الأخبار
- سوشيال
هل تنهار إمبراطورية الفيسبوك؟
العاصمة أونلاين - الجزيرة نت
الجمعة, 23 مارس, 2018 - 09:30 مساءً
استبعد عدد من المحللين أن تشهد شركة فيسبوك انهيارا على خلفية استخدام غير قانوني لبيانات شخصية لملايين المستخدمين من قبل شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، وأكد هؤلاء أن هبوط أسعار أسهم فيسبوك لا يعني تأثر ربحية الشركة ما لم تتراجع قاعدة عملائها سواء الأفراد أو المعلنون. لكن عددا من المعلنين والمستثمرين هددوا بالانسحاب من هذه المنصة.
وشهد سهم فيسبوك هبوطا قويا بلغ نحو 10% يومي الاثنين والثلاثاء قبل أن يصعد من جديد يوم أمس الأربعاء ويقلص بعضا من خسائره.
وفقدت الشركة أكثر من 45 مليار دولار من قيمتها في سوق الأوراق المالية خلال الأيام الثلاثة الماضية لتهبط إلى نحو 489 مليار دولار، بسبب مخاوف المستثمرين من أن يؤدي أي إخفاق من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى في حماية البيانات الشخصية إلى صرف المعلنين والمستخدمين وإلى وضع لوائح أكثر صرامة.
وأثر تراجع قيمة فيسبوك في أسهم وسائل الإعلام الاجتماعي الأخرى، وعلى قطاع التكنولوجيا بصفة عامة.
تراجع القيمة السوقية
يقول الخبير في شؤون المعلومات وحلول الأعمال غيث القرشي "نهاية فيسبوك ليس أمرا سهلا لأنها صارت مشاعا للكثير من أجهزة الاستخبارات الدولية، وبالتالي فإن نهايتها نهاية للكثيرين".
ويضيف في حديث للجزيرة نت "فيسبوك ستصمد إلى مدى ليس بالقريب خاصة في ظل عدم وجود بدائل قوية تقدم سقف حرية بوسائل التواصل الاجتماعي كتلك التي تتيحها منصة فيسبوك".
بالمقابل يؤكد القرشي أن ما وصفها بفضيحة تسريب البيانات ستؤثر في مستوى مصداقية فيسبوك عند المعلنين"، متوقعا حدوث انخفاض كبير في حجم وقيمة الإعلانات التي يجذبها موقع فيسبوك.
وبخصوص مستقبل الشركة قال القرشي "لا أحد يمكن أن يتوقع كيف سيكون مستقبل شركة فيسبوك، لكن المؤكد أن قيمتها السوقية ستتأثر".
وتوقع أن يرتفع الطلب على برامج الحماية الشخصية، ما سيشكل فرصة مهمة للشركات العالمية المتنافسة في مجال حماية المعلومات.
تهديد
وهدد عدد من المعلنين الكبار بالرحيل من فيسبوك نحو فضاء آخر ما لم تقدم إجابات مقنعة وواضحة بشأن تسريب البيانات، وأكدوا أنهم لن يتساهلوا مع الشركة إذا تبين أن بيانات المستخدمين قد جرى إرسالها إلى وسطاء وناشطين سياسيين دون إذنهم.
كما قالت مجموعات مالية إنها ستتوقف عن شراء أسهم فيسبوك.
وفي محاولة للتخفيف من وطأة "فضيحة البيانات" قال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربرغ إن شركته ارتكبت أخطاء فيما يتعلق بالتعامل مع بيانات ملايين المستخدمين، وتعهد باتخاذ خطوات أكثر صرامة لتقييد وصول مطوري الخدمة إلى مثل هذه المعلومات.
وتواجه أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم تدقيقا حكوميا متزايدا في أوروبا والولايات المتحدة فيما يتعلق بمزاعم بأن شركة كامبردج أناليتيكا للاستشارات السياسية ومقرها في لندن استخدمت بشكل غير لائق معلومات لخمسين مليون مستخدم لتكوين لمحات عن الناخبين الأميركيين استخدمت فيما بعد في المساعدة في فوز الرئيس دونالد ترمب في انتخابات 2016.
ويستبعد المحلل المالي أحمد ماهر هو الآخر نهاية شركة فيسبوك، ويقول "أعتقد أن فكرة الانهيار مستبعدة كليا".
ويرجع ذلك إلى كون قاعدة واسعة من المستخدمين هم على يقين بأن بياناتهم الشخصية ليست في مأمن من الاختراق والتوظيف التجاري من قبل شركات الإعلانات، ويقول "من منا أثناء استخدامه لمنصات التواصل الاجتماعي يصدق بأن معلوماته وبياناته آمنة".
ويؤكد ماهر في حديث للجزيرة نت ضرورة الفصل بين ما يمكن أن يتعرض سهم فيسبوك من هبوط بسبب الأخبار السلبية -وهذا أمر طبيعي بالنسبة لأداء جميع الأسهم في الأسواق العالمية- وبين "تحرك ربحية الشركة" الذي يعتمد على توسع قاعدة عملائها في علاقة بتدفقات المعلنين.