×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين
حسين العجي العواضي

محافظ الجوف السابق

عام على رحيل "الشدادي".. بطل الجمهورية الثانية

السبت, 07 أكتوبر, 2017 - 05:48 مساءً


 
لقد مثل نباء رحيل البطل المناضل الشهيد المجاهد عبدالرب الشدادي، حدثاً صادما وخساره كبرا لأهله ومحبيه وأفراد الجيش الوطني وكل أنصار وقيادة الشرعية ً وبهجة كبرى للقوى الانقلابية نتيجة قيمة الرجل ودوره،
ما كدت لأصدق ذلك الخبر لولا إنني كنت اعرف ظروف المعركة ومعطياتها والنقص في متطلباتها من خلال لقاءاتي و تواصلي مع الشهيد الذي كان يحاول من خلال حضوره الدايم تعويض ذلك النقص واصراره على تحقيق النصر او الشهادة ، هكذا هم الاستثنائيون الخالدون يموتون فيمتطون المجد و العٌلى ،
 
المكان ذكرني بالشهيد/ علي عبد المغني بطل الجمهورية الأولى وجعلني أكثر إدراك أن معركة سبتمبر وأكتوبر، معركة الشعب اليمني من أجل الدولة والمواطنة المتساوية لا زالت مستمرة وتحتاج منا المزيد من التضحيات.
 
أحدث رحيل الشهيد فراغاً هائلاً في ميادين المعركة والنضال، وشكل فقدانه خسارة فادحه لجيشنا الوطني وانعكس سلبا على مسار المعركة وسير العمليات لكن أملنا ورهاننا كبير على زملائه ومحبيه من الجيش الوطني إن دم الشهيد وروحه التي قدمها من أجل قضية أمن بها هي هزيمة الإنقلاب واستعادة الدولة وبناء وطن يتسع لكل ابنائه سوف يكون حافزاً ووقود يدفع بهم إلى الاستمرار في العطاء والتضحية من أجل تحقيق هذه الأهداف والغايات التي بدون تحقيقها نخون دماء الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد ابا سيف .
 
بعد مرور عام على استشهاده ، ينتابني شعوراً متجدد بعظمة ذاك القائد ، لكم كان مخلصاً لوطنه وشعبه والشرعية التي أمن بها وخاض معاركه تحت لوائها ,كان صادقاً مع نفسه و مؤمناً بعدالة قضيته ، متقناً لعمله و متفآنياً فيه ، و محباً للآخرين ، كان كبيراً وهو قائد وصار اكبر وهو شهيد ، سيدونه التأريخ في ذاكرة الأجيال كأحد القادة المنقذين للجمهورية اليمنية .
 
أخذ الشهيد إجازته الدائمة في جنات الخلد لأنه ومنذ حدوث الانقلاب على الدولة والشرعية ومخرجات الحوار الوطني لم يأخذ أي إجازة له و لو ليومٍ واحد كان كل وقته مشغولاً بالمعارك و الجنود و جبهات التحرير ، يصول و يجول من مكان إلى آخر ، يتفقد الوحدات و الثكنات العسكرية ،
 
عرف باهتمامه ومعالجته قضايا الجنود المختلفة في مكتبه وأثناء زياراته الميدانية، وإشرافه بنفسه على تدريب الوحدات الجديدة و تنقله بين الجبهات المختلفة من شبوة حتى صنعاء مروراً بمأرب و البيضاء و الجوف، كان يتقدم الصفوف ويستطلع الميدان ويقتحم المتارس ومواقع العدو بنفسه، ويمكث أياماً و ليالي بين الجنود المرابطين في الجبهات حاملاً بندقيته و كنانته وزاده وكراسه وقلمه، يحل ما استطاع من مشاكلهم و يضمد جراحهم.
 
