عصر الدراما وزمن الحرب!!
الاربعاء, 18 يوليو, 2018 - 05:07 مساءً
الدراما.. معركة تطهير العقول الملوثة.. نتحدث عن الدراما في عصر تراجيديا الحرب لما لها من أهمية في صناعة الوعي وتطهير العقول الملوثة بأفكار الخرافة وأساطير الكهنوت الديني والسياسي والذي غزا بأفكاره الظلامية كثيرا من العقول الفارغة الا من آفة الجهل فهي البيئة الخصبة التي تنشأ فيها هذه الخرافات وتتحول الى عقائد ثم الى قناعات يصعب على الطبيب علاجها كما أن الحرب ليست الوسيلة المثلى للقضاء على الفكر الكهنوتي الذي:
رأى الشعب صيدا فانحى عليه
وراض مخالبه واعتدى
فهل ترتجيه ومن يرتجي
من الوحش إصلاح ما أفسدا
وحكما عجوزا حناه المشيب
ومازال طغيانه أمردا
تربى على الوحل من بدئه
وشاخ على الوحل حيث ابتدأ
هذا الفكر الكهنوتي المتطرف ينتشر في بيئة الحروب خاصة في ظل المكايدات الدولية والأطماع الخارجية والتي تساعد مثل هذه الأفكار الطائفية على الانتشار لتمزيق الصف الوطني وتدمير بنية النسيج الاجتماعي للشعوب المتماسكة لكي تدخل دوامة الصراع وتبقى تقتات وتنهب مقدرات و خيرات وثروات البلاد.
لذلك فان أمامنا مهمة وطنية كبيرة تتمثل في صناعة الدراما البناءة للخروج من حالة التيه والتخبط التي تعيشها الشعوب المتخلفة عن ركب الحضارة والتطور وهي تدفع ثمن التخلف عن ثورة التكنولوجيا.
اعتقد إننا بحاجة الى كُتّاب الخيال الواسع لنسج قصص من حرير الفكر المتنور عن التجاذبات الفكرية المتعصبة والخروج من حالة الركود الفكري التي أوصلتنا الى حالة من الاضطراب والفوضى وتحولت الى حروب دموية قادتنا إليها عقول ظلامية مرتبطة بمعتقدات خرافية مجنونة بعيدة عن منطق العقل وفلسفة الواقع
وتحولت الى تراجيديا واقعية وحزينة يقف وراءها المتاجرون بالدين والوطن في سوق النخاسة الإيرانية كما تفعل الحوثية.
هذه الفكرة ليست جديدة بل هي امتداد لمسلسل طائفي من بطولة الكاهن الأول يحيى بن حسين الرسي تواصلت فصوله فانتجت السفاح عبدالله بن الحمزة والمجرم الكبير
المطهر بن شرف الدين ومسيلمة اليمن الكذاب الأشر كهنوت الكهف الحوثي واحدا من فصول هذا المسلسل الطائفي وقد مارسوا قتل اليمنيين وبأبشع صور القتل انتقاما من بني امية وحماية لسلطة البطنين باسم آل البيت او سمن البنت كما يعتقدون ..
لذلك فان أمامنا مهمة وطنية كبيرة تحتاج الى مسؤلين كبار قبل ان نتحدث عن الإمكانات لابد من الإرادة والشجاعة والإقدام في خوض معركة البناء- والوعي، لكي نتحرر من عقدة الخوف في مواجهة المستقبل المجهول كما هو في اعتقاد المصابون بقُصر النظر في تقدير العواقب.
اعتقد ان لدينا كُتّاب كبار فقط يحتاجون الى تشجيع وسيخرجون بأفكار إبداعية تتحول الى فلسفة درامية تخاطب العقول وتغزوها لتصنع ثورة التغيير،،
حينها تتنور العقول الظلامية وتخرج من حالة الانهزامية وتتعزز لديها الثقة فتنجح بعد الفشل و تتحرك بعد الجمود وتنهض بعد الكبوة
وانأ اكتب حروف مقالي هذا راجعت أفكاري الدرامية وقررت ان اكتب قصتين دراميتين وارسم لوحتين فنيتين لشخصيات متناقضة استطيع من خلالها ان افجر ثورة وعي وبركان مسلسل درامي يعبر بقاربه بحر التخبط الفكري وتتحرك مجاديفه نحو الأمل ونحن نصارع أمواج الفوضى الخلاقة التي أوصلنا إليها أحفاد الإمامة وهم يجرفون بأفكارهم الظلامية شعبا بأكمله انه تصور يجسد حقيقة الصراع في صوره المختلفة فقط لو توفرت الإمكانات اللازمة وخرجت هذه الفلسفة العصرية الى النور فستكون ثورة درامية تقضي على الأفكار الظلامية وتحصن عقول الجيل من الاصابة بفيروس الإمامة وتصنع من الوعي المجتمعي مايوقف الحرب بين الأجيال القادمة.. خاصة اذا ارتبطت بمشاريع تنموية بشرية وحضارية في ظل رؤية متكاملة لدولة مدنية.
اضف الى ذلك ان لدينا شخصيات درامية لديها من الفن والابداع مايجعل الخيال واقع وهي تخوض غمار معركة الوعي وتحتسي من كأس الوطن مايولد عزيمتها ومايفجر طاقتها الابداعية فتتحول الى مدرسة تتخرج منها فصول الفن الواعي التي تخترق حصون العقول المغلقة فتفتحها لترى النور وتحول ظلامها الدامس الى فجر تتدفق من جوانبه انهار الضياء وتخرج من سكونها الداكن لترى الحياة على حقيقتها وتصنع الانسان السوي الذي يبني ويطور وينشر خيوط السعادة في جنبات المجتمع الحزين وتتحول الحياة من القتل الى الإحياء ومن الكراهية الى الحب ومن الصراع الى التعايش ومن الحرب الى السلام
مجاديف على قارب الوطن:
مازال قلبي مفعما بالحب
في الوطن الجريح
ما زلت اهتف قائلا
بلدي هنا كي استريح
ان غاب عني لحظة
ضاق الفضاء وهو الفسيح
هذي مجاديف الوطن
يا راكب البحر الصحيح
حذرتهم لكن كما قال المثل
أيَا فصيح لمن تصيح
سؤال يبحث عن إجابة:
أيهما أسهل وانفع للمجتمع فاتورة الحرب ام فاتورة الدراما ؟؟
نؤمل لكي لايقطع اليأس حبل الأمل.