الى مليشيات الحوثي: أين الصحفي يونس؟!
الجمعة, 13 أغسطس, 2021 - 12:38 صباحاً
يتساقط كثير من الشباب في هاوية الاكتئاب وسائر الأمراض النفسية كل يوم، ولا يدري المرء ما الذي بوسعه أن يفعله لحماية أصدقائه من هذه المآلات المخيفة، لدي تواصل مع كتلة واسعة من الشباب، أغلب من عرفتهم؛ كانوا في قمة التعافي والإقبال على الحياة، طوال السنوات الست الأخيرة، تهاوى العشرات منهم في أتعاب نفسية متفرقة، الحديث هنا عن حالات وصلت لمستوى المرض وليس مجرد ارهاق عابر.
كنت وما زلت أبذل جهدي لأظل جوارهم بأقصى ما أستطيع، بهدف استعادة ثباتهم النفسي، وكل يوم أشعر بالفزع أكثر من توالي انهيارات الشباب، وكلما تعرض صديق للإنهاك، يتمزق شيء داخلي.. وأخشى أن أكون أحدهم يوما ما.. مهما بدوت صلبا ومتماسكـا في هذه اللحظة.
الزميل يونس عبدالسلام ، الصديق الأقرب للروح، أحد هؤلاء الأصدقاء وأكثرهم نبلا وطيبة، طوال المرحلة الماضية، تعرض لتعب نفسي، ما كنت أحب الإفصاح عن هذا؛ ليس لكون الأمر عيبـا أو منقصة؛ لكنه أمر شخصي يتوجب بقاءه في الدائرة المحيطة به فحسب، إلا أن حدث اختفاءه تستوجب الإفصاح عن جوهر المشكلة.
خرج يونس بتأريخ 3 أغسطس ليلا من سكنه في الدائري، ولم نعلم عنه شئيـا بعدها، يونس ليس في وضع طبيعي، يتعاطى علاج خاص منذ فترة ويعاني من حالة شرود في غالب الوقت، ويحدث كثيرا أن يخرج للتجوال ليلا تنفيسًا لكربته ثم يعود. المرة الأخيرة خرج وانقطعت أخباره عنا.
التفسير الوحيد لمسألة اختفاءه، أن عناصر الأمن التابعة للحوثي أوقفوا الرجل، من المؤكد أنه سيتحدث معهم بشكل غير واع؛ وبدلا من تفهم حالته المتعبة أودعوه السجن، وهو أمر سيضاعف تعبه أكثر، بحثنا عنه كثيرا منذ أول يوم لاختفاءه، ولم نحصل ع خبر جازم بخصوص مكانه.
يونس منهك جدا، ولا يحتمل سجنًا ليوم واحدة، كانت حادثة احتجازه العام الماضي من قبل الإنتقالي في أبين، نقطة تحول أفقدته اتزانه النفسي ومنذ ذلك اليوم وحالته تسوء كل فترة أكثر، حاولت بكل ما أملك الوقوف جواره طوال المرحلة الماضية، يتعافى مؤقتا ثم ينتكس، وهكذا استمر بحالة تذبذب منذ خروجه من السجن حتى اليوم، وأخشى أن تسهم حادثة توقيفه بصنعاء من تدهور حالته أكثر.
ملاحظة: هاتف الأخ يونس ظل يتلقى المكالمات طوال خمس أيام من اختفاءه، بل ويجري اتصالات بأصدقاء يونس وأسرته وبطريقة عشوائية ويحدثهم بكلام غريب، في نفس ليلة اختفاءه، تواصل بي عدد من الأصدقاء والصديقات، يتحدثون عن تواصلات غريبة من رقم يونس، وبشكل غير معتاد..هذه مسألة_إن صحت_يتحمل مسؤوليتها الأمن التابع للحوثي وتعكس أخلاقيته.
نحمل جماعة الحوثي، المسؤولية الكاملة عن سلامة الأخ يونس وحياته.. ونطالبهم بالإفراج الفوري عنه.
بحجر الله خلو لنا حالنا، ضيعتم حاضرنا ومستقبلنا، باقي حياتنا، حياة محبطة وفارغة هي أخر ما نملكه، مش عاجبكم، تريدون نفينا من الحياة تماما، أخبرونا، سنغادر طواعية ونتركها لكم، ولا تذلونا هكذا..
*من صفحة الكاتب على "فيسبوك".