أيــــها الإصلاحيون اسمعوني جيداً
السبت, 14 أكتوبر, 2017 - 01:58 مساءً
ن الفاحص المنصف ،والمتأمل البصير يجد أنه لم يعد هناك مشروع وطني خالص من الشوائب ، نقي من الطحالب ، سوى مشروعكم الوطني الواعي .
نعم على الرغم مما فيكم إلا أنكم غدوتم، العرق النابض ، والنفس الهادئ ، والنهر الجاري بالماء العذب. لقد أقام الجميع طواحينهم لطحنكم ، واقتنوا المواقد لحرقكم ، ونفخوا في نيرانهم لالقائكم فيها . ?
كل ذلك الغيظ ، خوفا من جسمكم الصحيح ، ومن توازنكم الدقيق ، وخبراتكم المتعددة، وانتشاركم الواسع. ?
إننا نسمع نداءت من هنا وهناك تجاه مايحدث أين الاصلاح ؟! أملا في الانقاذ ، وثقة بغيرتكم ، ويقينا بمقدرتكم ، وإيواء لكهف صدقكم. ?
وفوق الذي قدمتموه وتقدموه فإنا نطمع منكم المزيد . ولن نطلب ذلك من غيركم .لأنا إنما نطلب من قادر ،ولا يحقق أمانينا إلا كفئ. فيا أيها الإصلاحيون: ?
أطلوا على الناس بأخلاقكم تبطلون ماصنعوا من السحر . ?
نحن نعتبركم بشرا من بني جنسنا تخطئون وتصيبون ، فسددوا وقاربوا ما استطعتم ،وإن حاكمناكم اليوم فإنما نحاكمكم إلى أدبياتكم. وقد كشفت لنا براقع الاحداث صدق وجوهكم ، وسلامة طويتكم. ?
فلتتسع صدوركم لعتابنا، وصدق نصحنا على مافينا. أولا :أقيموا القيم في نفوسكم وحققوها بدواخلكم وأنشأوا لها كيانا حقيقيا في تعاملكم وسلوككم. ?
ترجموا قيم الاسلام الكبرى مثل الحرية والعدل والاحسان ...إلى لغات حية مفهومة لنستوعب ماتدعون اليه. ?
أرونا منكم نموذجا قيميا حيا فيكم وفي تعاملاتكم وسلوككم في كل مكان وصلتم إليه ،وفي كل وظيفة توليتموها وفي كل عمل وكل إليكم. فقد (شبعت الآذان والعيون جائعة). ?إننا نشكوا سوء تصرفات فردية تصدر من بعضكم ،أساءت إلى منهجكم واعتقدها الناس تطبيقا عمليا لفكركم ، فراقبوها بدقة واعملوا على تنقيتها وتطهيرها من أفرادكم .
ثانيا : يجب أن تسعوا الناس وتتسعوا لهم وتتنازلوا عن بعض حقوقكم من أجلهم ، خلصوا نفوسكم من ثقافة الاقصاء ، مدوا أياديكم للجميع في خلق حسن ، وتعامل جم ، وأدب راق. ?قدموا أنفسكم للشعب على أطباق أخلاقية مثالية تنضح ثقافة وقيما، وخلقا وسلوكا، لا لغرض من الدنيا وإنما ابتغاء وجه ربكم الأعلى. ?رسخوا عمق الانتماء ، وصدق الاعتزاز بالهوية ، والسمت الفذ ،ولا تخفوا ما أنتم عليه من الحق ، خوفا أو خشية من الناس .
ثالثا: ابتعدوا عن كل مدمرات القيم ، ناسفات الأخلاق ، مبيدات المبادئ ، مهلكات الحرث والنسل . تقدموا حملة مشرع واعي أتقياء أنقياء ، تذيبون جليد القصف الاعلامي بشمس نبلكم ، وتفتتون حصى الشائعات بشعاع صدقكم ، وتدكون بنصاعة إصلاحكم أسوار التهم . ?
إني لأرجو الله - على بشريتكم - أن تكونوا خير من يدب على الأرض ، وأرقى من يمشي في مناكبها. قولا وعملا ، ومعاملة وسلوكا ، وصدقا وصراحة. وأن تسيروا على الخطوط الرئيسية بكل شفافية ووضوح ، لاتعرفون الشوارع الفرعية ،ولا الأزقة الملتوية. ?
وإني لآمل أن تصل حروفي هذه إلى كل فرد من أفرادكم فيحملها محمل الجد ،ويفتش عن نفسه فيطارد فلول الإهمال ، ويحاصر فيروسات الجهل ، ويحطم اعذار التبرير ، ويردم حفر الحيل ،ويتبنى القيم خطا وطريقا لايساوم عنها ، ولايلتمس لنفسه المعاذير. في بيته ،ووظيفته والمجتمع من حوله. ?سدد الله خطاكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم .وإني بكم لمعجب.