الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف رد اليمنيون على إحياء مليشيا الحوثي لذكرى عاشوراء الطائفية؟!
العاصمة أنلاين - خاص
الأحد, 01 أكتوبر, 2017 - 11:17 صباحاً
"الحسين يشكركم على أحياء ذكرى عاشوراء و يقول لكم "أين الرواتب"، هكذا علق الناشط اليمني، جمال عبد المغني، ساخرا على الاستعدادات الكبيرة التي قامت بها مليشيا الحوثي، اليوم السبت، لإحياء ما أسمته ذكرى "عاشوراء" يوم مقتل الحسين عليه السلام، في اشارة لم تخلو من السخرية، عن هكذا احتفالات، وما يصاحبها من صرف اموال كبيرة، في وقت يحتفل فيه الموظفين في اليمن بمرور عام كامل على انقطاع مرتباتهم من قبل مليشيا الحوثي.
لم يمض نحو اسبوعين فقط، من احتفالها في ذكرى ما يُسمى بيوم "الولاية"، حتى استيقظ اليمنيين على وقع استعدادات جديدة للاحتفال بما يسمى ذكرى عاشوراء، حيث قامت المليشيا بإحياء هذه المناسبة الطائفية في شارع المطار بالعاصمة صنعاء، لتكشف عن الوجه الحقيقي لجماعة لا يهمها عدى محاولة فرض فكرها الطائفي في اليمن كمشروع للحكم فحسب.
تسخير موارد الدولة وامكاناتها!
وعمدت مليشيا الحوثي الى تسخير موارد وإمكاناتها، المالية والعسكرية، والاعلامية، لإحياء المناسبات الطائفية، فمن طبع الخطب وتوزيع الخطباء على المساجد لفرض خطبة موحدة، في مساجد العاصمة، والتي حولت مساجد العاصمة الى ثكنات طائفية للتحريض، ونشر الفرقة والطائفية بين المصلين، مرورا باستخدام وسائل الاعلام الرسمية، المرئية والمقروءة والمسموعة، للترويج لمثل هذه الافكار الطائفية، التي لن يقبلها شعبنا اليمني، وإن حاولت المليشيا ذلك.
وعدى استخدامها المساجد ووسائل الاعلام، كذلك قامت المليشيا بتسخير موارد الدولة وامكانياتها المالية، لعملية الحشد لهذا الاحتفال، فمئات الملايين تم صرفها من خزينة الدولة العامة، لطبع الملصقات واللافتات على مختلف أنحاء شوارع العاصمة، اضافة الى عملية الأوامر الإجبارية لعدد من التجار لصرف أموال كبيرة كجبايات لهذه الاحتفالات.
اضافة الى ذلك قيامهم بإخراج الأطقم العسكرية، مع مكبرات الصوت، وفتح الاناشيد الطائفية، وسط العاصمة للحشد لهذه المناسبة، ناهيك عن قطع الخطوط العامة والرئيسية بالعاصمة صنعاء لذات الغرض، فضلا عن استخدام وسائل الترهيب والترغيب لكثير من المسؤولين والموظفين في مختلف أجهزة الدولة المدنية والعسكرية، وإجبارهم لحضور هذه المناسبات، كأداء واجب للبقاء في مناصبهم، وفقا لما أكده عدد من الموظفين، خلال حديثهم لــ "العاصمة أون لاين"، والذين استغربوا كيف لمليشيا انقلابية تزعم انها تواجه عدوان خارجي، وهي تقوم بإحياء هذه المناسبات والناس يموتون جوعا.
الراتب أولا!
مع استمرار انقطاع مرتبات الموظفين، وسوء الأحوال المعيشية لغالبية الشعب اليمني، وارتفاع أعداد الفقراء والمحتاجين، وانتشار الأمراض والأوبئة التي تحيط بالشعب من كل جهة، لم يعد يهم المواطن ما يسمعه من المليشيا من إحياء مناسبات دينيه طائفية كهذه، تصرف عليها الأموال الطائلة في الوقت الذي لا يجد الموظف فيه راتبه.
وفي هذا الصدد، عبر عدد من الناشطين اليمنيين عن استغرابهم من مواصلة المليشيا لأحياء هذه المناسبات الطائفية في الوقت الذي لا يجد فيه الموظف راتبه، الذي أكتمل عليه الحول دون أن يرى منه عدى وعود تصرف فقط، دون أن يثير ذلك أي حساسية لدى المليشيا، التي أغلقت المدارس أبوابها امام الطلاب، والمستشفيات أمام المرضى وهم ليس لهم من الأمر شيء عدى إحياء هذه المناسبات الطائفية فحسب.
