×
آخر الأخبار
وكيل امانة العاصمة يشيد بدور "إذاعة الأولى" عدن.. محكمة الاستئناف تقضي   ببراءة الصحفي "ماهر" من جميع التهم   المنتخب الوطني يخسر أمام نظيره السعودي بثلاثة أهداف لهدفين في خليجي 26 مسؤول حكومي: عناصر حوثية تبدأ عرض منازل وأراضي للبيع في صنعاء حكومة تصريف الأعمال السورية تُعلن عطلة ليومين للاحتفال بعيد الميلاد  الحكومة العراقية تدرس طلب واشنطن اغلاق مكتب الحوثيين في بغداد مأرب تستقبل 221أسرة نازحة خلال نوفمبر الماضي  المنتخب الوطني يواجه نظيره السعودي   مصادر: مقتل "امرأة" وحفيديها في حي سعوان بصنعاء "القيادة الرئاسي" يوجّه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من عدن
حسين الصوفي

صحفي متخصص في القانون، رئيس مركز البلاد للدراسات و الإعلام

  آدمي لا هاشمي!

الجمعة, 21 سبتمبر, 2018 - 03:36 مساءً

في البدء يجب أن نعترف أن "العنصرية" و "التمييز الطبقي" والعرقي قضية اجتماعية معقدة ومنتنة ولا يجوز تناولها بسطحية دون بحوث ودراسات ونقاشات فكرية وسلسلة فعاليات تعالج هذه الأمراض وتغسل مخلفات السلالية العنصرية القذرة، وهذا ما جعلني اكف عن الخوض في التراشقات الهوجاء التي تظهر بين الفينة والأخرى.
 
وأكبر عتب ممكن تسجيله هو على أولئك الذين نلمس حرصهم على مناهضة الامامية الكهنوتية العنصرية وعلى ثمرتها النتنة المتمثلة في الحوثية وكل إفرازاتها المتسخة بالأحقاد والانتقام من الجمهورية ومبادئها المنبثقة من قيم الإسلام الحنيف - الجمهورية أعني- والتي هي قيم الإنسانية السمحاء، والعتب على هذا التيار أنهم يعالجون العنصرية بعنصرية مماثلة ويداوونها بالتي كانت هي الداء!.
 
اليمنيون اليوم يخوضون حربا وجودية، حربا تأكل أطهر أبناءها وكواكب الشهداء ومواكب التضحيات بالحرية والمال والنفس والوطن لا تزال دماؤنا فيها طرية، ولا يمكن أن نقبل كيمنيين لأحد أن يستثمر تضحياتنا الطاهرة ويلطخ مستقبل أبناء شعبنا بتلك الدماء الثجاجة النقية التي انسكبت لغسل الجمهورية من قذارة العنصرية الكهنوتية وكل أشكال العنصرية!
 
يجب أن نعترف مجددا أن علينا مسؤوليات مشتركة لردم هذا "الثقب الأسود" الذي يلتهم تضحيات اليمنيين ويهدد مستقبلهم، العنصرية أعني، والتمييز الطبقي الاجتماعي، ومنذ 2004 عادت جيفة الدعوات الطائفية القذرة للسطح على شكل جماعة تسمى الحوثية، وصلت في مثل هذه الأيام الى صنعاء كاحتلال وحشي واستعمار فارسي ونكبة بشعة تشبه النكبة الفلسطينية التي تعرض لها في 48 من القرن الماضي وكلا النكبتين اليمنية والفلسطينية متشابهتان حد التطابق من حيث حقد وكذب المحتل ونتائج وآثار الاحتلال الوحشية.
 
ومن نافلة القول إعادة التذكير بأننا جميعا من نسل آدم وأنه هو أبو البشرية، وكما يؤكد المهندس عبد الله صعتر بلهجة صنعانية لطيفة " إذا كان آدم سيد فاحنا كلنا سادة .. وإذا كان آدم طرف فاحنا كلنا أطراف"! وهي قاعدة تلجم كل مريض يستدعي التمييز العنصري القذر، وهذا ما تؤكده الأبحاث العلمية و DNA لكل إنسان يشهد أننا كلنا من "زب" واحد ومن نطفة أبينا آدم عليه السلام وبس، وهذا يقول بكل صراحة أنه لا يوجد استدعاء لنسب بعد ادم إلا كان بغرض عنصري ولأهداف سياسية رخيصة متمثلة في "السامية" و "الهاشمية" وكلا الادعائين حشر لهما نصوص وآثار كلها استعلائية ابليسية "نحن أبناء الله وأحباؤه" و "نحن أبناء رسول الله" ! وكلاهما يطالب ب "الحق الإلهي" في الحكم وإدارة العالم!
 
