مرت اليمن خلال العام 2017، بأحداث مثيرة، كان لها تداعيات كثيرة على مستوى الوضع السياسي والعسكري والانساني في اليمن، ولعل أبرزها أحداث ديسمبر الماضي والتي انتهت بمقتل الرئيس علي عبد الله صالح، من قبل مليشيا الحوثي، وتحديدا في الـ 4 من ديسمبر 2017م.
 
"العاصمة أونلاين"، يستعرض في ثنايا هذا التقرير أبرز الأحداث التي مرت بها اليمن، خلال العام 2017، والذي كان الوضع الانساني هو الحدث الأبرز فيه، خصوصا مع استمرار انقطاع رواتب الموظفين للعام الثاني على التوالي.
 
مجاعة إنسانية
 
في مطلع العام 2017، وتحديدا في يناير منه، أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة أن الصراع المتصاعد في اليمن جعل ثلثي السكان في حاجة للمساعدات الإنسانية، وأن البلاد قد تواجه مجاعة هذا العام ما لم تتخذ إجراءات فورية.
 
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمام مجلس الأمن، إن التصاعد "الخطير" في الغارات الجوية والقتال أدى إلى "عواقب مأساوية للشعب اليمني"، علماً ن هناك 18.2 مليون شخص في حاجة للغذاء بشكل عاجل.
 
دعوات أممية لمواجهة المجاعة في اليمن
 
في فبراير / شباط 2017، أطلقت منظمة الأمم المتحدة، نداء انساني عاجل لجمع 2.1 مليار دولار لمواجهة المجاعة في اليمن، وتوفير مساعدات واحتياجات ضرورية لنحو 12 مليون شخص مهددين بالموت جوعاً بسبب نقص الغذاء.
 
اغتيال الصحفي العبسي
 
وفي فبراير 2017، أعلنت أسرة الصحفي الاستقصائي، محمد العبسي، عن انتهاء إجراءات تشريح الجثة وفحص العينات وظهور نتائج التشريح والتحليل، والتي خلصت إلى أن وفاته كانت بسبب التسمّم والاختناق بغاز أول أوكسيد الكربون، حيث وجدت مادة (الكاربوكسي هيموغلوبين) في الدم بنسبة تشبّع 65 بالمائة، والتي تعتبر قاتلة". وذلك  بعد تسلّم فريق المتابعة، صورة من النيابة المناوبة لتقرير الطبيب الشرعي المكلف.
 
وكان الصحفي محمد العبسي، قد توفي بشكل مفاجئ يوم الثلاثاء، الموافق 20 ديسمبر/ كانون الأول 2016، ونظراً للدور الاستثنائي الذي كان يقوم به في مقارعة الفساد فقد تولدت الشكوك حول الوفاة وأسبابها، ما استدعى القيام بالتحقيق حول أسباب الوفاة وحيثياتها، وسط اتهامات لمليشيا الحوثي بالوقوف وراء وفاته.
 
تجنيد الأطفال
 
في الـ 28 من فبراير 2017، اتهمت منظمة العفو الدولية، مليشيا الحوثي بـتجنيد أطفال والزجّ بهم في جبهات القتال في النزاع الدائر في اليمن، وكشفت المنظمة أن "أدلة جديدة تظهر بأن جماعة الحوثي المسلحة تنشط في تجنيد أطفال للمشاركة كجنود في جبهات القتال في النزاع اليمني"، ناقلة تأكيدات عائلات يمنية بتجنيد أطفالها الشهر الجاري ما يعد خرقاً للقانون الدولي.
 
وكانت المنظمة الحقوقية، قد ذكرت في بيان لها، أنها علمت من أفراد عائلات وشهود عيان أن "أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً جرى تجنيدهم من قبل جماعة الحوثي". ولفتت إلى أن العائلات المعنية علمت بوقوع أبنائها ضحية التجنيد بعد إبلاغهم من سكان محليين وصفوا لها عملية نقل ستة أطفال على متن حافلة في مركز تابع للحوثيين في منتصف فبراير/شباط الجاري.
 
مسؤول أممي يزور تعز
 
في الــ 10 من ابريل، وصل منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، الى محافظة تعز، بهدف الاطلاع عن الوضع الإنساني التي تعيشه محافظة تعز من جراء الحرب والحصار المفروض على تعز من قبل الانقلابيين.
 
وفي حديثه للصحافيين، قال السيد جيمي ماكغولدريك، حينها، إنه شاهد حالات إنسانية مؤلمة في تعز، موضحاً أنه "رغم المأساة الإنسانية التي تعيشها تعز، إلا أن ما شاهده شيء مفرح، فهناك كثافة سكانية كبيرة تتحرك في الأسواق والمدارس وشوارع المدينة"، مؤكداً أنه "سيبذل جهودا كبيرة في دعم تعز والمنظمات العاملة في الجانب الإنساني بالمحافظة"، وأن "الأمم المتحدة ستعمل على الإسراع في خطوات نقل مكاتبها إلى محافظة عدن العاصمة المؤقتة لليمن، ليسهل التعامل معها".
 
مؤتمر دولي لدعم اليمن
 
استضافت مدينة جنيف السويسرية، 25 إبريل/ نيسان 2017، اجتماعاً للمانحين بشأن اليمن، وهدف إلى حشد التمويل للعمل الإنساني في البلد الذي يشهد أزمة اقتصادية دفعت بأغلب السكان إلى حافة الفقر والجوع؛ بسبب الحرب المستمرة دون توقف منذ مارس/آذار 2015.
 
