×
آخر الأخبار
مؤسسة "وطن" تقدم قوافل غذائية لجرحى الجيش والمقاومة في مأرب المنتخب الوطني يخسر أولى مبارياته بخليجي 26  "إدارة اليمنية" تجدد مطالبتها بإطلاق طائراتها من فبضة الحوثيين في مطار صنعاء     اطلاق سراح إعلامية من سجون  مليشيا الحوثي في صنعاء برئاسة الوكيل ثعيل .. تنفيذي أمانة العاصمة يناقش خطط العام 2025 "مركز حقوقي" يؤكد العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين في سوريا منذ 2012    "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء غارات عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء "القسام" تعلن قتل خمسة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا ‫ تقرير حقوقي: نصف مليون جريمة قتل ارتكبتها عصابة الحوثي بحق اليمنيين خلال عشرة أعوام

استعادة الدولة

الأحد, 04 فبراير, 2018 - 07:10 مساءً


الدولة التي يقول الإنفصاليون إنهم يريدون استعادتها، كانت يمنية الهوية والأصل وحدوية المشروع والهدف، أدارت الجنوب من 1967 حتى 1990.. كانت أخطاء الحكم في جنوب اليمن كثيرة، مثلما هي أيضا في الشمال، لكن الحكم في الجنوب أصاب في أنه وحد كيانات هشة كانت تسمى مشيخات، وسلطنات شكلية، لا تتعامل معها أو ترتضيها الا سلطة الإستعمار البريطاني في عدن..
 
طوال تاريخها القصير (23 عاما ) ظلت حكومة الجنوب تسعى إلى الوحدة اليمنية، وكانت تحرص أن يتم ذلك ولو بالقوة، وكاد أن يتحقق لها ذلك  في عام 1979، على إثر مقتل الحمدي في 11 أكتوبر 1979، حتى أن مقتل الغشمي تم في سياق الإستيلاء على  الشمال كما خطط لذلك صالح مصلح وفريقه في عدن، وكما فهمت من الرئيس علي ناصر محمد مؤخرا  .. واجتاحت القوات الجنوبية مناطق شمالية منها محافظة البيضاء، في بداية عهد صالح، واستولت عليها بسهولة، ولولا تدخل جامعة الدول العربية، وإسناد دول  عربية وخاصة العراق والسعوديه، لنظام صالح في الشمال، ورفض أمريكا  في ظل صراع الحرب الباردة ، لتمكنت قوات الجنوب من الوصول لصنعاء في 1979، حيث كان المناخ مؤاتيا بسبب غضب الجيش والشعب من اغتيال الرئيس الحمدي، ولأن الأمر يأتي في سياق تحقيق الوحدة اليمنية مناط كرامة اليمنيين  وشرفهم..
 
عبر التاريخ لا توجد حدود فاصلة بين الشمال والجنوب  سوى الخط الذي وضعه الإنجليز والأتراك، ولم يعترف به اليمنيون، لا في الشمال ولا في الجنوب، بل استهجنوه، وكان يشار إلى مناطق الأطراف بين الشمال والجنوب ولم تسمَ حدودا أبدا .. ولم تتم تسوية قضية الحدود مع المملكة العربية  السعودية وسلطنة عمان إلا بعد الوحدة، حيث كانت مسألة الترسيم قضية شائكة قبل الوحدة، وقامت سلطات الأمن في الجنوب بتدبير اغتيال  كل من القاضي عبد الله الحجري ( رئيس وزراء شمالي سابق)  في لندن عام 1977، ومحمد أحمد نعمان( نائب رئيس وزراء ووزير خارجية شمالي سابق ) في بيروت عام 1974، بحجة أنهما صرحا بأن اتفاقية الطايف مع المملكة العربية السعودية تعتبر نهائية. وكانت الحكومة في عدن تعتبر أنها مسؤولة عن اليمن كلها شمالها وجنوبها..
 
