الإصلاح.. حزب مدني وكفاح وطني
الخميس, 17 سبتمبر, 2020 - 06:04 مساءً
ثلاثون عاماً من المدنية والكفاح لحزب وطني مولود في سبتمبر المجد والخلود، وما أجمل الصدف إذا كانت من بنات القدر "وهي كذلك".
أيلول شهر الوهج الثوري، والنضال السبتمبري، فالارتباط الوثيق بين طبيعة المولود، ورحم الولادة، هو رباط سبتمبر النضال والكفاح ضد الاستبداد والعبودية، كان الاصلاح يبحر على سفينة الوطن ومعه كل القوى الوطنية، حاملين مجاديف الإبحار، أملا في الوصول بالوطن إلى شاطئ الأمان، ولكن النجاة في بحر متلاطم الأمواج، وعر المسالك والفجاج، ليست بالأمر السهل، فالقوى الظلامية والكهنوتية تسعى جاهدة لعرقلة السير وكسر مجاديف النجاة، تتفنن في صنع العقبات وزرع العراقيل والمطبات لإيقاف قافلة الوطن وتغطية شعاع الشمس وإطالة أمد الظلام.
وفي هذا الطريق الوعر سلك الاصلاح دربه، ونسج منهجه، ومدّ يده للجميع ، كحزب سياسي مدني ، له سجلّه الحافل بالوطنية من خلال المنافسة الديموقراطية، والبرامج السياسية ، غير أن الأحداث الجسام التي نالت من الوطن ومكتسباته، أجبرته على التضحية والكفاح، كونه حزبا جمهورياً و شريكاً فاعلاً في الحياة والبناء، وكانت كوادر الاصلاح هي السباقة في كل تضحية وفداء، فحين دخل السلطة من بوابة الصندوق غادرها من نفس البوابة، كأول حزب يمني يغادر السلطة بكل سلاسة ، وهكذا في كل مراحله السياسية ، كلما كان الصراع تنافسي في إطار الثوابت الوطنية، والبرامج الانتخابية يحمل قلمه وينافس بجدارة ، يتميز بكوادر علمية متخصصة ، وتأثير ونفوذ في كل شرائح المجتمع.
حزبٌ تجاوز الخلافات المذهبية، وكل أشكال التعصب والمناطقية، ووقف في وجه العنصرية سواءً كانت أسرية سلالية أو مذهبية مناطقية، وفي مضمار السباق والمنافسة كان يفوز بجدارة، وينحاز للوطن بكل تجرد..
ولأنه سليل الأحرار من ثوار 26سبتمبر كان لابد أن يواصل المشوار، وأن يقف بكل صلابة في وجه الانقلاب الحوثي الذي خدمته المتغيرات والتحالفات المشبوهة، والتي أفرزت انقلاباً على الجمهورية والشرعية الدستورية..
وقف الإصلاح مع كل الوطنيين الشرفاء حاملاً مشعل الكفاح الوطني في وجه الانقلاب الإمامي، الذي امتطى صهوة الخيل السبتمبري، شاهراً سيف الإمامة في وجه الجمهورية، وعندما اختلطت الأوراق على الكثير من القوى والأحزاب ودخلت في معمعة المؤامرة ، وتلاشت وطنيتها تحت أقدام الإماميين الجدد، بقي الاصلاح رافعاً علم الجمهورية ، حاملا للأعمدة الوطنية، حتى لا ينهار السقف فوق الجميع ، فيتمدد الظلام الدامس، وتغيب شمس الحرية..
الكفاح الوطني مع أحرار الشرعية هو الطريق الوحيد للحفاظ على الوطن من نكبة الانقلاب المتوحشة، والتي دمرت كل ما مرت عليه من آثار الحياة السياسية وكل أشكال التعايش والسلام، وعسكرت الحياة المدنية وتحولت الى حمم ملتهبة وشظايا بركانية متناثرة من العنجهية والعنصرية، وكل أشكال القبح والعصبية، وكاد المجتمع ان يستسلم وربما خمدت في بعض النفوس ثورة علي عبدالمغني ، والزبيري، وكادت ان تغيب شمس الحروف المسندية السبتمبرية للفَضول، ونغمات أيوب الثورية ، عندما اختلف فرقاء السياسة، وتحولت من منافسة الى مكايدة وانتقام، لم يدفع الاصلاح وحده ثمن مواقفه الوطنية ، بل تجاوزت الأحزاب والقوى ووصلت الى كل بيت، ودفع الجميع فاتورةً باهضة الثمن، وهذا هو طريق الكفاح الوطني، لابد من تضحيات ودماء ، ولابد من شراكة وتحالف، من أجل كسر شوكة الانقلاب الحوثي الإيراني، واستعادة الشرعية وكل مؤسسات الدولة مدنية وعسكرية، ولابد أن يستمر الكفاح الوطني في إطار شرعية دستورية.
هذا هو الاصلاح حزب يمني خالص في الأهداف والرؤى، والأنظمة واللوائح، وحتى الشعار لم يكن صدفة بل هو رمز خالد لحضارة ضاربة في جذور التاريخ والزمن.
وكلما أطلّت الإمامة بقرونها قطعها أحفاد الزبيري والسلال.. ولكي تظل راية الجمهورية مرفرفة خفاقة ، بين تباشير الهدهد وثبات السارية، لابد من كسر شوكة الانقلاب الغادر، ونزع مخالبه لكي نُبحر بأمان ، ونصل بالسلامة.