الأخبار
- أخبار العاصمة
نقاط التفتيش لمليشيا الحوثي على مداخل العاصمة.. جهل وجرائم مستمرة
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 11 أغسطس, 2017 - 09:39 مساءً
منذ سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء بدأت بنصب نقاط تفتيش خارجة عن سيطرة الدولة، وحتى بعد انقلابهم على الشرعية استمرت هذه النقاط في مداخل العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها المليشيا .
ويشكو كثير من المواطنين من تعاملات عناصر الحوثيين المناوبين في هذه النقاط، حيث يقومون بتفتيش حقائب المسافرين وإذا وجدا جهازاً الكترونياً يستخدمه صاحبه في أغراض مهنية أو دراسية، يتعرض صاحب الجهاز للتحقيق من قبل هذه العناصر ويجد صعوبة في توضيح نوع الجهاز لهم كونهم غير متعلمين .
يقول المهندس محمد عبدالكريم، أنه يعمل في محافظة حضرموت، وعندما أكمل عمله قرر العودة إلى صنعاء وفي الطريق اعترضته نقطة تفتيش للمسلحين الحوثيين ومنعوهم لمدة ساعة كاملة من مواصلة طريقهم بسبب جهاز قياس المساحة الذي يحمله .
ويضيف عبدالكريم في حديثه لـ"العاصمة اونلاين"، أن المسلحين الحوثيين عندما وجدوا جهاز قياس المساحة الخاص بالمهندسين في هذا المجال، قالوا أن هذا الجهاز يستخدم في رصد الإحداثيات لطيران التحالف العربي، واتهموه بالخيانة، وراح بعضهم يجري اتصالات هاتفية أنهم ألقوا القبض على "مرتزق يعطي الإحداثيات لطيران العدوان" .
ويؤكد أنه اضطر لشرح عمل الجهاز بشكل تفصيلي، واستعمله أمامهم ليخبرهم بأنه يستخدم لهذا الغرض فقط، واستغرق إقناعهم بذلك ساعة كاملة بعد وصول تعزيزات عسكرية إلى المكان للقبض عليه .
ويشير إلى أن أحد عناصر المليشيا في التعزيزات التي قدمت أخبرهم أنه رأى من قبل مهندسين يستخدمون الجهاز عند شق الطرقات وأنه ليس جهازاً لتصوير ورفع الإحداثيات للطيران كما كانوا يتوقعون، وعندها سمحوا له وبقية المسافرين الذين كانوا معه بمواصلة طريقهم .
ويتساءل عبدالكريم ماذا لو لم يرى ذلك المسلح من قبل مهندسين يستخدمون الجهاز، حينها ربما أتعرض للقتل أو السجن بسبب أنني مهندس والحوثيون لا يعرفون الأدوات والأجهزة التي أستخدمها في العمل .
وتتكرر أحداث اعتراض المسلحين الحوثيين للمسافرين بشكل شبه يومي ويتعرضون للمضايقة والتأخير بسبب جهل الحوثيين بالمهن أو الأدوات والأجهزة التي يحملها المسافرون، وبعضهم يتعرضون للابتزاز أو الاختطاف .
يقول عبدالحكيم أحمد (بناء)، أنه كان متوقفاً عن العمل منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وعندما علم من أحد البنائين الذين كان يعمل معهم بانتعاش العمل في مأرب توجه إليها، لكن نقطة تفتيش للمسلحين الحوثيين في مدخل البيضاء اعترضته، وأنزلته من الحافلة التي كان فيها بعد اتهامه أنه من جنود الجيش الوطني .
ويضيف أحمد في حديثه لـ"العاصمة أونلاين"، أن الحوثيين لم يصدقوه هو وزملاءه الأربعة، مشيراً إلى أنهم اعتقلوا ثلاثة منهم وتركوا اثنين فقط يواصلون طريقهم، بعد أن قالوا إن ملامح الإثنين توضح أنهما بنائين وملامح الثلاثة الذين تعرضوا للاختطاف لم توضح ذلك.
وقال إن الحوثيين أفرجوا عنه وزميليه بعد دفعهم مبلغ 900ألف ريال يمني، وعانت أسرهم كثيراً في جمع هذا المبلغ، مشيراً إلى أن أمر المسافرين أصبح معلقاً بـ"مزاج" طفل مسلح في نقطة للمليشيا يصنف المسافرين على هواه، ويختطفهم أو يبتزهم بقوة السلاح، مؤكداً أن معاملات الحوثيين للمواطنين هي التي جعلت دائرة رفضهم تتوسع كل يوم أكبر من الآخر .
ويروي الكثير من المسافرين قصص طريفة ومؤلمة حصلت لهم في نقاط التفتيش التابعة لمليشيا الحوثي، حيث يتكرر طلب المسلحين الحوثيين من المسافرين إبراز البطائق الشخصية أو جوازات السفر، وبعد أخذ البطاقة أو الجواز يوجه المسلح الحوثي أسئلة للمسافر عن اسمه ومحافظته ومن أي دولة قادم وسبب سفره لتلك الدولة، رغم توفر هذه المعلومات في البطاقة أو الجواز.
وتعد حادثة أخذ البطائق والجوازات ثم السؤال عن معلومات أساسية فيها الأكثر تكراراً في نقاط التفتيش التي نصبتها مليشيا الحوثي بمداخل العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، بسبب أمية عناصر الحوثيين، حيث تستقطب جماعة الحوثي هذه الفئة المحرومة من التعليم بسبب فساد النظام السابق .