وفي هذا السياق، يتساءل الصحفي اليمني، مصطفى راجح، عن الأولويات التي تقوم بها مليشيا الحوثي، في هذا الظرف، وقال "المدرسين منتظرين مرتبات، والطلبة منتظرين مدارس، وهُمْ - أي الحوثيون - حانبين بعاشوراء!
وقال راجح في صفحته على الفيس وك "عادهم بعييييد". واضاف متسائلا: "كم يشتوا لهم لما يوصلوا لأولويات مجتمعهم الآن؟!" في اشارة الى عدم احترام المليشيا للشعب اليمني، الذي أغلقت المدارس أمام أبناءه وبناته، وسدت منافذ الحياة أمامه، وهم يواصلون حشودهم لإحياء هذه الاحتفالات الطائفية التي تعمد الى تفتيت النسيج المجتمعي بين ابناءه.
فرصة لمعايشة خرافة الامامة!
ورغم الحزن الذي ينتاب اليمنيين من تعمد مليشيا الحوثي المتكررة للإحتفال بهذه المناسبات، إلا أن الكثير من أبناء اليمن، لا يزالون يرون فيما تقوم به مليشيا الحوثي من سباق لفرض أفكارها الطائفية على أبناء اليمن، ونهب حقوقهم، فرصة مهمة للأبناء اليمن أن يتعرفوا على خرافات الإمامة، ويعيشونها كما عاشها أباءهم وأجدادهم، وهي مناسبة كافية للعمل لإنهاء هذه الخرافة، وقطع جذورها من اليمن، ويعملوا جاهدين على الحفاظ على تلك الثورة العظيمة التي قام بها الاباء والأجداد في الـ 26 من سبتمبر 1962، والتي تحاول المليشيا الانقلابية محوها وإزالة كل ما يتعلق بها.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير والمحلل الاستراتيجي اليمني، الدكتور علي الذهب "حالة قد لا تتكرر لهذا الجيل في اليمن، أن يعايش خرافات الإمامة الكهنوتية، التي عايشها أجداد هذا الجيل، وليدرك معها حجم الكارثة، التي حلت به وبوطنه، وعظمة وسمو الهدف، الذي ينبغي السعي إليه، لاجتثاث جذور هذه الخرافة".
وأضاف الذهب أقول "قد لا تتكرر لهذا الجيل". مؤكدا أن هذه الخرافات لن تطول، ولن يطول معها صبر اليمنيين وقال "إن هذه الخرافات لن تدوم، ولن يدوم معاتيهها". حد وصفه.
لطيمة وبكاء!
وأثار تكرار إحياء المناسبات الدينية من قبل مليشيا الحوثي، ردود أفعال واسعة بين مختلف الشرائح الاجتماعية في اليمن، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اليمنيون في كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.
وعلق الناشط اليمني صالح السلامي على هذه الاحتفالات، بالقول "عادهم كملوا يحتفلوا بعيد الغدير، والآن انطلاق مراسم إحياء عاشوراء، وبعد أسبوع مولد الحسين، والاسبوع اللى بعده عيد الصرخة، واللى بعده عيد المولد، وهكذاااا يريدوا تحويل حياتنا إلى لطيمة وبكاء".
وأضاف متسائلا "طيب متى تتذكروا رواتب الناس وأوجاعهم"؟ وعبر عن خيبة أمله في العيش في هذه الظروف التي تعيد الناس الى زمن العصور الوسطى، وإحياء خلافات مضى عليها الف واربعمائة سنه. وقال "اريد اعيش في القرن الحادي والعشرين، ولا علاقة لي بثورة الحسين، او مشاكله مع يزيد، اتطلع للمستقبل ولا احب العودة إلى الماضي".
وايمنااااه!
ومع تكرار المناسبات التي تقوم بها مليشيا الحوثي، تساءل الكثير من الناشطين في اشارات لا تخلو من السخرية، عن عدد المناسبات التي تحييها المليشيا طوال العام، والتي بات هدفها تفريق الناس، وتحميلهم أوزار قوم قد مضى على خلافهم أكثر من 1000 عام.
وفي هذا الصدد، يقول الصحفي اليمني الساخر، مروان كامل، "جالسين يبكوا ويلطموا نفوسهم على الحسين، وقد نهبوا سلاح دولة بكلها". في اشارة ساخرة الى كيف لمليشيا نهبت سلاح الدولة، وقوت الموظفين، وكل شيء، كيف لها أن تحيي مناسبة بكائية مضى عليها الف عام، ولا تعني اليمنيين من قريب أو بعيد.
