الصراع السلالي!
الجمعة, 17 مايو, 2019 - 11:14 مساءً
أثبت التاريخ أن الصراع السلالي قدر محتوم للمشروع الطائفي العنصري نظرا لغياب رؤية الدولة لديها فقد توارثت ثقافة الحكم الجيني المستمد من نظرية الكذب والخرافة وتلاعبت بمشاعر الناس من اجل السلطة والزعامة.
ويعتبر التاريخ السلالي مليء بالمآسي والحروب التي خاضها من أجل اشباع رغبته في التسلط على رقاب اليمنيين ولم يحمل لنا التاريخ اي انجاز حضاري لهذه السلالة المتعفنة سوى الحروب واراقة الدماء فقط لم يستقر اليمن ولن يستقر مادامت فكرة الحكم السلالي موجودة لأنهم لايؤمنون ألا بذواتهم ولا يقبلون ببعضهم، فقد أثبت التاريخ ان الصراع السلالي متواصل لأن كل واحد منهم يعتبر نفسه إمام وكلما توفرت له الفرصة انقلب احدهم على الآخر.
هكذا هم، وسيظلون مادام الشعب غافلا وضعيفا ومطية لأهدافهم المشبوهة وتصبح بيئة الجهل والتخلف هي البيئة الأنسب لحكمهم لأنهم لا يحملون اي رؤية تنموية ولا تعجبهم. هكذا هي عقليتهم يتعايشون مع ثقافة الكهف الظلامية وينشرون افكارهم منها واذا سنحت لهم الفرصة خرجوا كالجراد المنتشر واذا انكسروا عادوا كالفئران الى كهوفهم.
ولقد كانت ثورة 26 من سبتمبر هي الضربة الأقوى لهم وكانت هي الفرصة التاريخية للتخلص من الحكم السلالي بعد ان تحرر الشعب من الطغيان الكهنوتي، غير ان ثمة أخطاء وقع فيها الثوار كانت هي السبب في عودتهم من جديد وكان السبب الاكبر هو حصر الخطر الإمامي في أسرة بيت حميد الدين ونسيانهم ان الإمامة مشروع وليست عائلة لذلك عادت بصورة اشد خطرا واعظم فتكا وفجورا ..
ولكن رغم محاولتهم الاستفادة من اخطائهم وعدم تكرارها الا ان بوادر الصراع السلالي الداخلي بدأت تلوح في الأفق فقد كان المحطوري، هو احد الذين كانوا يعتبرون انفسهم الأحق بالحكم فالأقدمية الجينية الحسينية مقدمة على الحسنية وعليه فالمحطوري أولى من الحوثي ولذلك تمت تصفيته في وقت مبكر والآن هناك تنافس محموم بين أكابر هذه السلالة ممثلة بالمتوكل والشامي والحوثي فالثعلب يحيى الشامي عاكف على وضع السيناريوهات القادمة والاحداث المتسارعة هي من ستعجل بالصراع السلالي خاصة لو تعرضت ايران لهزة امريكية لإضعافها وقطع فكرة الهيمنة والاستحواذ في منطقة الشرق الاوسط.
هم يعرفون أن مشروعهم السلالي الى زوال وان الاحداث توحي بهزيمة هذا المشروع الذي لم يعد مقبولا لدى شعوب المنطقة والتي ذاقت ويلات هذا المشروع في صورة من الخراب والدمار الشامل، بالإضافة الى الفقر والتشرد والحرمان من ابسط حقوق الحياة الكريمة ممثلة بالتعليم وخدمات الصحة والماء والكهرباء ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فقد مارسوا كل انواع الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي تعتبر في القانون الدولي جرائم حرب من الاختطاف القسري والتعذيب النفسي والجسدي وتصفية المختطفين واقتحام المنازل وتفجيرها ونهب الممتلكات والاستيلاء على المؤسسات.
وتحولت شعوب المنطقة الى شلالات من دماء الأبرياء بسبب الفكر الخميني الصفوي الذي لا يؤمن بالتعايش السلمي المذهبي الفكري والسياسي.
يحيى الشامي هو الشخصية الأوفر حظا في رسم خارطة الصراع القادم حيث سيعمل جاهدا من اجل المحافظة على المشروع مقابل التضحية بأسرة الحوثي وتجريم هذه العائلة واعتبارها اسرة فارسية تلبست رداء الهاشمية وقادتها للجحيم ولمعركتها الخاسرة، نظرا لاتساع رقعة هذه الاسرة في السيطرة على مفاصل الحكم الإمامي وبسط نفوذها بشكل يثير مخاوف الثعلب الشامي والقط المتوكلي.
وهكذا التاريخ يعيد نفسه امام هذه السلالة البغيضة التي تعودت على الحكم في ظل الصراع ويظل الشعب هو الوقود الذي تذكي أواره هذه السلالة وهي تردد (الحجر من القاع والدم من راس القبيلي).
غير أن هذه الحرب التي تقودها العصابة الحوثية ومن لف لفها هي الأكثر خطرا على السلالة من حيث المشاركة والخسائر فقد قدمت الكثير من ابنائها وهذا هو الذي سيولد الصراع فيما بينهم فأسرة بيت الوشلي تعتبر من اكثر الأسر السلالية تضحية والأقل مكاسب ومناصب.
ولاشك أن الأيام القادمة ستكشف عن خبايا الصراع السلالي الداخلي وخاصة اذا انكسرت هذه العصابة، وانكشفت الخديعة الكبرى والكذبة التاريخية لمسمى آل البيت، وانقطع المد الايراني فستأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله.