعات المسلحة على مؤتمر الحوار الوطني و الحكومة الشرعية ورفضها لكافة الحلول السياسية التي من شأنها إنهاء الحرب والوصول باليمن إلى بر الأمان .