وعقد المؤتمر، بمشاركة أكثر من 50 دولة، إضافة إلى عشرات المنظمات الإغاثية الإقليمية والدولية، شاركت في الاجتماع لتقديم رؤيتها بشأن إنقاذ الوضع الإنساني ومساعدة النازحين داخلياً بسبب الحرب ومواجهة خطر المجاعة الذي يهدد البلاد، ومثّل الحكومة اليمنية، رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، توجّه رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر.
 
وباء الكوليرا
 
في مطلع العام 2017م، عاود تفشي الكوليرا مرة أخرى بـ 10 محافظات يمنية، في ظل تعطل أكثر من نصف المنشآت الصحية في البلاد عن العمل، بسبب الحرب الأهلية اليمنية واستحوذت العاصمة صنعاء على النصيب الأكبر من إصابات الكوليرا ما يقارب 34.6 بالمئة من الحالات، وخلال الفترة ما بين26 أبريل و18 مايو 2017 انتشر المرض إلى حوالي 20 محافظة في جميع أنحاء البلاد.
 
وحتى 5 يوليو 2017 تسبب الوباء بأكثر من 1600 حالة وفاة، و270 ألف حالة مشتبه فيها، حتى 25 يوليو 2017 أشتبه بـ 400 ألف حالة مصابة بالمرض، وأكثر من 2000 حالة وفاة، في 21 ديسمبر قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عدد حالات الكوليرا المحتملة في اليمن وصل إلى مليون حالة.
 
تعديل في حكومة "بن دغر"
 
وفي نهاية أبريل 2017، أجرى الرئيس عبدربه هادي تعديلاً وزارياً شمل أربع حقائب، وأحال هاني بن بريك وزير الدولة قائد قوات الحزام الأمني للتحقيق.
 
وقد صدر التعديل الوزاري في قرار جمهوري حمل الرقم 29 لسنة 2017، قضت المادة الأولى منه بتعيين: القاضي جمال محمد عمر وزيراً للعدل، الدكتور معين عبدالملك سعيد وزيرا للأشغال العامة والطرق، الدكتورة  ابتهاج الكمال وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل، محمد محسن عسكر وزيرا لحقوق الإنسان، الدكتور سميرمحسن شيباني نائبا لوزير حقوق الإنسان.
 
وقضت المادة الثانية من هذا القرار بإعفاء هاني علي بن برك من منصبه كوزير للدولة وإحالته للتحقيق، وفي سياق آخر، أصدر هادي قرارين آخرين شملا تعيين عبد العزيز المفلحي محافظاً لعدن، بينما عُيّن عيدروس الزبيدي محافظ  عدن السابق سفيراً في وزارة الخارجية.
 
الاعلان عن المجلس الانتقالي الجنوبي
 
وفي الــ 10 من مايو 2017، تم الاعلان في العاصمة المؤقتة، عن تشكيل المجلس الانتقالي في الجنوب، والذي جاء بعد أيام من عزل محافظ حضرموت السابق بن بريك من منصبه، وكذا ابعاد عيدروس الزبيدي من منصبه كمحافظ لعدن، وهاني بن بريك من منصبه كوزيرا للدولة.
 
واعتبر مراقبون تشكيل هذا المجلس في الجنوب انقلاب على الحكومة الشرعية في عدن، يوازي انقلاب الحوثي في العاصمة صنعاء.
 
طباعة عملة جديدة
 
في 20 يونيو 2017، أعلن مسؤولون في البنك المركزي اليمني، إن البنك بدأ في طرح إصدار جديد من العملة الورقية فئة 500 ريال، تمت طباعتها لدى شركة جوزناك الروسية، لمواجهة أزمة السيولة النقدية التي تضرب القطاع المصرفي منذ أشهر.
 
واتجهت الحكومة اليمنية إلى طباعة كميات كبيرة من النقود بدون غطاء نقدي، لمواجهة أزمة السيولة، ما فاقم أزمات الاقتصاد وهدّد بمزيد من الانخفاض في سعر العملة المحلية أمام الدولار، فيما رأت الحكومة في هكذا إجراءات ضرورة للحد من التأثيرات السلبية لنقص السيولة.
 
تعديل المناهج
 
في الــ 23 من يوليو 2017، اعلن المؤتمر الشعبي العام رفضهم محاولات مليشيا الحوثي، لتعديل المناهج الدراسية، ووصفها بأنها "طائفية".
 
وبدأ الحوثيون، منذ مطلع العام 2017، وما بعد دخولهم العاصمة، بمحاولات فرض تعديلات على المناهج الدراسية، غير أنهم واجهوا معارضة من مسؤولين وكوادر تربوية في الوزارة، أثّرت على نسبة التعديلات التي نجحت الجماعة في فرض بعضها، في العام الدراسي 2016- 2017.  
 
الحوثيون ينهبون احتياطي اليمن
 
في الـ 3 من نوفمبر 2017، كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في صنعاء عن قفزات غير مسبوقة في ديون اليمن، نتيجة تكثيف سلطات الحوثيين، عمليات الاستدانة من البنوك التجارية المحلية، ما يهدد بإفلاسها.
 
وأظهر التقرير، ارتفاع الدين العام الداخلي إلى أكثر من 5.5 تريليونات ريال (21.6 مليار دولار) في فبراير/ شباط الماضي، مقابل 3.1 تريليونات ريال (7.8 مليارات دولار) في يناير/ كانون الثاني 2015.