×
آخر الأخبار
"الصحة العالمية": اليمن سجل أعلى معدل إصابة بالكوليرا عالميًا خلال العام الجاري "أمهات المختطفين" تقول إنّ 128 شخصًا على الأقل توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين مقتل شاب برصاص مسلحين في أحد شوارع صنعاء مليشيا الحوثي تطلق سراح 2 من قتلة الشيخ "أبو شعر" وقبائل إب تتوعد بالتصعيد مؤسسة "وطن" تقدم قوافل غذائية لجرحى الجيش والمقاومة في مأرب المنتخب الوطني يخسر أولى مبارياته بخليجي 26  "إدارة اليمنية" تجدد مطالبتها بإطلاق طائراتها من فبضة الحوثيين في مطار صنعاء     اطلاق سراح إعلامية من سجون  مليشيا الحوثي في صنعاء برئاسة الوكيل ثعيل .. تنفيذي أمانة العاصمة يناقش خطط العام 2025 "مركز حقوقي" يؤكد العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين في سوريا منذ 2012 

الدراما اليمنية.. صناعة وعي أم صراع نخبة

الأحد, 18 أبريل, 2021 - 11:31 مساءً

في شهر رمضان تتنوع الخارطة البرامجية وتتنافس القنوات في تقديم اجود ما لديها طمعا في استقطاب الجمهور، والمتابعين والمعجبين وتظل برامج الكوميديا والتراجيديا ومسلسلات الدراما في مقدمة الاهتمامات بالنسبة للجمهور اليمني خروجا من واقع المعاناة الى، جو المتعة والابتسامة، أو العيش مع المسلسل في مشاهده المختلفة،  وهذا مايعني أن تتحمل القناة نقد المشاهدين وأن تستسلم لقناعتهم.
 
وهناك علاقة  تكامل بين القناة والجمهور، حول محتوى الرسالة وإطارها الفني والتقني وهذا تطور ايجابي بين الطرفين و تنافس اعلامي لم يسبق ان وصلنا اليه، اذا أن البرامج التفاعلية بين الوسيلة والجمهور هي محور النقاش والانتقاد في مواقع التواصل الاجتماعي التي غيرت المعادلة وتحولت الى منصة للقضاء والنقد في، نفس الوقت،  والتي بدورها جبرت بعض، القنوات على تغيير خارطتها البرامجية نزولا عند رغبة الجماهير الغاضبة والمعارضة، لكن في العالم الافتراضي، نستطيع ان نقول ليست على المستوى المطلوب وفي المقابل لونظرنا الى الواقع لو وجدنا ان هذه الاعمال التي تقدم في هذه القنوات  عبارة عن افكار تحولت الى برامج  والشي الجميل، ان توضع في، ميزان المشاهد، وذائقة الجمهور...
 
وخوض معركة الدراما المنافسة دون الاستسلام للإمكانات المطلوبة يعد، انجازاً ، بداية من كتابة النص ثم تحويله الى مشاهد، وفصول درامية واختيار الممثلين وتوزيع الادوار وما يتبعه من مستلزمات تقنية وفنية...
 
الشيء الجميل هنا، هو التنافس في ظل غياب الدولة ودورها في صناعة الحدث او حتى مباركته،  وزارة الاعلام تشكو من نقص، في الامكانات والحكومة تشكو شحة الموارد في بلد مثخن بالحرب وقد اصبح  منقسما سياسيا واجتماعيا وجغرافيا وتوسعت المشاريع الصغيرة في ظل مشهد درامي سياسي، معقد ولكن رغم الظروف القاسية التي ألمّت بالجميع تحاول القنوات الاهلية ان تبرز مواهبها وان تستقطب الجمهور نحو برامجها فتقدمت قنوات وتأخرت اخرى واشتهرت برامج واختفت أخرى وتحولت النخبة الى قاضي ومشاهد،  متابع وناقد، وهذا ايضا ايجابي  في ظل غياب مهنية النقاد،  للاسف اغلب النخبة تتمترس خلف قناعتها الحزبية  ترسل سهام النقد من زاوية هذه القناعات وهذا مالمسته من خلال متابعتي لنخبة من المنتقدين فن الكوميديا..
 
لم تستطع النخبة اليمنية ان تتجاوز ارث الماضي في النقد، بتجرد من اجل الوطن وانما مزايدات ومغالطات محملة بأوزار تجاوزها الزمن واصبحنا في واقع اشد، قبحا وسوءا بما يحمل من مخاطر سياسية واجتماعية تجعلنا في مهب الريح في ظل انتشار، واسع لثقافة العنف والعنصرية والمذهبية والمناطقية وتجريف للهوية وتغييب لثقافة الجمع الوطني وهذا ماتمارسه الحوثية كأقبح جماعة عنصرية عرفتها البشرية.
 
لكن مشكلتنا تظل في تلك النخبة التي لم تعِ بعد مخاطر المرحلة وأصبحت عاجزة حتى عن النقد الهادف والبناء،  مشكلتنا تلك النخبوية الانتهازية التي تعودت على النقد من اجل الظهور لا من اجل تصويب الخطأ وتطوير الأداء، ولكن تزيد الطين بلة والمشكلة تعقيدا، دون تقديم الحلول والمعالجات.
 
ورغم هذه المصاعب والمتاعب تظل الدراما اليمنية، تراجيديا وكوميديا في مراحلها البدائية وهذا مايجعلنا نتغاضى عن القصور الفني والتقني ليس عن رضا بما يقدمون ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه بكل، مآسيه، وتظل القنوات الأهلية ذات المشاريع الوطنية افضل الموجود وعلينا ان نبنى منهجية للنقد العلمي والبنّاء.. بعيدا عن العواطف والايدلوجيات التي امسكت بتلابيب عقول الكثير من النخبة ذات الاقلام الممجوجة والحروف الملتوية.
 
الانتقاد العلمي ثورة قلم من اجل تلافي الاخطاء وتجويد الاداء،  وطريقة مهذبة لصقل المواهب، وابراز الكفاءة المهنية في اجمل صورة تلبي، طموح المشاهد ،وتصنع رأيا ، يبني جيلا ويحمي وطنا.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالله الضبياني