الثورة من رصاصة القردعي الى بندقية العكيمي!
السبت, 22 فبراير, 2020 - 09:12 مساءً
لم تكن تضحيات الشعب اليمني في مقارعة الإمامة محض صدفة، بل كانت هناك رؤية وطنية للتخلص من هذا المرض الذي أصاب اليمن بالفقر والجهل والتخلف وفي خضم الزخم الثوري والسخط الشعبي لم يكن الإماميون الجدد أقل خطرا من أسلافهم "كلا" فهم أشد حقدا وانتقاما من الشعب ومن الاحرار والثوار الذين وقفوا في وجه مشاريعها الظلامية التي تتكئ على العنصرية وتتوسد الطائفية وتسعى لفرض نظامها السلالي لكي تتحكم في رقاب الناس مكشرة عن أنياب الحقد الدفين على الجمهورية واهدافها النبيلة.
والحوثية الدموية منذ نشأتها وعلى امتداد تاريخها الظلامي الكهنوتي حركة عنف متطرفة عنصريا ومتعصبة مذهبيا لا تؤمن بالسلام طريقا للتعايش ولن تخضع الا بنزع السلاح من يد طيشانها السلالي وتهورها الفكري القائم على الخرافة والعنف
ولهذا تتكرر جرائمها وتفنن في قتل اليمنيين وبصورة جديدة كأداة اجرامية تعمل لصالح ايران ومشروع ولاية الفقيه الذي ينزع صلاحيات العقل البشري ويستعبد الناس بمنظومة الخرافة واكذوبة الولاية السلالية.
فالحوثية وجه الإمامةو تاريخها المليئ بالجرائم المتعددة بدءا من القتل وتفجير المنازل وتهجير واختطاف المخالفين المبني على تقسيمات مذهبية ومناطقية وهذه تصنف في القانون الدولي جرائم ضد الانسانية وهناك جرائم ناعمة اعلامية فكرية وثقافية تسعى من خلاله لنشر أفكارها وغسل العقول بما يتناسب مع
هذا المشروع التدميري للارض والانسان.
لذلك لم تنطفئ رصاصة القردعي بل أشعلت ثورة ممتدة ونضالا مستمر في وجه الإمامة الظالمة..
ووقف الثوار الأوائل بكل شجاعة واقتدار وواجهوا إمامة بيت حميد الدين بالامكانات المتاحة وانتصروا عليها بالارادة وكانت رصاصة القردعي هي الحل الناجع كونها لم تكن موجهة لشخص او اسرة بقدر ماضربت مشروع الإمامة في رأسه وغرست قيمة الكرامة في نفوس ابناء الشعب الذي يتوق للحرية والحياة الكريمة وتوارث الابطال راية الأحرار واستلم العكيمي بندقية القردعي ورفع المقدشي راية علي عبدالمغني.
وتجلى مشروع اليمن الجمهوري الذي امتطى صهوته الجيش الوطني وحمل مشاعل ثورته في كل المواقع والجبهات...
وفي ظل معركة الوطن والهوية التي تحاول الإمامة طمسها وان تتحول اليمن الى اقطاعيات سلالية لجماعة فاقدة للأهلية الوطنية..
كان لزاما على كل يمني ان يحمل بندقيته من اجل وطنه وكرامته، وأن يكون القادة العظماء والثوار الاحرار هم نبراس هذا الطريق ودماء الشهداء تزرع فينا روح النضال والمقاومة والانتصار لمشروع الوطن الجمهوري الكبير الذي يتسع لكل اليمنيين على مختلف أطيافهم وتوجهاتهم..
لقد تحولت رصاصة القردعي الى ذكرى وطنية خالدة يتذكر فيها الشعب يوم الخلاص من الكهنوت الامامي الذي مزق وجه اليمن الباسم وجعله رهن الفقر والجهل والتخلف..
فالواجب الوطني يحتم علينا جميعا مواجهة الإماميين الجدد بنسختهم الايرانية المطورة والتي تعتبر اشد بشاعة واجرام ممن سبقها..
والتي تمثل خطرا توسعيا على اليمن والمنطقة ومن خلال المتابعة للناشطين الحوثيين المؤدلجين والتي تؤكد رؤيتهم التوسعية والتعبئة التحريضية التي تستهدف المناطق المحررة وقيادات الشرعية في الداخل والخارج ودول التحالف العربي وهذا ما قاله الاعلامي حميد رزق في احدى تغريداته بأنهم لن يتوقفوا في اليمن وان اطماعهم التوسعية ليس لها حدود وأن الرياض ودبي ليستا بأمان...
هذه الانتفاشة الإمامية سرعان ما تنكسر ومع اول طلقة من جبهة وطنية موحدة وقد اثبتت الاحداث والتجارب ان المشروع الإمامي أوهى من بيت العنكبوت واضعف من خيوطه كما صوره المقالح في قصيدته الثائرة على ابواب شهيد:
تتناسل في عتمات من الزمن الطبقي شظايا..
وتغسل ازماننا.. قطرات من الدم تخلق عصرا..
وتهدم عصرا..وتطرح اسئلة تتسرب عبر القرى تنذر الخائفين..
في الشارع العام تركض باحثة عن شهيد..
قطرات الدم كان يحاصرها ليل تاريخنا..
وهي تطوي القرون بخيل من الريح
تفتح بوابة وتسابق موتا
وتمتص نوح النوافذ والشهقات التي غيبتها الزنازين..
وطني كان ومازال
سخيا باموته
سخيا باحزانه
وطني..كنت انت الشهيد
وطني
جئنا..أفقنا
استجبنا
حملنا هموم القرى
ووقفنا نناديك:
ياطالعا من نسيج شراييننا
انت علمتنا ان نكون
وعلمت اشجارنا ان تكون
فكنت الشهيد ..ونحن المطر.
يجب ان نتعلم من رصاصة القردعي وبندقية العكيمي ان الثورة مستمرة