وقال مروان كامل في صفحته على الفيس بوك "هل تعلم ان عدد المناسبات حق الحوثيين في السنة اكثر من الوالدات"؟ أي أكثر من عدد الأمهات اللاتي يولدن يوميا.
أما الناشط والصحفي المؤتمري، كامل الخوداني، فقد أشار الى أن ما يقوم به الحوثيين من إحياء مناسبة تسيء للحسين، أكثر من غيره، وأن ما يقومون به لا يمت اليه بصله. وقال الخوداني: "لو علم الحسين بما يقوم به من يتباكون مظلوميته من نهب وتجويع وظلم لليمنيين لبكي مظلوميتهم ولطم خديه وصاح واايمنااااه وااايمنااااه".
الحب الصادق!
يحب أبناء اليمن، الصحابة وعلي وزوجته فاطمة، وسبطيهما الحسن والحسين، كعقيدة سماوية، وثابت من ثوابت الدين، ليس للعصبية السلالية أو العنصرية، أي شأن في هذا اطلاقا، وهو الحب الصادق الذي لا يراد منه منصب أو جاه او سُلم للوصول الى السلطة، كما يفعل الحوثيون اليوم.
وفي هذا الإطار، خاطب الصحفي كامل الخوداني، مليشيا الحوثي بالقول "محبتنا لعلي وفاطمة والحسن والحسين أصدق الف مليون مرة من محبتكم مهما بالغتم بها ومهما ادعيتم؛ لأن محبتنا لهم خالصة لوجه الله ومحبتكم لهم بحجة انهم اجدادكم وانتوا عيالهم".
وأضاف ، "حبنا لهم اخلاق ديني، وجزء لا يتجزأ من محبتنا لآل بيت الرسول، وجميع صحابته، وحبكم لهم عائلي اسري". وتابع "يعني انتوا حبكم لهم مالكم عليها لا جزاء ولا شكورا، ولا داعي تدوشونا انكم تحبوهم طالما وهم اجدادكم وانتوا احفادهم على مابتقولوا، من الطبيعي تحبوهم أسره بتحب بعضها البعض شيء طبيعي".
وأردف قائلا: "احنا لا بنقول هم اجدادنا، ولا احنا عيالهم، ولا نعرفهم ولا يعرفونا، ومع هذا نحبهم ويمكن اكثر منكم" وتساءل قائلا "اذآ اي حب اصدق واكرم وانقى؛ حبكم لهم، ام حبنا لهم". مضيفا "بالأخير حبنا لهم بلااااش، لأنهم ال بيت النبي، وحبكم لهم وحتى انتسابكم لهم مشروع حكم، والله ماله علاقة لا بأيمان ولا بجن". حد وصفه.
محصنين بثروات الشعب!
يتساءل الكثير من المواطنين في العاصمة صنعاء، كيف لمليشيا تقيم هذه الاحتفالات، في وقت تدعي أنها لا تستطيع صرف المرتبات للموظفين؟ كيف لجائع أن يقيم أن يقيم حفلات ولائم كبيرة،؟ كيف لمن يواجه عدوان خارجي كما يزعم أن يظل يحشد الناس لإقامة مهرجانات طائفية في وضح النهار؟ والحقيقة أنهم لو لم يكونوا قد تحصنوا بأموال الشعب التي نهبوها خلال الثلاثة الأعوام الماضية لما تجرأوا لعمل شيء من هذا كلة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور علي الذهب "يبررون لسيادة الفقر والجهل والمرض؛ لأنهم تحصنوا من ذلك بثروات الشعب المسروقة". مضيفا "بلاد تنهار، ولا يزال هناك من يصدق خطاباته العنترية". في اشارة الى الخطابات العنترية والتهديدات التي يطلقها زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي.
وتابع "ديون داخلية وخارجية تتجاوز 8 تريليون ريال، وتعليم متوقف يراد سد فجواته بمتطوعين وهم، في الأصل، دخلاء على التعليم والتربية، وبلاد على شفى التقسيم، وانقطاع مرتبات، وغلاء معيشة، ونمو طبقة إقطاعية مترفة لصة أثريت من المال العام، مقابل غالبية ساحقة من الجوعى والمرضى والراضين بالذل والهوان بتأثير خدعة الصمود وانهزام العدو، والصواريخ والطائرات الكاذبة، التي نسمع جعجعتها ولا نرى طحنا لها". حد تعبيره.