الأخبار
- أخبار العاصمة
كيف يرفض اليمنيون محاولات الحوثي لاستنساخ نموذج الحكم الإيراني؟
العاصمة أونلاين/ صنعاء
الثلاثاء, 03 أكتوبر, 2023 - 05:19 مساءً
أوضح مراقبون وباحثون يمنيون أن اليمنيين وصلوا إلى حالة نضج متقدم جعلتهم يخرجون بالآلاف هذا العام للاحتفال على نحو استثنائي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، في رفض واضح لمحاولات الحوثيين استنساخ نموذج الحكم الإيراني وطمس معالم الثورة.
الباحث في مركز واشنطن للدراسات اليمنية سيف المثنى أكد أن مساعي الحوثيين لاستنساخ نموذج الحكم الإيراني جعلت اليمنيين يخشون على مبادئ ثورتهم، لافتاً إلى أن استنساخ النظام الإيراني قد بدأ فعلاً وأن "عبد الملك الحوثي هو الحاكم الفعلي في الوقت الراهن وخطاباته هي النافذة، والبقية عبارة عن جنود يتم توزيعهم في رقعة الشطرنج".
وقال المثنى لـ "العربي الجديد" إن اليمنيين احتفلوا هذا العام على نحو مختلف بثورة 26 سبتمبر لأنهم شعروا أن الحوثي يقلل من أهمية المناسبات الوطنية ويعمل على وأدها، ويركز فقط على الاحتفال بمناسباته الدينية المتعددة، مشيراً إلى أن "الحوثي حاول طمس معالم ورموز 26 سبتمبر منذ أن سيطر على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، وأسقط الدولة والديمقراطية، وقد شرع في تغيير الكثير من أسماء الشوارع التي كانت بأسماء رموز ثورة 26 سبتمبر، إضافة إلى تغيير المناهج الدراسية".
وتابع "رغم كل محاولات الحوثي لطمس ملامح الثورة اليمنية، إلا أنه فشل في أن يلغي ثورة 26 سبتمبر من قلوب اليمنيين، وهناك حالة نضج في الشارع اليمني، لذلك نرى اليمنيين يرفعون الأعلام الوطنية في الأعراس والأفراح وحفلات التخرج، ويرددون النشيد الوطني، وينظمون الدورات عن الجماعة الحوثية ويقرأون كثيرا عن تاريخها، وكيف أُسست ومن هي قياداتها".
ولفت المثنى إلى أن "خروج اليمنيين للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر رسالة واضحة للحوثيين بأن الشعب لن يتخلى عن مبادئ الثورة مشدداً على أنه "إذا حاول الحوثيون التطاول أكثر على الثورة ورموزها، فإنهم سيواجهون بضغوط وتظاهرات شعبية واسعة".
وخرج اليمنيون هذا العام بالآلاف للاحتفال بثورة 26 سبتمبر في عدد من المدن اليمنية، رافعين أعلام الجمهورية، وهتفوا بالشعارات المعبرة عن تمسكهم بمبادئ الثورة، في رفض واضح لمحاولات الحوثيين استنساخ نموذج الحكم الإيراني وطمس معالم الثورة.
احتفال اليمنيين بذكرى الثورة أثار حفيظة الحوثيين، الذين لجأوا إلى نشر مليشياتهم في الشوارع، ومزّقوا أعلام الجمهورية ومنعوا بيعها وأطلقوا الرصاص الحي على المحتفلين، واعتقلوا قرابة ألف شخص في صنعاء لا يعرف مصيرهم إلى الآن.
وانتشرت الكثير من مقاطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عناصر حوثية، بعضهم بملابس الأمن، يعتدون على الشباب المحتفلين بـ26 سبتمبر، وسلبوهم أعلام الجمهورية اليمنية وداسوا عليها، كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى مواجهات عنيفة بين عناصر الحوثي وشباب يمنيين استخدم فيها الحوثيون الرصاص الحي لتفريقهم، فيما واجههم اليمنيون بالحجارة.
وكان زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي قد تحدث في وقت سابق عن إجراء "تغييرات جذرية" يخطط للإعلان عنها في ذكرى المولد النبوي، ما أثار الكثير من التوجس لدى الأوساط السياسية والشعبية بشأن "نوايا مبيتة" للحوثيين للانقلاب على ثورة 26 ومبادئها واستنساخ نموذج الحكم الإيراني.
ويرى مراقبون أن الحوثي اضطر إلى التراجع عن الإفصاح عن "التغييرات الجذرية" في ما يخص نظام الحكم، واكتفى بالحديث عن تغيير حكومي، خوفاً من انفجار الوضع على إثر التجمهرات الكبيرة التي شهدتها صنعاء ومدن أخرى قبل يوم من خطابه.
وحسب المثنى، فإن "الطريقة التي يحكم بها الحوثي أخطر مما هو عليه الحال في إيران، لأن في إيران هامشاً أو نوعاً من الديمقراطية، أو شبه ديمقراطية وإن كانت مزيفة، لكن الحوثي ألغى كل ذلك".
من جهته، يقول الصحافي في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي لـ"العربي الجديد" إن "ذكرى ثورة 26 سبتمبر تزامنت هذا العام مع احتفالات الجماعة المبالغ فيها بذكرى سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 2014 وبالمولد النبوي، لذلك تولدت ردة فعل رافضة لاحتفالاتهم التي تُنفق فيها الملايين، في الوقت الذي يتم فيه إيقاف صرف رواتبهم وفرض الجبايات عليهم".
وحسب العريفي، فإن اليمنيين يخشون على مبادئ ثورة 26 سبتمبر لأن الحوثيين "يذهبون إلى استنساخ تجربة حزب الله في لبنان على مستوى الأصعدة وبالتركيز المفرط على المستوى الاجتماعي باستهداف الشبان والأطفال، وإعادة تأسيس قطاع إداري موال لهم، والعمل على تعميق سيطرتهم بقوة السلاح".
وأوضح أن "جماعة الحوثي مصرة على أن تطمس ذكرى ثورة 26 سبتمبر وقد بدأت بذلك من خلال تهميشها على المستوى الرسمي، لأنها تدرك أن الثورة هي النقيض للإمامة الجديدة المتمثلة في سلطة الجماعة، ورغم ذلك أنا أعتقد أنها لن تنجح، لأن اليمنيين بقوا مدركين تماماً ماذا تعني لهم سبتمبر، وبات الناس في القرى والأرياف أكثر وعيا بقيمة هذه الثورة".
وأضاف "أدرك اليمنيون أن هذه الجماعة لا يهمها إلا أن تصادر حقوقهم، فمنذ عام ونصف العام من الهدنة المفترضة اتجهت الجماعة لتأسيس سلطتها على الأرض، بينما كانت الأوضاع الإنسانية تتجه إلى الأسوأ، لذلك شعر اليمنيون أنهم أمام كارثة".