×
آخر الأخبار
البنك المركزي ينفي تقاضي محافظه راتبًا شهريًا قدره 40 ألف دولار "الأمريكي للعدالة": الحرب في اليمن أثقلت كاهل النساء بانتهاكات جسيمة منظمة حقوقية توثق ارتكاب مليشيات الحوثي أكثر من 40 ألف انتهاك ضد اليمنيات خلال عشر سنوات مكتب رئاسة الجمهورية يحذر مجددًا من عمليات نصب تنتحل صفات موظفيه "صبره" يعاتب من داخل سجون الحوثي نقابة المحامين في صنعاء: هل ما زلنا على البال؟ واشنطن تدين قرارات الإعدام الصادرة عن الحوثيين بحق مواطنين يمنيين نجاة محافظ تعز وقائد محور طور الباحة من كمين مسلح وسقوط 5 من مرافقيهم بين قتيل وجريح رابطة حقوقية: قرارات الإعدام الحوثية بحق 17 مواطنًا تمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ العدالة وللمواثيق الدولية حزب الله يقر بمقتل قيادي كبير بعد أن أعلن الاحتلال أنه اغتال رئيس أركان قواته الفاجعة في صنعاء.. أمهات وآباء وإخوة وزوجات ينهارون أمام محكمة للحوثيين أصدرت أوامر قتل بحق ذويهم

الثورة في إيران

الثلاثاء, 19 نوفمبر, 2019 - 12:27 صباحاً

ليس غريبا أن تندلع ثورة في إيران، بل الغريب أن الثورة ضد نظام ولاية الفقيه تأخرت كثيرا في بلد عريق وشعب ذكي مثل شعب إيران المثير لإعجاب العالم عبر الكثير من تاريخه ونتاجه الثقافي.
 
لا بد أن يفهم من يهمه الأمر، أن إدارة الأمم في الألفية الثالثة لن تفلح بقيادة رجال الدين أو هيمنتهم،أو فهمهم وتفسيراتهم وتشعبات فتاواهم في الإقتصاد والعلوم والحكم والثقافة.
 
للدين مقاصد نبيلة وغايات حميدة في الحياة وله أثره الإيجابي في الإجتماع الإنساني، لكن هناك ثابت ومتحول في هذه الحياة، والكثير من رجال الدين أو مختصيه تتسم آراؤهم وفهومهم بالجمود والتصلب والغرابة وحتى العنف، بينما ديناميات الحياة البشرية وتفاعلاتها ومتطلباتها متحركة ومتغيرة بل متفجرة أحيانا، على نحو متعاظم وخطير، خاصة في عصرنا.
 
من يتصور أن آيات الله في قم والنجف وغيرها ما يزالون منتظرين المهدي منذ أكثر من ألف عام، ليخرج من السرداب ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويلهجون بالدعاء بأن يعجل الله قدومه، ويعملون على صياغة أجيال تؤمن بهذه الخرافة، مع أن إدارة الدول في هذا العصر لم تعد بذلك التعقيد والقداسة، فمواطن من أصول أفريقية ومسلمة، مثل أوباما يمكن أن يدير أعظم قوة في التاريخ ثم يعود مواطنا عاديا محترما، له وعليه، وقد تأتي الظروف بشخص مثل ترامب، ويضل الشعب الأمريكي يتصدى له ويعارضه وينتقده ويمحصه، ويذهب أيضا في النهاية ويأتي غيره، بلا تقديس، أو اصطفاء أو حقوق ولاية من السماء..
 
ولا بأس أن يعتقد الناس ما يشاؤون، لكن من الصعب تَقَبُّل أن يقود ويوجه الأمم والشعوب، في هذا العصر من هم على هذا النحو من المعتقدات وما ينتج عنها من إجبار وإكراه للناس  للخضوع لها،وما يتسبب فيه ذلك من خراب للبلدان والعمران..
 
في ألمانيا التي كانت نازية، تقودها الآن سيدة قديرة، تحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية، ابنة قس لوثري، اسمها إنجيلا ميركل، تتصدى الآن للعنصريين في بلادها وتحمي الإتحاد الأوروبي، وترسخ العدل والتسامح وتأوي ملايين المسلمين المظلومين الذين شردهم الطغاة وحلفاؤهم من آيات الله .
 
في الصين يقود البلد الضخم حزب شيوعي، براجماتي، ولا علاقة له بالمهدي ولا حتى بالسماء، ولا بصاحبنا الحوثي ابن النبي، كما يصر الحوثي ويؤكد.. وفيما أن بلاد ابن النبي، تعيش حربا وبؤسا، وخرابا، وجوعا ومرضا، وتشردا بفعل معتقداته وحروبه، فإن الصين التي يحكمها حزب شيوعي تنافس الآن على المركز الأول في اقتصاد العالم وتساعد في جعل الحياة أسهل وأفضل وأرخص لكل سكان الكوكب..
 
كان الإمبراطور في الصين يصر أنه ابن السماء وكان لا بد من التعامل معه على ذلك الأساس لقرون ..! وسألت في الصين أين أحفاد الإمبراطور الآن، فقيل : موجودون، مواطنون عاديون يعيشون على الأرض مثل غيرهم في ظل حكم الحزب الشيوعي.

في حالة صاحبنا الحوثي سنقبل التعاطى معه باعتباره مواطنا عاديا مثلنا، بكافة واجبات المواطنة، وكامل حقوقها،بما ذلك قيادة الدولة، بالإنتخاب وحرية الإختيار طبعا، ولكن قبل ذلك لا بد أن يضع السلاح جانبا، ويصغي لصوت الشعب لا أن يجبره بالعنف والإذلال على أي شيء فما بالك بأن يجوعه ويشرده من أرضه..
 
ولو تعمق الحوثيون في التاريخ سيدركون أن من فرض أمره بقوة السلاح أُجبر على التخلي عنه بقوة السلاح أيضا، إلا أن يصلح من حاله سريعا.. و قبل ذلك أيضا،لا بد أن يتأكد الحوثي ويسلم بأنه مواطن عادي مثلنا، ولا يمنع أن يفوقه في القدرات والجدارة والإستحقاق مواطن آخر من أصول أفريقية أو آسيوية أو غير ذلك.. بغير هذا الإدراك والفهم والتسليم والتأكيد؛ من الطبيعي أننا لن نتفق معه أبدا، بل نرفضه بشكل قطعي ومطلق، وهذا قدرنا الإنساني وواجبنا الوطني والأخلاقي والتاريخي.
 
لو يعيد النظر والتدبر "آية الله" الخامنئي و"السيد" الحوثي، وغيرهم من أصحاب الأفكار والعقائد التي عفى عليها الزمن، لأصبح حالنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا أفضل، ولربما نجا ديننا القويم من تحميله ما لا يحتمل.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1