×
آخر الأخبار
عمران.. العثور على جثة "مسلح حوثي" في "عبارة" تصريف مياه  وثيقة تكشف وفاة مريض بسبب تلف جهاز التخدير في أحد مستشفيات صنعاء صنعاء.. حريق "هائل" يلتهم مجمّعاً تجارياً في منطقة شملان صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​ رفض مجتمعي واسع لعملية تطييف مليشيا الحوثي المناهج الدراسية "تحالف حقوقي" يشدد على ضرورة حماية "الأطفال" من جميع أشكال العنف والانتهاكات "الأمريكي للعدالة" يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين
حسين الصوفي

صحفي متخصص في القانون، رئيس مركز البلاد للدراسات و الإعلام

مآتم مقتولة.. وتشويش العزاء!

الأحد, 16 فبراير, 2020 - 05:32 مساءً


قبل أسبوعين أعلنت مليشيا الحوثي أنها قتلت محافظ الجوف، وبعد يومين من أكذوبة اعلان مقتل العكيمي، عاد اعلام المليشيا الإيرانية لنشر أكذوبة اخرى، بأن محافظ الجوف تفاوض معهم من أجل تسليم الجوف!!، وفي الحقيقة أن هذه الأكاذيب -وهي جزء من مئات الأكاذيب في كل دقيقة ولحظة- هدفها شيء واحد ووحيد: توزيع جثث مئات القتلى إلى كل بيت بدون ضجيج!، وحدهن الأمهات من تكتوي افئدتهن بنيران الفقد، وحدهن من يعشن الحزن والفجيعة، وحدهن فقط من تسيل دموعهن، حتى المآتم قتلوها، وبعد أن قذفوا بفلذات أكباد اليمنيين إلى محارق الموت عادوا بجثثهم في حقد مزمن، حقد ممتد لم يكتفوا بقتل الأبناء، بل يعملون على افتعال ضجيج قذر لا إنساني وغير اخلاقي ولم تعرفه البشرية من قبل.
وثق مركز العاصمة الإعلامي معلومات من بيوت عزاء ضحايا الارهابي عبد الملك الحوثي، هي شهادات متواترة عن الاسلوب الرخيص الذي يتمثل في "المحجرات"، وهن نسوة يتم تكليفهن بدخول بيوت اسر قتلى المليشيا، يدخلن بصورة فيها فوضى وحرب نفسية على أسرة القتيل، ويطلقن الزغاريد، "يحجرين"  ترتفع أصواتهن عنوة للتغطية على نواح وبكاء قلوب الأمهات المفجوعة، يفعلن ذلك ريثما توثق قناة المسيرة تلك اللحظة ثم يتركون الأمهات لمصيرهن يواجهن الفجيعة بلا ضجيج، ويقمن العزاء تحت التشويش، هل رأيتم أقذر واقبح من هذه العصابة؟!

الاسبوع الماضي نشرت فيه مقالا تضمن مجموعة من الشائعات التي رصدتها وكان الهدف من ورائها التغطية على حجم المذبحة التي اهلكوا فيها أبناء القبائل ورمت بهم هذه العصابة إلى الموت بلا ضمير ولا إنسانية.
بالأمس نشر الزملاء من محافظة الجوف أخبارا تؤكد أن مليشيا الحوثي لم تستطع التقدم شبرا واحدا، لكن عدد الذين يلقون بهم إلى الانتحار "المسير" مهول وغير معقول، قال لي أحد المقاتلين: تخيل أننا نرصد مجاميع المليشيا من أول لحظة لخروجهم، ويضيف لشرح الموقف: مع انهم يخرجون من مسافات بعيدة وفي صحراء مكشوفة لا يوجد فيها حجر ولا شجر، نطلق عليهم قذائف، نحاول تحذيرهم، لا يمكن حتى للحيوانات أن تظهر نفسها للقتل، تصيح بأعلى صوتك، نحاول تجنب قتلهم، لكن المشرفين من وراءهم يشوشون على نداءاتنا ومحاولتنا مخاطبة عواطفهم وتذكيرهم بأسرهم لعلهم يحافظون على حياتهم من أجل احباءهم، فنفشل، فلا مجال أمامنا سوى إطلاق النار، بعضهم يقتل وبعضهم يصاب، ومن تم القبض عليه منهم تكتشف سر هذا "الانتحار المسير"!
قلت له وما سر هذا "الانتحار المسير"؟! وماذا تقصد به؟!
قال سأخبرك قصة القبض على مجموعة وصل عددهم ?? فرد، القينا عليهم القبض عند الرابعة عصرا، واوصلناهم إلى الجهات المعنية، وفي اليوم التالي اوصلت دفعة جديدة، وحين وصلت قال لي الضابط المستلم: المجموعة الأولى وصلوا مخدرين بلا وعي، ثم غطوا في نوم عميق من العاشرة مساءا حتى الخامسة عصر اليوم التالي!
هذا ليس سوى تأثير "الانتحار المسير "، هنا السر في قذف عشرات البشر في صحراء مفتوحة تحت الرصاص وقذائف الموت تشعل الأرض والسماء!
حرب من أجل القتل فقط، "انتحار مسير" لا اقل ولا أكثر، وبين كل فترة وأخرى، يوزعون الصور والجثث وقد سبقتها الإشاعات والضجيج والمحجرات لارتكاب جريمة قتل أخرى، قتل المآتم والتشويش على العزاء.

قبل يومين انتهى مفعول أكذوبة السيطرة على مأرب والجوف، واضطر عبد الملك الحوثي للظهور في "عزاء فاطمة" مناسبة خاصة اختلقها الكهنوت الارهابي ليسعف عقول الأغبياء بجرعة هروين معنوي، يبكي على  "الزهراء" ريثما تنتهي العصابات التابعة له وبعضها خبراء من أجهزة استخبارات طهران وحسن زميرة، وقبل انتهاء جرعة عزاء فاطمة، وللتغطية على اشاعات الليلة الماضية، خرجت جرعة هروين مخدر جديد، تخدير اسمه كشف عملية وخلايا تخطط لثورة!!

هذا ضجيج لن يغطي على وجع الحزانى، ولن يفلح القاتل السفاح المجرم في قتل أبناء القبائل  وحقنهم بالمخدرات في "البردقان" حتى اذا ما قتلوا عاد ليلقي بجثثهم كما لو كانوا حيوانات نافقة، وبوحشية غير مسبوقة يقوم بقتل الحزن والتشويش على العزاء بالمحجرات من جهاز ما يسمى "الزينبيات" وبتزيين المقابر ونشر الشائعات في كل يوم بالف كذبة وأكذوبة.

ما يجري من جرائم يجب الوقوف عندها بضمير وانسانية، يجب أن نساهم في رفع التخدير عن القبائل الأغبياء الذين يسلمون أبناءهم للقتل كما لو كانوا خرافا مريضة، يجب أن نوقف هذه الجرائم المركبة، جرائم "الانتحار المسير" وقتل المآتم والتشويش على العزاء.

هل سيتعظ أحد ما من ذوي المغرر بهم؟! أم أنه ينتظر دوره للبكاء تحت الضجيج دون أن يلتفت له أحد كما فعلوا بجاره اليوم؟!


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

حسين الصوفي