صحفي متخصص في الشوؤن الاقتصادية
*صعتر.. منبر معركة المصير
الثلاثاء, 16 أبريل, 2024 - 12:15 صباحاً
ما أعطى موعدا لأحد في أي قرية من قرى وأرياف اليمن، ولا جبهة من جبهات القتال، ولا وسيلة من وسائل الإعلام، إلا كان في موعده كحد السيف.. المهندس الذي خطب أول جمعة في ساحة التغيير إلى جوار مجسم "الإيمان يمان" الذي بني إبان توليه الإدارة العامة للتخطيط المدني بأمانة العاصمة قبل ربع قرن حينها، وهو سليل مشيخة "وادي ظهر" الشهير، ويتربع اسمه اليوم على قائمة أهم وأكثر القيادات اليمنية تأثيرا وتفاعلات وتواجدا في الميدان..
صعتر الذي تجرد لمهمة الوعي والتعبئة المجتمعية لحاضنة الحرب والسلام في المحافظات المحررة، وأصر على الرباط اليومي في ساحات الوغى ذهابا وإيابا، بل وأودع فلذات كبده وكبار أبنائه لقيادة الصفوف الأولى في ميادين الرجولة والفداء لأجل اليمن..؛ هو ذاته الذي يتجدد خطابه كلما اعتلى منبرا أو زار خيمة أو شارك عزاء أو فرحة عريس أو حفلة تحرير مختطف..
قال ذات يوم حزين، احمدوا الله على ما أنتم فيه الآن، كانت نساؤكم قبل النزوح ربات بيوت، والآن ستعودون إلى مدنكم وقراكم ومعظمهن من حملة الماجستير والدكتوراه والشهادات العليا.. احمدوا الله لأنكم منذ وصلتم إلى مأرب لم تعودوا تشاهدون مواكب المسئولين الفارهة، ولا فوارق المال والطبقية، ولم يرهبكم نافذ أو متغطرس!
وحين يتحرك لإسناد المقاومة أو الجيش أو الجرحى، يتحرك الشيخ عبدالله صعتر كفيلق مهاجم، وكأنما أحمال الدولة ملقاة على عاتقه وحده، يدعو لجمع الأموال فيتجاوب معه الكبار والصغار والنساء والرجال، الأغنياء والفقراء، بسخاء، ثم يغادر، دون أن يعرف حتى كم جمع من مال!..
هو ذاته صعتر الإنسان الضاحك المبتسم، على المستوى الشخصي، أناقة وسعة بال، وبلسم شفاء لكل من يلقاه.. كذلك هو البارحة حين زرعت أمامه عبوة الموت، مر إلى جانبها بسلام وعافية، كأنما انفجرت كي تفجر ينابيع الدعاء من كل قلب تصعتر..
طيب الله أوقاتكم يا شيخ عبدالله، وحفظكم من كل سوء ومكروه، وكتب أجرك وجعلك قدوة العلماء والمصلحين وأثابك أجر الرباط والإصرار على البقاء في الداخل قدوة لمن يقتدي ومشعل نور لمن اهتدى..
محبك/
محمد الجماعي*