يتهم سياسيون يمنيون (ذوو توجهات سياسية مختلفة) المليشيا الحوثية المسلحة بأنها تتاجر باقتصاد البلد المنهك، وتسعى إلى تخمة أتباعها ومشرفيها وهوامير الاقتصاد فيها على حساب إفقار وتجويع المواطنين, إنها "ثقب أسود يلتهم كل مدخرات اليمنيين".
 
جاء ذلك بعد إعلان البنك المركزي الذي تسيطر عليه المليشيا في العاصمة صنعاء، في بيان له عن إجراءات تمنع التداول بالطبعات الجديدة من العملة ومصادرتها من الأسواق وحسابات التجار.
 
وفي البيان تعذر البنك بأن قراره من أجل كبح التضخم الذي سيصيب الاقتصاد وسيؤدي إلى اتساع رقعة المجاعة.
 
وأمهل البنك المتداولين للعملة ثلاثين يوماً لتسليم ما بحوزتهم من الفئات النقدية الجديدة التي أصدرتها الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن، مقراً بتعويض المواطنين من غير التجار والبنوك والصرافين بنقد إلكتروني أو بالعملة القديمة.
 
المصادرة للعملة تضع في خانة النهب الذي تنتهجه مليشيا الحوثي، فهي تريد مصادرة ما تجده من طبعات دون تعويض للمتاجرة بها بعد ذلك في شرائها للبضائع، نظرا إلى أن الحوثيين باتوا محتكرين للاستيراد إلى المحافظات التي يسيطرون عليها وخصوصاً المشتقات النفطية.
 
ويرى وزير الخارجية الأسبق والقيادي في المؤتمر الشعبي العام أبوبكر القربي، (يعتبره متابعون من جناح أحمد نجل صالح) القرار الحوثي بأنه حرب عملة بين مركزي صنعاء وعدن، يدفع ثمنها المواطن والاقتصاد اليمني، ويستفيد منها تجار الحرب ومخططو الانفصال حد وصفه.
 
وأشار القربي إلى أن الأمر سيزداد سوءاً إذا بقي التعامل مع الاقتصاد وفق أجندة سياسية لخلق مزيد من التوتر لإجهاض جهود السلام وبينما لا يحرك رعاة الحل السياسي ومجلس الأمن والمبعوث الأممي ساكنا من هذا العبث.
 
واستثمر القيادي في حزب المؤتمر التابع للشرعية المحامي محمد المسوري تغريدة الدكتور القربي للتذكير بالأخطاء التي ترتكب ويستثمرها الحوثي في مواصلة انقلابه وانتهاكاته بحث اليمنيين واقتصادهم.
 
وقال المسوري: "للأسف الشديد هناك الكثير من الأخطاء التي تخدم الحوثي، نحن بحاجة إلى مراجعة شاملة وتصحيح هذه الأخطاء، التي تخدم الحوثي، وبحاجة إلى تنازلات لأجل الوطن والشعب، ويعلم الجميع أن التفرق والخلاف الحاصل، أبرز أسباب التمدد الحوثي.
 
ووصف المحامي محمد المسوري، إجراءات البنك بأنه تعنت حوثي وهو تعنت زاد عن حده، فهم لا يريدون السلام بأي حال من الأحوال.
 
وسخر الناشط السياسي والصحفي سام الغباري بأن قرار الحوثيين باستبدال العملة بنقد إلكتروني، بأنه لعب في الهواء، أو قبض ريح كما أسماه في دعوة للمواطنين عدم تصديق الحوثيين.
 
وأشار سام الغباري إلى أن الهاشمية هي من تبتلع كل شيء، كما الثقب الأسود، فالعمامة السوداء بحسب الغباري هي من تلقف كل ريال لدى اليمنيين، ليتم تحصيله في أوعية الجماعة الشرهة بالنهب واللصوصية.
 
وعبر الصحفي فتحي بن لزرق، عن إعلان الحوثيين بمصادرة العملة الجديدة، في مناطق سيطرتهم ومنح أصحابها عملة إلكترونية بأنها عملة هواء معتبراً الإعلان مغالطة غبية لعصابة لا دين ولا سلوك لها إلا نهب الناس.
 
وتساءل بن لزرق عن أين ستذهب الأموال التي سيتم مصادرتها، فهذا السؤال وحده حسب تعبيره كفيل بكشف أكاذيب الحوثيين المتكررة.
 
وحذرت الحكومة من تبعات هذا القرار لأنه يندرج ضممن السياسة التدميرية التي تنتهجها المليشيا لضرب الاقتصاد الوطني والفساد والمضاربة بالعملة وتقويض جهودها وسياستها النقدية.
 
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في سلسلة تغريدات له على "تويتر" إن الحكومة تحذر من السماح للحوثيين بتطبيق هذا القرار لأن المليشيا يسعون إلى نهب المال الوطني وسحب مدخرات المواطنين.