مع الجيش لفرض سلطة الدولة
الأحد, 12 أغسطس, 2018 - 10:38 مساءً
حين بدأت مليشيات الحوثيين بمهاجمة المدن والسيطرة على المؤسسات الحكومية في حجة والجوف وعمران كان قطاع واسع من "النخبة" يجتهد في التسويق لتلك الغزوات أنها صراع بين الإصلاح والحوثي وأن الوطن غير معني بذلك الصراع.. حتى الألوية العسكرية التي كانت تواجه الحوثي كانوا يسوقونها كمليشيات تابعة للإصلاح لا لجيش الجمهورية اليمنية..
وبعد أن دعس الحوثيون الجميع وصارت مواجهته شرفاً صارت "الحثالة" ذاتها تجتهد في نسج الأكاذيب وحشد الدلائل أن الإصلاح لا يخوض مواجهة ضد الحوثي بل يذهبون في كثير من الأحيان إلى أبعد من ذلك ويتحدثون عن تحالف بين الإصلاح وجماعة الحوثي، ويعمون أعينهم عن آلاف الشهداء والجرحى من شباب الإصلاح الذين التحقوا بالجيش والمقاومة في كل جبهات القتال وكانوا هم في كثير من الجبهات النواة الصلبة التي أوقفت تمدد الإنقلاب.
اليوم يتكرر نفس السيناريو في تعز حيث تعمل ذات الأصوات على مدار الساعة على تصوير الصراع الدائر هناك بين جماعات الإرهاب وعصابات الإغتيالات من جهة وبين قوات الجيش والأمن أنه بين جماعة أبو العباس والإصلاحيين.
بل وتحولوا إلى ماكينة دعائية لمجاميع مسلحة متطرفة تسمي نفسها باسم شخص ومدرجة على قوائم الإرهاب أمريكياً وعربياً ضداً على القوات المسلحة والقادة العسكريين بدءاً بقائد المحور الذي عين بقرار جمهوري ويمكن عزله بقرار جمهوري، ويدرجون كل تلك الألوية العسكرية في خانة حزب الإصلاح الذي لا يحبونه.
حين تلتفت جماعات العنف والتطرف لالتهام "العضاريط" على حد وصف عبدالهادي العزعزي سيقلبون خطابهم 180 درجة وسيبدأون بنسج حكايات عن تحالف بين الإصلاح وبين جماعة العباس المتطرفة وأن ما حدث في الماضي لم يكن سوى مناورة تستهدف قوى التقدم والحداثة التي هي ذاتها تشتغل اليوم كماكينة إعلامية لـ"لمجاهد العباس".
من حقكم أن تكرهو الإصلاح بأقوى قوتكم وتعملوا ضده في تقديم أنفسكم ومشاريعكم للناس، لكن ليس من حقكم أن تتحولوا إلى تروس ضمن آلات تدمير البلد أو أن تصبحوا آلات تدمير ذاتي لكياناتكم التي تتآكل بفعل الحقد الذي يأكل صاحبه إن لم يجد ما يأكله.
حتى صديقي الذي يتعاطى بيرة فاسدة بسبب سوء التخزين ينام وهو يدعو للمجاهد "العباس" بالنصر ويستيقظ وهو على ذات الحال ويكتب بيومه ألف منشور عن انتصارات العباس بعد أن مل الكتابة عن انتصارات الطوارق في الساحل الغربي وقبلها كتب مجلدات عن انتصارات إلهه عفاش في صنعاء.
نحن مع الجيش والأمن لفرض سيطرة الدولة على كل شبر في مدينة تعز وغيرها، وأي إعاقة لذلك أو بقاء أحياء ومواقع تحت سيطرة مجاميع مسلحة فليس سوى إتاحة المجال لتكوين إمارات لجماعات العنف والتطرف وتفريخ المزيد من هذه المجاميع التي تتجمع وتتكاثر حيث تجد الحاضنة ومصدر التمويل.