×
آخر الأخبار
حملة حوثية "جديدة" لاستقطاع ونهب أراضي مواطنين غربي "صنعاء" رابطة حقوقية تدعو إلى إعلان 18 أبريل يومًا وطنيًا للمختطفين في "اليمن" قيادي حوثي يواصل احتجاز نجل صحفي في "إب" تعز: مقتل مسن برصاص المليشيا الحوثية في منطقة الشقب ما وراء العزوف عن تداول العملة المعدنية "الجديدة" في صنعاء؟ مستجدات المنخفض الجوي.. وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات في حضرموت أضرار واسعة جراء المنخفض الجوي في حضرموت صحته في أسوأ.. القاضي قطران من "معتقله": انقذوني من "الموت" مركز حقوقي: اختطاف وتعذيب "الحوثي" للخبراء التربويين يستدعي التحقيق "المحايد" خلال نصف شهر.. المليشيا الحوثية تدفن 19 من عناصرها قتلوا في ظروف غامضة

"العاصمة أونلاين" يرصد أبرز أحداث صنعاء خلال 2017 والتي انتهت بمقتل "صالح"

العاصمة أونلاين - خاص


الثلاثاء, 26 ديسمبر, 2017 - 06:46 مساءً

 
لم يدر بخَلَد أحد، أن يطوي العام 2017 أيامه، وقد رحل علي عبد الله صالح، بتلك الطريقة التي لم يكن أحد ربما يتوقعها، خصوصا وأنها جاءت من قبل شريكه في الانقلاب، مليشيا الحوثي المسلحة، التي لطالما فتح لها صالح، مختلف مؤسسات الدولة بشقيها المدني والعسكري، وتحول مع أعضاء وقيادات حزبه المؤتمر الشعبي العام الى غطاء سياسي واجتماعي واعلامي وعسكري، لتنفذ من خلالها المليشيا أجنداتها الايرانية في اليمن، قبل أن يؤدي انفراط عقد الشراكة بينهما، وقتل صالح، مطلع الشهر الجاري، وتحديدا في الــ 4 من ديسمبر 2017.
 
سنحاول من خلال السطور التالية استعراض أبرز التحولات السياسية التي حدثت خلال العام 2017، وتحديدا فيما يخص العلاقة بين الحوثيين وصالح، وكيف أفضت الخلافات بينهما، والتي بدأت بمناوشات إعلامية، على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهت بمواجهة مسلحة في العاصمة صنعاء، أدت الى قتل صالح، غطاء الانقلاب السياسي والعسكري.
 
أعداء السلطة
 
وفقا لمراقبين، فإن تشكيل الحوثيون والمؤتمر جناح صالح، بالمناصفة، لحكومة ما أسمى بـ"الإنقاذ" غير المعترف بها دوليا، والتي تم تشكيلها بين الطرفين أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2016م، كانت هي المحطة الأبرز التي كشفت عن الوجه الحقيقي لعمق الخلاف بين الطرفين، وتقديمهما كحلفاء في الحرب، وأعداء في السلطة، خصوصا بعد أن حافظ تحالف الحرب، وخندقهما في جبهة واحدة، وحافظ على توازنهما بشكل كبيرة.
 
إذ تزايدت حدة التوتر بين الحوثيين وحزب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، مع تشكيل الحكومة، بينهما بالمناصفة، حيث سعى كل طرف إلى التهام الآخر، وكشفت الوجه الآخر لحِدة العداء بينهما، إذ أن كل طرف لا يطيق الآخر، ولا نية له بالشراكة السياسية معه، حيث تعرض وزراء موالون لصالح، إلى سلسلة اعتداءات نفذها قادة حوثيون، مع تنازع الصلاحيات بين الطرفين في كثير من المؤسسات الحكومية.
 
تجميد قرارات وزراء صالح
 
ومع استمرار الخلافات بين وزراء شريكي الانقلاب، الأمر الذي دفع مليشيا الحوثي للانقلاب على شريكها المؤتمر الشعبي العام، وذلك من خلال اصدار قرارا بتجميد قرارات وزراء حزب صالح، وذلك بعد أزمة اقتحام الوزارات، والاعتداء عليهم من قبل الحوثيين.
 
صالح يهدد الحوثي
 
في منتصف 2017، وتحديدا في الــ 9 من مايو، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الرئيس السابق، رئيس حزب "المؤتمر الشعبي"، علي عبد الله صالح، أعطى الضوء الأخضر لوسائل الإعلام التابعة له لمهاجمة مليشيا الحوثي، وقالت إنه يعد خطة لـ"استعادة صنعاء" من الجماعة، وهو التقرير الذي أثار جدلاً واسعا حينها، والذي جاء بعد أيام من تقرير سابق تحدث عن تهديدات من الحوثيين باغتيال صالح.
 
انتخابات لا اقتحامات
 
تنبه الحوثيون لما يقوم به صالح من محاولة للالتفاف عليهم منذ وقت مبكر، وما زاد الأمر تأكيدا، هو ما نشرته وكالة واس السعودية في هذا الخصوص، وهو الأمر الذي دفع المليشيا الحوثية الى استخدام مزيدا من الضغوطات على كل القيادات والوزراء المحسوبين على صالح، مدنيين منهم وعسكريون، وتضييق الخناق عليه بشكل أوسع.
 