تلك مقدمات يجب أن تخرج بشكل أعمق، لكن المقالة هذه جاءت لتقول :
للمتطرفين في حربهم ضد "الهاشمية" لقد تحولتم الى عنصريين وعنصريتكم لا تقل خطرا عن عنصرية من تزعمون حربهم، واقرؤوا عن خطر "المكارثية" التي كادت تغرق المجتمع الأمريكي في حرب مجتمعية وتهم معلبة قضت على مستقبل ساسة ووزراء وقيادات مجتمعية كلما أراد خصومهم تصفيتهم اتهموهم بتهمة السيناتور "مكارثي" بأنهم عملاء وخونة، وتهدمت مؤسسات وأقيل موظفون تحت الهجمة الإرهابية العنصرية المكارثية، فاحذروا من جر المجتمع لمثل هذه البشاعة وهي بالمناسبة أفضل خدمة تقدمونها للعنصرية اعترافكم بها!
 
وللذين يضجون ويتقيئون بين الحين والأخر بأحاديث ونصوص مفتراه بأنهم ينتمون إلى عرق أو نسب أو وقاحة توحي بالتمييز العنصري النتن، عليكم أن تتوقفوا عن هذه الأكذوبة وتبتعدوا عن العنصرية التي لم يدعي بها أحد سوى اتباع اليهود والصهاينة الذين قالوا أنهم أفضل من غيرهم، وان قال قائل أن النسب للتعارف فنقول له معك حق، تعال وانتسب إلى جدك العاشر والخامس عشر وتذكر أن الله جعلنا "شعوبا وقبائل" لنتعارف فقط، تذكر أنه لنتعارف فقط، فلو عرفتك بمسمى اي مسمى فقد حققت المقصد، فلماذا تستدعي لي هاشم، وأنت تعلم أنه تمييز طبقي عنصري قذر، لو استخدمته بأسلوب بريء -ظاهريا- فغيرك يستدعي هذه الألقاب لهذه الأسر من اجل قتل شعبنا، وارتكاب أبشع الجرائم التي لم تعرفها البشرية من قبل، كنت يوما في زيارة لأحدى أمهات الشهداء ممن قتل ابنها في جريمة بشعة وحين وصلنا ومعي زملاء قالت لي : هل فلان من هؤلاء؟ تقول لي هل زميلي الذي معي من الهاشميين؟ مع العلم أنها من اسرة يقال عنهم هذا الإطار الهاشمي الغير إنساني، لكنها قالت بوجع: سأظل حاقدة منتقمة منهم من أخوتي وأهلي وكل من انتسب لهم!
التمترس خلف الأنساب العنصرية جريمة، والتمييز الطبقي العنصري جريمة، وشعبنا ذاق ويلات العذاب، وحانت اللحظة أن يتصدر العقلاء ممن ضحكوا عليهم بأن هناك قيمة ما للانتساب لهاشم، عليهم أن يتصدروا لخوض معركة اجتماعية قيمية إنسانية تقول للجميع: "كلكم لآدم وآدم من تراب"!
من يتفوه بالعنصرية ويتفاخر بنسب غير آدم فهو يشبه الصهاينة في استدعاء تمييز طبقي عنصري قذر، دعوها فإنها منتنه!
 
كما أن على أولئك التيار المقابل أن يعلي من قيم الجمهورية، الجمهورية التي قامت على مبادئ القانون الذي روحه الإسلام، الإسلام الذي لا يحاكم أحدا لنسبه ولا للونه ولا لانتمائه ولا لمعتقده، بل يلاحق السلوك الخطأ، ويسمي فاعل الجريمة "متهم" وحفاظا على نفسيته فإن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" لأن القانون يسعى للحفاظ على مجتمع سوي وان ارتكب البعض سلوكا سيئا يؤدب المسيء حتى يعالج مرضه ويعود مواطنا صالحا!
 
فكرة "الاجتثاث" فكرة "مكارثية" عنصرية مقيتة، وأقبح منها واشد وأقذر عنصرية هي فكرة "الادعاء" والتمييز الطبقي والعنصري في النسب، وهو ما يجب أن نجذر في نفوسنا حقيقة انتماءنا لآدم ونرفع شعار صعتر وحسب.
 
ومرة أخرى وألف، الحديث عن هذه القضية لا يكون بمقال عابر ولا منشور مستفز ولا اجتراح بطولات ولا زعامات، هو مرض يجب أن نعالجه بوسائل أعمق ودراسات وأبحاث ونقاشات، ننزع الألغام من طريق مستقبل بلادنا ومجتمعنا، ونعود بشرا أسوياء آدميين لا هاشميين ولا ساميين، آدميين فحسب، وللحديث بقية.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

حسين الصوفي