صحفي متخصص في القانون، رئيس مركز البلاد للدراسات و الإعلام
ادفنوا "صهاينة آل البيت" في "حفرة رداع"
الخميس, 21 مارس, 2024 - 02:55 صباحاً
*هذه الجريمة البشعة تكاد تكون الترجمة الواقعية لمقولة: من حفر حفرة لغيره وقع فيها، والحفرة التي حفرها صهاينة آل البيت كانت باستثمار دماء الضحايا في غزة، وكانت الحفرة تتسع كل يوم، وغرور الحوثي يزداد، وبينما ظن أن الملايين الذي يخرجون في شوارع اليمن وميادينها تهتف له، جاءت جريمة حفرة رداع، ليسقط فيها محاصرا بالغضب المكبوت والغيظ المشتعل في قلوب اليمنيين، فأدرك أن الغليان الذي يكوي أفئدتهم أمام المذابح الوحشية في غزة، تحول إلى نار تحيط ب "صهاينة آل البيت" وأخوانهم في الغي وقد تحولت مذبحة الحفرة إلى صورة حية للجريمة بكل تفاصيلها وتجسد فيها وجع غزة ورداع، وهي لحظة فاصلة لو كان لها رجال.*
*واحترام دماء الضحايا وحقوقهم يقتضي التحرك الفاعل والطارئ ويتطلب من القيادة السياسية تشكيل لجنة عالية الكفاءة وخفيفة الحركة، ومن ذوي الذهنية الاستراتيجية والعقل الناضج، وتكليفهم بإدارة هذه المعركة وتحويلها إلى حفرة لدفن صهاينة آل البيت وإغراقهم في دماء الأبرياء.*
*الوقت والظرف والحدث والمزاج العام في الداخل والخارج يقف في صف الضحايا، والضحايا هنا شعب كبير ينزف منذ سنوات، والتفريط في هذه اللحظة خيانة للوجع العميق، وجريمة أكبر في حق شعبنا العظيم.*
*كلفوا لجنة حكومية وشعبية وامنحوها صلاحيات مطلقة، ودعوها تبدأ الآن في إدارة الأزمة والانتقام لكل بريء ارتكبت عصابة صهاينة آل البيت بحقه أبشع الجرائم.*
*اللحظة تقتضي التحرك الفاعل والمسؤول على كل صعيد، سياسيا ودبلوماسيا، وقانونيا، وشعبيا، وإعلاميا وعلى صعيد الرواية والسردية بكل صورها.*
****
*لقد سقطوا في الحفرة حتى الترقوة، "صهاينة آل البيت" وقعوا في شر أعمالهم، وكانت جريمة حي الحفرة برداع بمثابة السقوط في الهاوية، والدماء الزكية التي سفكوها من وريد اليمنيين تحاصرهم الآن من كل جانب، وقد تتحول إلى سيل غزير يغرقهم في حفرة رداع لو وجدت من ينتصر للضحايا ويحاصر المجرم في حفرته، ويمنع أي محاولة لإنقاذه، ولا يترك له فرصة لالتقاط أنفاسه، أو الخروج من هذا المستنقع العميق.*
*قال القانون في تعريفه للجريمة، أنها تلك التي ترتكز على ركنين، الركن المادي وهو الفعل وارتكاب الجريمة، والركن المعنوي وهو القصد، والقصد هو عقد النية على ارتكاب الجريمة، و"صهاينة آل البيت" نفذوا الجريمة، وسقطوا في شر أعمالهم حين أصدروا بيانا صريحا يبرر لها ويقدم لها الغطاء المعنوي، وفوق ذلك تجاهلوا الضحايا وشناعة الجريمة وهو ما يعتره القانون والشرائع والمواثيق اكتمال الركن الثاني للجريمة وإظهار القصد بشكل لا يحتمل اللبس أو التأويل والتورية.*
*المحاولة الحثيثة والمرتبكة التي ظنت العصابة أنها ستنقذ نفسها من هذا السقوط المريع في حفرة رداع المتدفقة بالدماء الطاهرة، تمثلت في تقديم القرابين، وتحميل كبش فداء المسؤولية، في لعبة رخيصة اعتادت أن تقوم بها في كل جريمة بشعة في حق شعبنا، لكن هذه المحاولة التي يظنونها طوق نجاة، هي ذاتها التي يمكن أن تتحول إلى حبل يلتف على أعناقهم ويدفنهم في الحفرة نفسها، ويغرقهم في الدماء الغزيرة قبل أن تبرد أو تجف.*
*حينما ظنوا أن رواية "تصرف فردي" بوابة الهروب للنجاة، لم يدركوا أنها بمثابة كلمة السر للغرق والشفرة التي تفصح عن الغريم الحقيقي، عن الفاعل القذر، عن عبد الملك الحوثي، ارادوا أن يستبقوا التحقيقات النزيهة واستعجلوا كشف تفاصيل الجريمة البشعة، ولأنهم على ثقة مطلقة كما نحن بأن كل الأدلة تؤكد تورطهم جميعا، رددوا عبارة ساذجة وغبية كانت بمثابة دليل دامغ على أنها جريمة جماعة وأن الأفراد المنفذين ليسوا "فرد" يمكن أن يلصق به تبرير التصرف الفردي، وأن شعار الصرخة يحمل بصمة الكل وهوية الجماعة الدموية.*
*هم يقرأون في أعين اليمنيين من أقصى الوطن إلى أقصاه اسم المجرم الأول، عبد الملك الحوثي، وسارعوا بهلع شديد وخوف محقق، يحلفون بالله أنه "تصرف فردي"، وهي اللحظة التي قال عنها العرب بأنها كاد المريب بأن يقول خذوني.*
*وقصة التصرف الفردي تشبه حكاية "سارق الطلي" ذلك اللص الغبي الذي أنجز جريمته تحت ستار الليل، ولأن المجرم مسكون بالريبة والفجيعة، خرج في الصباح وكان يرى أعين الناس تحاصره وتلاحقه، فاشتد به الرعب، ولما قال له أحدهم: صباح الخير، رد عليه بسرعة وارتباك: أيش من طلي؟! وهنا فضح نفسه.*
*صهاينة آل البيت الآن يتمثلون في شخص سارق الطلي، وأشد خوفا منه، فهم من قال " تصرف فردي" قبل أن يروا أعين الناس تحاصرهم وتفصح عن القاتل الحقيقي، وقبل أن يقول لهم أحد صباح الخير، خرجوا ليقولوا : "عبد الملك الحوثي محاضراته تبكي الحجر وهذا جاء يتصرف فرديا"، هم من بدأ بالدفاع عن شخص عبد الملك، ويبذلون طاقة كبيرة لتحويل الانظار عنه، وهو السلوك القلق للمجرم والذي يفضح نفسه بنفسه.*
*الله لا يساعد من لا يساعد نفسه، وقد أوقعهم الله في شر أعمالهم، وفضحهم على رؤوس الأشهاد، فكونوا على قلب رجل واحد واستيقظوا من سباتكم وانتصروا لأنفسكم، واستعينوا بالله فالله تعالى حرم الظلم على نفسه ووعد من يحارب الظالمين بالنصر الكبير والله غالب على أمره ولو كره المجرمون.*