وقد أخذت التسريبات الاعلامية، بحدوث تقارب أو تفاهمات بين حزب صالح والسعودية بالتزايد، خصوصا مع تصاعد نشاط حزب "المؤتمر" التنظيمي، وذلك من خلال إحياء الأسمار الرمضانية، واقامة الفعاليات المتنوعة في كثير من المحافظات، وتوزيع كتب الميثاق الوطني، وهو الأمر الذي بدى وكأنه يهيئ نفسه لخطوة. ما دفع زعيم مليشيا الحوثي، عبدالملك الحوثي، للقول في أحد خطاباته، إن البلاد تعيش مرحلة "اقتحامات" وليس "انتخابات"، وهو الأمر الذي عبّر من خلاله عن ريبة الجماعة تجاه أنشطة حليفها المؤتمر جناح صالح، قبل ان تنتقل الى مرحلة أخرى من التصعيد ضد حليفها المؤتمر تحت شعار "سنواجه التصعيد بالتصعيد".
 
مهرجان السبعين
 
في أغسطس 2017، عاش اليمن مرحلة مفصلية بين الحليفين، فبينما كان حزب صالح يستعد لإقامة مهرجان حاشد في ميدان السبعين، بذكرى تأسيسه التي توافق الـ24 من الشهر نفسه في كل عام، حشد الحوثيون قواتهم إلى صنعاء، وانتشروا بكثافة، وأعلنوا عن اعتصامات مسلحة في مداخل صنعاء في اليوم نفسه، استعداداً لمواجهة أي تحرك، لما قيل يومها عن احتمال انقلاب صالح، واتخاذه من المهرجان غطاءً لذلك التحرك.
 
في الأثناء، كان واضحاً أن الحوثيين اتخذوا قراراً بالحسم العسكري، وأصدروا بيانات شديدة اللهجة ضد حزب صالح، كما أقاموا نقاط تفتيش قرب منزله ومنازل لأقاربه في شارع حدة بصنعاء، حين اعترضوا أحد أبنائه بينما كان على متن سيارة، ودارت اشتباكات جرى احتواؤها بوساطات قادتْها قيادات في الطرفين.
 
ما بعد المهرجان
 
لم تمضِ عدى ساعات على اقامة المؤتمر مهرجان السبعين، حتى أصدرت مليشيا الحوثي عدة قرارات هامة، منها تعيين القيادي الحوثي أبو علي الحاكم رئيسا للاستخبارات العسكرية، في محاولة لإغلاق منافذ الاتصال والتواصل لحليفهم صالح مع التحالف أو غيره، حيث بدى ذلك المهرجان وكأنه فتح صفحة جديدة بين الطرفين، والذهاب نحو الافتراق، والاقتتال.
 
وفي محاولة لردم الخلافات بينهما، أعلن الحوثيون واعلام حزب صالح، عن تواصل مباشر جرى بين عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله، لاحتواء الخلافات التي تفجرت بينهما في الآونة الأخيرة.
 
ثورة مسلحة
 
وفي الوقت الذي واصلت فيه مليشيا الحوثي، انتهاكاتها بحق حلفائها في المؤتمر الشعبي العام، في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتحديدا في العاصمة صنعاء، دعا قيادي في حزب المؤتمر الشعبي، مطلع أكتوبر الماضي، أنصار الحزب إلى ثورة مسلحة ضد قيادات حزبه، وميليشيات الحوثي على حد سواء، وذلك في أسرع وقت، باعتبارها فرضا وواجبا، وعملا مقدسا تقتلع العصابة الحاكمة في صنعاء.
 
استعراضات حوثية
 
ومع تواصل وتيرة الخلافات بين مليشيا الحوثي والمؤتمر جناح صالح، والذي ترافق مع بروز مظاهر عسكرية لها، حيث قام الحوثيون بحملات تعبئة واستعراض لمسلحيهم في العديد من المحافظات، تحت مسمى "رفد الجبهات"، في إشارة لمناطق المواجهات مع الشرعية والتحالف أو ما يصفونه بـ"العدوان السعودي الأميركي". لكن تلك التحركات، لم تكن بعيدة عن رسائل داخلية حول الخلافات مع حليفها حزب صالح. وفقا لمراقبين.
 
ففي الــ 25 من أكتوبر الماضي، شهدت العاصمة توترا كبيرا بين مليشيا الحوثي، وقوات موالية لصالح، أدى هذا التوتر الى إغلاق لمداخل ميدان السبعين، من قبل قوات أمنية وعسكرية، الأمر الذي استمر لساعات، قبل أن تنجح وساطة تولاها محسوبون على الطرفين باحتواء التصعيد.
 