 بعد انهيار الإتحاد السوفيتي داعمها الرئيسي، سارعت  حكومة الجنوب إلى الوحدة، وكانت حكومة الجنوب منهكة جراء أحداث يناير  1986، ووضعها الإقتصادي صعبا،  وكانت صنعاء في وضع أفضل نسبيا،  وتكفلت خزينتها بنفقات الدمج، لكنها حازت على منصب الرئيس والعاصمة.. وتفاعلت الظروف السيئة ، مع الإدارة السيئة مع التغيرات الإقليمية بسبب غزو الكويت من قبل العراق ، وادى كل ذلك إلى حرب 1994 المؤسفة التي انتصر فيها صالح على ما في إدارته من عيوب قاتلة ، وقد انتصر صالح لأسباب أبرزها  أنه يرفع شعار الوحدة، وهذا شعار جذاب  سينتصر من يرفعه في النهاية، على الرغم من شيطنة الوحدة الذي حدث بشكل ممنهج من قبل الطرف الذي تعرض للهزيمة في 1994 ، حتى صارت الوحدة وكأنها أصل المشكلة .. ولأن نظام صالح كان سيئا وفاسدا ، وكان لا يملك من القوى الناعمة ما يكفي، ومن الجهد المفيد ما يغني، فقد تمت التعبئة ضد الوحدة حتى صار للإنفصال أنصار كثر..
 
وحيث أجرى الرئيس هادي تغييرات وإصلاحات  كبرى لإنصاف الجنوب، إلا أن ذلك يعوزه أيضا اعادة الاعتبار  للوحدة على المستوى السياسي والإعلامي  ودحض دعوات الإنفصال بشكل حازم وممنهج وقوي..
 
ومن الواضح أن قوى الإنفصال لا تطرح الآن موضوع الإنفصال على نحو سلمي، لكنها تعد العدة لمحاولة فرضه بقوة السلاح من خلال التشكيلات العسكرية التي كونتها، مع استحالة ذلك قانونيا وواقعيا.. وسمعت اليوم أحد قادتهم، يقال له صالح السيد، مدير أمن لحج، يقول: لقد قاتلني في معسكر مهران  "الدحابشة"  أصحاب الثلج وأصحاب الورش، والبسطات.. وواضح بأن أمثال صالح السيد لن يهدأ لهم بال حتى يتم الطرد والتطهير بالهوية والجهة، حتى لا نقول بالتطهير العرقي ، لأن الأصل والفصل واحد كما نعتقد، او كما هي الحقيقة ..أما صالح السيد فلأمثاله سوابق في القتل والتشريد، ولعل أبو ظبي وجدة والرياض وصنعاء وتعز والبيضاء تشهد على من تم قهرهم وتشريدهم في ظروف طيش وجنون  سابقة.. وأمثال صالح السيد، سيّء الذكر الحوثي الذي تسبب في نكبة تاريخية لليمنيين، ومن ذلك إخراجهم من أرضهم وتشريدهم في بقاع الأرض..
 
وخلاصة القول فإن الدولة التي كانت عاصمتها عدن، كان حلمها وهدفها اليمن كلها، ويفترض العمل على استعادتها هي ذاتها بمعناها وحلمها ومضمونها وأهدافها والحفاظ عليها، وها هو الان ، رئيسها جنوبي، وكذلك رئيس حكومتها ، ووزير داخليتها ، ووزير دفاعها فك الله أسره ، ووزير ماليتها ، ومحافظ بنكها المركزي ايضا جنوبي، وعاصمتها المؤقتة أو حتى الدائمة، عدن.. وها نحن من كل مناطق اليمن نضع أيدينا في أيديهم، ونمضي خلف الرئيس هادي لاستعادة الدولة التي حلم بها الأحرار الذين أقاموا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ أكثر من خمسين عام، وحلم بها آباؤنا من كل مناطق اليمن  ..
 
سنبقى على عهد أحرار اليمن، ولن نورث الأجيال القادمة يمنا مقسما ومقزما أبدا ..
 
وأفهم أن الإنفصال متعذر قانونيا، كما يستحيل فرضه بالقوة، لكنه العبث، واللعب بالنار..
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

علي أحمد العمراني