×
آخر الأخبار
المنتخب الوطني يسحق نظيره منتخب بروناي بتسعة أهداف نظيفة  سياسيون: الاحتفاء بثورة 14 أكتوبر تجديد للعهد بالنضال بوجه الإمامة والاستعمار     صنعاء.. تشييع جثمان الفنان "علي عنبه" وسط حضور شعبي كبير وكيل محافظة أبين: إنهاء الانقلاب الحوثي هدف مشترك لثورتي سبتمبر واكتوبر في ذكرى أكتوبر.. وكيل محافظة حضرموت يدعو لتوحيد الصف وإنهاء الانقلاب الحوثي حضرموت.. بيان قبلي يرفض فعالية لـ "الانتقالي" في "سحيل شبام"  إصلاح أمانة العاصمة ينظم حلقة نقاشية إحياء للذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر   بعد عام من الاختطاف.. زوجة موظف أممي تكشف تدهور حالته الصحية في سجون الحوثيين البيان الختامي لمؤتمر الباحثين اليمنيين يدعو الى بناء الدولة اليمنية الحديثة في ظل استمرار إخفاء موظفي الأمم المتحدة.. المدير الإقليمي للصليب الأحمر يبدأ زيارة إلى صنعاء

أراد أن يرى ولده المختطف فأردته مليشيا الحوثي قتيلاً.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة "علي السودي"

العاصمة أونلاين - خاص


الجمعة, 08 سبتمبر, 2017 - 06:45 مساءً


صباح الخامس من أيام عيد الأضحى المبارك غادر المواطن علي السودي، ذو الستين عاماً، قريته القابعة في عزلة "بني الشومي" التابعة لمديرية مبين بمحافظة حجة، ميمماً وجهه شطر العاصمة صنعاء، حيث تُخفي ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح إبنه "محمد" في سجونها وتمنع عنه الزيارات، ولم يكن يعلم الوالد علي السودي أن ضريبة هذه الزيارة ستكلفه حياته على أيدي العصابات الانقلابية بصنعاء، وسيعود إلى قريته محمولاً على الأكتاف.
 
وقف الحاج علي السودي أمام سجن الأمن السياسي بصنعاء مثخناً بالأوجاع وأعباء السفر، يحمل هدايا عيدية لولده المختطف خلف القضبان الحوثية، ويتساءل بصوتٍ مرتفع: لماذا أعادوا فلذة كبده إلى السجن مرة أخرى؟، إذ أن الميليشيات الحوثية اختطفت ولده محمد ونهبت سيارته قبل عام تقريباً وأودعته أحد سجونها بمحافظة حجة لتفرج عنه مقابل فدية مالية بعد شهرين من الاختطاف، لكنها لم تُشبع غريزتها الإنتقامية من النيل من محمد السودي فظلت تراقبه وتتربص به إلى أن انقضت عليه في أحد شوارع صنعاء قبل حلول عيد الأضحى بخمسة أيام واقتادته إلى سجن الأمن السياسي.
 
يقول شقيقه لـ"العاصمة اونلاين" أن محمد تاجر بسيط يعمل في هذا المجال منذ مدة وبعد المضايقات التي تعرض لها في منطقته انتقل إلى صنعاء هرباً من ملاحقات الانقلابيين، ليزاول عمله في محل تجاري لتوفير لقمة العيش لأولاده الستة وزوجته بالإضافة إلى الأب والأم وإخوانه في ريف حجة.
 
ظل السودي السودي ست ساعات أمام بوابة السجن، عبثاً يتوسل الجلاد أن يسمح له برؤية إبنه، ولم يعلم أن الرحمة لم يتسع لها قلب جلاد يوماً، فقد احرقته حرارة الشمس ولم تحرك توسلاته واستعطافاته ضمير حُراس السجان، بل ضاقوا به ذرعا وطلبوا منه مغادرة المكان من حيث أتى، ولكنه لم يقطع أمله بهم، ظن أن صبره وتجلده تحت حرارة الشمس وشحوب وجهه ومظهره الباعث للشفقة والعطف وكبر سنه سشيفع له عند واحد منهم للتوسط بسماح الزيارة، لكن طيبته الممزوجة بعفوية الريف وتقدير العادات أخطأت حسبانها أمام مجسمات بشرية منزوعة الرحمة والإحترام.
 
أتى أحدهم وبحسم طلب منه المغادرة من أمام بوابة السجن، رد عليه والد المختطف بلهجة بريئة لريفي لا يعرف لليأس باباً: "ما بتحرك من مكاني إلا لما أشوف ولدي"، استشاظ الحُراس غضباً واتجه ثلاثة منهم نحوه يسحبونه بقوة وعنف ولكنه تمسك بمراده وعض عليه بنواجذ قلبه، فما استطاعوا أن يبعدوه وما استطاعوا له سحلا. فانهال عليه الحُراس ضرباً مبرحاً ولم تأخذهم الرحمة والشفقة فيه مأخذ، وما تركوه إلا وقد أزاحوا خطره من أمامهم، ليصاب مباشرة بنوبة قلبية نُقل على إثرها إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة في غضون ساعة من الحادثة.
 
مات المسن السودي مخلفا كومة أوجاع وأحزان ستبقى شاهدة على بشاعة العصابات الفاشية في اليمن عبر التاريخ.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1