أشقاء اليمن
الخميس, 22 مارس, 2018 - 11:39 صباحاً
حاجة اليمن إلى الأشقاء حاجة ماسة، و خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها، و هذه الحاجة لا ينكرها أحد، و ما من شك أن لليمن دور - أيضا - يمكن أن يفيد الاشقاء اليوم و غدا.
اليمن بحاجة لدعم و مساندة تتجاوز بها، و بصورة حاسمة الظروف القائمة؛ سواء كانت أمنية عسكرية أو اقتصادية، و اليمن لا تجد ولن تجد نفسها إلا في عمقها العربي و عمقها الخليجي أولا. و ما لم تكن اليمن كذلك لا قدر الله فإنها لن تكون الخاسر الوحيد، و لن يكون مفيدا للخاسرين الآخرين أن يقولوا يوما : أكلنا يوم أن أكل الثور الأبيض !
الحاجة الملحة اليوم لدى شعوبنا و أوطاننا أن تتضافر جهود الجميع ؛ لترتيب أوضاعها كأمة، لاترتيب وضع أفراد أو شلل، فالدول لا تقوم على هذه النظرة، و الأوطان لا تنهض بهذه الثقافة.
تتعاظم اليوم مسؤولية الشعب اليمني تجاه دعم الشرعية ومساندتها كقيمة مبدأية لا تنازل عنها و لا تفريط فيها؛ لأن التنازل أو التفريط فيها سيدفعه وطن لا أفراد، و شعب لامجرد أحزاب أو جهة . ومن هنا فإن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل المكونات و القوى السياسية اليمنية، بأن يكون لها دور شعبي و سياسي أكبر في دعم الشرعية ومساندتها؛ لأنها بذلك تدعم شعبا و وطنا، و لا تدعم مجرد شخص أو سلطة ما، إن إضعاف الشرعية أو زعزعتها و صولا إلى ما هو أسوأ من ذلك لا يعني إلا تقديم خدمة مجانية لا تقدر بثمن لجماعة الحوثي المليشاوية و من على شاكلتها . فغياب الشرعية تعني أن كل من هم على الساحة أصبحوا جميعا بلا شرعية، و أنهم من حيث سلطة الامر الواقع على درجة واحدة من حيث النظرة القانونية، التي سيصبح الجميع يفتقدها، و الخاسر الوحيد هنا هو الشعب اليمني، إذا ما صمت أمام معاول الهدم التي تستهدف الشرعية التي هي العنوان الشرعي و القانوني المعترف به دوليا.
أكذوبة و خديعة أن على الجيش أن يقف على الحياد، التي سوقت لها مخططات خبيثة - و عمران تضرب و صنعاء تحاصر بالمليشيات - كانت نتيجتها ما وصلنا إليه الآن.
على الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية و الاجتماعية ألا يبتلعوا ألسنتهم، و أن يقفوا بكل قوة و وضوح في تعزيز الشرعية، و إلا تكررت خديعة وقوف الجيش على الحياد.
لقد جاء التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، و هو ما قابله الشعب اليمني بالشكر و الامتنان، و أظهر ذلك مبكرا، و إن من تمام هذا الدعم تهيئة الأجواء و الظروف لأن تعمل السلطة الشرعية من الداخل . و يوم أن تعمل السلطة الشرعية من الداخل فذلك يعني أن أهداف التحالف العربي تتحقق.
ليس من مصلحة اليمن أو التحالف العربي أن تتآكل الشرعية، كما أنه ليس من مصلحة الجميع أن تتراجع شعبية التحالف العربي؛ بسبب ممارسات و معطيات على الارض يجد فيها إعلام الخصم مادة للتعبئة المضادة بعد كل التضحيات و الجهود المقدمة من التحالف العربي و التي هي محل تقدير اليمنيين.