اتهامات متبادلة
 
وفي الــ 22 من نوفمبر الماضي، اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام، حلفاءه الحوثيين، فبارتكاب ممارسات واتخاذ قرارات "خارج إطار الدستور والقانون واتفاقات الشراكة" بينهما، وعبّر الحزب "عن أسفه البالغ" إزاء ما وصفه بـ"الممارسات التي تنتهجها جماعة أنصار الله في مؤسسات الدولة وأدائها السياسي والإعلامي الذي لا يوحي بتوجّهات صادقة نحو الحفاظ على وحدة الصف الوطني وتفعيل مبدأ الشراكة الوطنية بين طرفي الاتفاق".
 
القشة التي قصمت ظهر الانقلاب
 
عاد التوتر مجددا بين طرفي الانقلاب، الحوثيون وصالح، وذلك تزامنا مع تحديد مليشيا الحوثي، ميدان السبعين، مكانا لحشد أنصارها للاحتفال بما يُسمى المولد النبوي.
 
حاول الحوثيون السيطرة على جامع الصالح، الذي يقع في محيط ميدان السبعين، المربع الأبرز الذي يقع تحت سيطرة صالح وأقاربه، والذي قوبل بالرفض من قبل حراسة المسجد، ما أدى الى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين، سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى، وتحديدا في الــ 29 من نوفمبر الماضي.
 
اتفاق لم يجف حبره
 
في اليوم التالي، وتحديدا في الأول من ديسمبر، أعلن الحوثيون، أنّ لجان تهدئة تمكّنت من إزالة مظاهر التوتر بين مسلحي الجماعة، والموالين للرئيس علي عبد الله صالح، في صنعاء.
 
وذكرت وكالة سبأ، بنسختها التي يديرها الحوثيون، حينها، أن ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، أشاد بـ"بما أنجزته لجان التهدئة المكلفة بتثبيت الأوضاع وإزالة الاحتقان والتوتر الذي شهدته بعض المناطق بأمانة العاصمة خلال اليومين الماضيين".
 
لم يمض على ذلك الاتفاق 24 ساعة، حتى تجددت الاشتباكات بين طرفي الانقلاب، وتحديدا فجر الــ 1 من ديسمبر، حيث بدأت من شارع الجزائر والحي السياسي، بعد أن اتهمت مصادر في حزب صالح، الحوثيين بخرق الهدنة ـ واستهداف منزل نجل شقيقه، طارق صالح.
 
ما قبل النهاية
 
الـسبت الــ 2 من ديسمبر، كان هو الحديث اليمني الأهم على مستوى العالم، خصوصا مع ما ظهر حينها، أنه حسم عسكري قام به رجال صالح، الذي تحوّل من "رئيس مخلوع" إلى "رئيس سابق" في الإعلام السعودي والإماراتي، والذي احتفل بتطورات صنعاء بشكل استثنائي، غذّى الفرضيات التي تفيد باحتمال حصول صفقة بين هذا المحور وصالح الذي عرض وقفاً للحرب على اليمن مقابل تفاهمات وحوارات.
 
ولم تقتصر الأحداث على العاصمة صنعاء، إذ امتد التوتر والاشتباكات بين الطرفين إلى محافظات أخرى كالمحويت وإب، بعدما أعلن حزب صالح دعوة رسمية لأنصاره وللمواطنين في البلاد، بأن "يهبوا هبة رجل واحد"، ضد "الحوثيين".
 
انتفاضة صالح
 
لم تمض سوى ساعات قليلة على تلك الانتصارات التي وصفها البعض بالوهمية لصالح وقواته، حتى تمكنت مليشيا الحوثي من استعادة تموضعها وإعادة فرض سيطرتها على العاصمة صنعاء، قبل غروب شمس السبت الــ 2 من ديسمبر.
 
حيث وجّه الحوثيون، مساء ذلك اليوم، ضربة قوية لقوات صالح والموالين له، عندما تمكنوا من الوصول إلى مقر قناة "اليمن اليوم" التابعة له، في منطقة بيت بوس جنوب العاصمة، كما قاموا بتوقيف إذاعة تابعة له في صنعاء عن البث، وحجبوا أهم المواقع الإلكترونية التابعة للحزب، عن المتصفحين من داخل اليمن، وبذلك استطاعوا حجب إحدى أهم أدوات الحرب، ممثلة بالإعلام، ليعلنوا بعد توقف إعلام صالح بياناً باسم رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، يعلن فيه إخماد ما وصفه بـ"الفتنة".
 
وفي اليوم التالي، ومع إحكام مليشيا الحوثي سيطرتها على العاصمة صنعاء بشكل كلي، أعلنت المليشيا عن مقتل صالح، في بيان لها بثته قناة المسيرة، أكدت من خلاله إخماد ما وصفتها بالفتنة، والقضاء على زعيمها المتمثل بعلي عبد الله صالح، وتحديدا يوم الاثنين الــ 4 من ديسمبر 2017م، مع أمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا، وعدد أخر من الموالين لصالح، واعتقال عدد من أقاربه، أثناء محاولته الهروب الى مدينة مأرب، لتنهي بذلك حقبة صالح الذي لطالما وصف حكمه بالرقص على رؤوس الأفاعي.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً