×
آخر الأخبار
البنك المركزي ينفي تقاضي محافظه راتبًا شهريًا قدره 40 ألف دولار "الأمريكي للعدالة": الحرب في اليمن أثقلت كاهل النساء بانتهاكات جسيمة منظمة حقوقية توثق ارتكاب مليشيات الحوثي أكثر من 40 ألف انتهاك ضد اليمنيات خلال عشر سنوات مكتب رئاسة الجمهورية يحذر مجددًا من عمليات نصب تنتحل صفات موظفيه "صبره" يعاتب من داخل سجون الحوثي نقابة المحامين في صنعاء: هل ما زلنا على البال؟ واشنطن تدين قرارات الإعدام الصادرة عن الحوثيين بحق مواطنين يمنيين نجاة محافظ تعز وقائد محور طور الباحة من كمين مسلح وسقوط 5 من مرافقيهم بين قتيل وجريح رابطة حقوقية: قرارات الإعدام الحوثية بحق 17 مواطنًا تمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ العدالة وللمواثيق الدولية حزب الله يقر بمقتل قيادي كبير بعد أن أعلن الاحتلال أنه اغتال رئيس أركان قواته الفاجعة في صنعاء.. أمهات وآباء وإخوة وزوجات ينهارون أمام محكمة للحوثيين أصدرت أوامر قتل بحق ذويهم
محمد عبدالوهاب

مختطف سابق في سجون مليشيات الحوثي

خلو 2011 تنفعكم!!

الجمعة, 05 فبراير, 2021 - 04:55 مساءً

قررنا في المعتقل ان نحتفل بهذا اليوم!، حين كانت فرحتان: فرحتنا بحفظي لكتاب الله 11/فبراير/2018،وفرحتنا بهذا اليوم المجيد، ماقبل ليلة الاحتفال بيوم وانا أشاهد عرضا لذكريات التحقيقات كشاشة عرض على ذلك الباب المدرع.
 
بعد استقبالٍ حافلٍ بكل المقاييس من الضرب والتفنن فيه والشتم وما شابهه - مكبلٌ الى الخلف على كرسي خر باكيا دون ان يرف جفن للمحقق وزبانيته..
يسأل بصوت ممتلئ بالخبث:
-المحقق: اسمك يا داعشي؟
-انا:محمد عبدالوهاب؛ بصعوبة اجبت.
-المحقق: اسمك لحاله عليه 3 سنين ياوهابي!
لم اجرؤ آنذاك ان اخبره باني لست كما يعتقد،  بل احب سميي الموسيقار، بيد اني تذكرت حينها أن لا فرق وهم عداء لكل جميل دينا كان ام فنا.
-المحقق: ( ماهو دورك في 2011)؟
-انا: كنت اذهب لصلاة الجمعة أحيانا
-المحقق: في اثباتات انك كنت تصور المسيرات وترسلها لقناة الجزيرة!
-انا: هههههه والله يافندم اني كنت العب زراقيف (لعبة للأطفال)في تلك الايام.
ركلة على الصدر حتى سقطت من على الكرسي..
- المحقق:بترفل عليا عادك؟(تهزأبي؟)
اشعل سيجارته اللعينة واشعلوا سجائرهم ايضاً غير آبهين بضيق التنفس الذي سألني عنه مسبقاً وحاربني فيه كنقطة ضعف، دخان يكتم الأنفاس، وذكريات تمر أمامي كجسدٍ يلفظ أنفاسه الأخيرة، داهمتني تساؤلات عديدة:
هل وجدتُ لأعيش دروب المأساة! هل كتب علي أن أتجرع كؤوس الذل على ايدي هؤلاء؟!هل كنت استحق أن يُزج بي داخل تلك السجون وان اختلط بالمجرمين واصحاب السوابق، هل كان يتوجب علي ان اسامر القيود والقضبان وسطوة السجن والسجان، ماذا جنيت ومالذي اقترفت؟!
 
 
الليلة الأولى في عالمي الجديد، حقا كانت ليلة مليئة بكل غريب..! توقف العقل عن التفكير واختلطت المشاعر، الماً وحزناً وضحكاً وسخريةً وخوفاً وقلقاً في آن واحد، حاولت ان أشرح له جهله بحقيقة الاشياء واستحالة تصوير طفل في الرابعة عشر من عمره لمسيرات وارسالها لقناة بحجم الجزيرة، طلبت منه أن يحسب كم كان عمري في تلك الايام..!
 
أكملوا شربها وبعد أن تهامسوا:
-المحقق: اكبر اثبات ان لديك مقابلة في قناة الجزيرة في 2015 وموجودة في اليوتيوب وعلى صفحتك في الفيسبوك.
-انا: ي اخي هذه .......الخ!!
وبعد عناء خلت انه اقتنع؛ ومالبثت حتى سألني عن دوري مع علي محسن، لاتبالغوا بالاستغراب كنت مثلكم حينها.!!ايقنت حينها أني هالك لا محالة بين يدي أُناسٍ جاءوا من خارج التاريخ، ثمة سنوات ضوئية لإقناع أفهامهم.
 
ومن بعيد صاح صوت مسن مشحون بالدهاء والحقد.. قال لي بلهجته مايعني: أنتم أشد خطرا من المقاتل فرصاصته تقتل فردا وأنتم تقتلون المجتمع بأكمله..!- يدكون معركة الوعي جيداً ويقيناً إن كل مقاتليهم ضحايا وعيٍ زائفٍ لِخُطبهم وزواملهم ومسرحياتهم- استعصمتُ بان لي قدر سألقاه، ولعل الله يصنعني لشيء لا اعلمه!،  وبعمق ورطتي بين يديهم، استسلمت للصمت وتحت أقدامهم لم أصحو إلا في زنزانة انفرادية.
 
ليس ثمة عدو اكثر فتكاً من تذكر تلك اللحظات، يالها من ذاكرة تتحمل كل تلك الطعنات القديمة وتستوعب كل هذا النزيف وتحتفظ بأدق التفاصيل بكل أمانة وبلا مزايدة، هي تدرك ان التاريخ شاهد ولن يرحم المزايدين والكذبة عرض لي ذلك الباب المدرع الكثير من ذكريات التحقيق حتى انهكني التعب واستسلمت للنوم..!
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1