لماذا تسخرون من نتائجِ معركة نهم؟
السبت, 04 نوفمبر, 2017 - 04:50 مساءً
عزيري الأحمق: عليكَ أن تتذكّر أنّ الجنود الساهرين على حدود العاصمة لا يلعبون الشطرنج، أولئك البشر المعذبين دماؤهم ليست موضوعاً للهمزِ وخفّة الدم، إنّ طول المعركة لا يبيح لك السخرية من عَرق المقاتل عند الظهيرة، من العار أن تنام في غرفتك الدافئة ثم تفتح هاتفك السيار وتبصق على جراح الجندي الساهر على بوابة العاصمة منذ سنين، هذا الخلط بين تضحيات الجنود في الميدان ورخاوة القيادة السياسية يعكس خيال مريض وبليد، عليك أن تفصل بين سخطك على القيادة _وهو مشروع _وبين هزؤك الجبان بالسيقان الجريحة لحظة مواجهتها للموت..!
حاملو بندقية الكرامة لا يتنزهون على شواطئ قبرص، ومعارك الحرية الطولية ليست هينة بالصورة التي رسمها خيالك، ولا هي قمار مؤقت يمنحك الحق في الشماتة كلما خالفت نتائجه هواك..!
لو مكثوا ألف سنة على تخوم صنعاء ليس من حقك أن تهين نضالهم، النائمون على الجبال أكثرنا إخلاصاً للقضية، المقاتلون ذوي الرؤوس الغبراء والأصابع الخشنة أولئك الذين تتشقق جلودهم من الريح والبرد كائنات قُدسية من العار أن تتشكك في طُهرها..!
من حقك أن تغضب من تلاعب الساسة بتضحيات الأبطال واخضاع المعركة للمزاجية السياسية المتراخية، لكنّ عليك أن تُحاذر من الاساءة لتلك الوجوه الشاحبة التي تسكب دماءها على الأحجار وتنام عارية على الشوك والحصى، ستصيبك لعنة الدم إذا أنت أرخيت لسانك في الحديث عليه، ولم تراعِ حرمة الدم ولا قداسة النضال..!