السجون الحوثية.. ثراء على حساب المختطفين
الجمعة, 22 يناير, 2021 - 07:47 مساءً
تفننت الحوثية في ممارسة الإرهاب المركب، والجريمة المركبة، والعالم من حولها يتابع ويشاهد، يرصد ويراقب، وقد تم إدراجها مؤخراً في قائمة المنظمات الإرهابية وفق معايير دقيقة مبنية على معلومات صحيحة عن حجم الانتهاك ونوع الجريمة.
حكاية السجون الحوثية تختلف عن كل سجون العالم تلك الغرف المظلمة التي يملأها مختطفون أبرياء وخلف قضبانها حكايات وانتهاكات نازية بنكهة حوثية وخلطة كهنوتية، جمعت كل مساوئ السجون والسجانين.
لم يكن شاوش السجن إلا ذلك العبد القبيح أينما توجهه لا يأتي بخير، لكن في ظل الحوثية تحول السجانون الى أثرياء وتجار عقار، وصارت السجون هي الوسيلة الأسرع للتكسب والثراء السريع.. تجار السجون أشد قبحا من تجار الحروب، وإن كانوا جميعا يداً واحدة من أيادي البشاعة والإجرام وفي ممارسة الانتهاكات بوسائل مختلفة، يتم من خلالها سحق "السجين" نفسيا وماديا، إنسانيا ومعنويا، سواء كان مختطفاً بريئاً، أو مواطناً أعزل، كلها في القانون الدولي، انتهاكات لكن أن تتحول السجون إلى وسيلة لارتكاب جرائم مركبة، فهذا ما لم يحصل في تاريخ السجون من عهد الفراعنة الشداد.
الجريمة المركبة لم تتوقف، في ممارسة الانتهاك والتعذيب، بحق المختطف والأسير، بل تحولت إلى مهنة قذرة من الابتزاز، وأكل حقوق السجناء بلا رحمة ولا إنسانية، وأصبح شاوش السجن في عصر الحوثية شخصاً ثرياً يمتلك من الأموال الطائلة ما يجعله أحد الأثرياء المشار إليهم بالبنان.
ماذا تُسمى هذه الجريمة في القانون الدولي للحقوق والحريات، وكيف يمكن إدراجها ضمن قائمة الانتهاكات الأشد بشاعة وفظاعة.. المنظمات الحقوقية مسؤولة أخلاقيا وإنسانيا عن تتبع هذا النوع من الانتهاك وحصر السجانين الذي لم يتوقف إجرامهم عند السجين، بل تعداه الى أسرته، طمعا في الوصول الى ابنهم والتعرف عن مكان احتجازه.
الكثير من السجانين الحوثيين تحولوا إلى تجار سوق سوداء في ابتزاز أسر المختطفين وجَنَوا أموالاً طائلة من وراء الوعود الكاذبة والأماني المزيفة التي يستخدمها هؤلاء المجرمون وهم يمارسون عمليات النصب والاحتيال بكل جرأة ووقاحة، وفوق هذا لا يسمحون لهم باستلام مبالغ، اهاليهم وانما توضع في يد السجان ليسرقها بكل أنانية وابتذال.
من تم الإفراج عنهم يتحدثون بحرقة عن هذا النوع من الانتهاك الذي يمارس بشكل يومي وتتقاسم أُسَر المختطفين والسجناء هذه المعاناة من قبل السجانين الحوثيين.. إنها حكاية امام القضبان الذي تحول الى تاجر ثري على حساب الانسان اليمني وكرامته.
لم يعد بالمقدور الصمت عن هذه الجريمة المركبة وعلى العالم أن يسمع وأن يستمع لشهادات الضحايا وعلى وزارة حقوق الانسان إعداد ملفاً عن هذه القضية وتفعيلها عبر المنظمات الحقوقية، فالسجانون هم تلك اليد الإجرامية والعصا الغليظة التي يستخدمها عبدالملك الحوثي وزبانيته.