لا أنسى تلك اللحظات الحميمية والشعور بالفخر وأنا أعانق ابن مديرتي مديرية العبدية القائد الشهيد عبدالرب في معركة تحرير الصفراء وبراقش وهو قادم من مارب وانا قادم من الجوف تلك المواقع التي قدمت فيها المقاومة قوافل من الشهداء، حيث اعلمني الشهيد عبدالرب إن أول شهيد استشهد من ابناء مارب في معارك الصفراء 2014م هو ابن عمي الشهيد ناصر احمد العواضي وهذه معلومة لم اكن اعرفها , كان رجلاً ملماً بتفاصيل المعارك والناس .
 
كان الكثير مننا يتسابقون الى المملكة العربية السعودية والإمارات والقاهرة وغيرها ، بينما الشهيد مُنذ بدء المعركة لم ينتقل إلى أي بلد آخر خارج اليمن إلا في حالات نادره كان يدخل إلى شروره لحضور بعض الإجتماعات والعودة ، حتى العمرة التي كان يرغب في ادائها لم يؤديها ، كان حجه وعمرته ورفاهيته في الجبهات بين رفاقه وجنوده .
 
قدم من أسرته وأهله من الشهداء والجرحى في الميادين ما لم يقدمه غيره وأخيراً قدم روحه الطاهرة،، لقد قدم هذا البطل لوطنه و قضيته جل وقته و حياته ، منشغلا عن هموم اسرته و اهله بانهماكه الدائم بالمعركة والوطن ؛ وهذا يدفعنا إلى تكريمهم و احترامهم حتى لا يشعروا بالضيم بعد وفاته و لا يستجيش بخاطرهم ندم أو ألم على ما قدموه . وهذا ما يجب ان يتم مع اسر كل الشهدا الميامين"
 
من كان يحب الشهيد، فليتمثل مواقفه و ليستمر بالذهاب نحو الأهداف السامية التي ناضل واستشهد من أجلها.""" ذكرا وذاكره ذات معنى
 
ذات مرة ونحن في مكتبه نتجاذب اطراف الكلام، قلت -له :إنني ألحظ فيك أن أفُّقك قد اِتّسع بحجم الوطن، قال لي أخ حسين : تأتي لحظات وأنت في أُتون المعركة فتلّحظّ أن كل من حولك يحاولون أن يفتدونك بأنفسهم هذا من مارب وهذا من عمران وهذا من تعز وهذا من ريمه وهذا من عدن و من كل اليمن هذه اللحظات تفعل فعّلها في نفسك وفي تفكيرك فتشعر أن رابطة وعصبية الوطن والاجتماع على قضيه هي أكبر من كل الروابط والعصبيات .
 
،، في آخر لقاء جمعني به قبل سفري من الجوف إلى الرياض وكنت أحدثه عن أحد قضايا الثأر في مديرية العبدية قال لي يجب أن نستفيد من هذا الالتفاف والإصطفاف الذي جمع الناس حول قضية واحدة ، و نعمل سوياً على إزآله قضايا الثأر ومعالجتها ، حيث كان يرى أن الناس تجتمع في خندق واحداً ، القاتل و ابن المقتول دون أن يلتفتوا إلى ذلك و أنه يرغب أن أعود سريعاً كي نبداء بذلك من مديرية العبدية وأنه سوف يبدا بالقضايا التي تخصه هو وأصحابه.
 
اخيراً يا فخامة الرئيس يا قيادة الشرعية : هل من المعقول والإنصاف ان تأتي الذكرى السنوية ولم تسدد ديون الشهيد التي كانت للجبهات، و أن تأتي و لم يُقلد أولاده الوسام الذي منحته يا فخامة الرئيس لهم ؟ .
 
صبراً أل شداد إن موعدكم الجنة
 
وعزاكم في الشهيد انكم قد حجزتم لأنفسكم بتضحياتكم مكاناً راقياً وحيزاً واسعاً في قلوب اليمنيين وصفحات التاريخ
 
المجد و الخلود للشهيد و كل شهداء الوطن
الشفاء العاجل للجرحى الميامين
الحرية للمعتقلين الأحرار
عاشت اليمن حره ابيه اتحاديه
 
اللواء / حسين العجي العواضي
 
محافظ محافظة الجوف " سابقاً "
 
*نقلاً عن موقع مأرب برس
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

حسين العجي العواضي