صحفي وكاتب يمني
عندما تتاجر الأمم المتحدة بمأساة اليمن
الجمعة, 09 أغسطس, 2019 - 10:42 مساءً
نشرت وكالة اسيشيوتد برس الأمريكية تحقيقا صحفيا مدويا عن فساد المنظمات الأممية في اليمن خصوصا منظمة الصحة العالمية.
وأوضح التقرير الذي أعدته الصحفية ماجي ميشيل عن حالات فساد وإثراء غير مشروع وتوظيف أقارب وأشخاص غير أكفاء في وظائف عليا وبرواتب رفيعة.
كما أشار التقرير الى تواطؤ موظفين أممين مع أطراف الحرب في اليمن لتمرير صفقات مشبوهة والى تورط المنظمة في توفير سياراتها لقيادات حوثية استخدمتها في التنقل تحت شعار وحماية المنظمة.
التقرير يظهر فضيحة كبيرة في تعامل المنظمات مع القضية الإنسانية ومع مأساة اليمنيين واستغلال الوضع بطريقة بشعة والتفاهم مع الحوثيين من أجل توظيف شخصيات محسوبة عليهم، وضياع شحنات أو بيعها، وكذلك مقاييضة الحوثيين تأشيرات الدخول بصفقات مالية والتغطية على عمال المنظمة الفاسدين بمنع فرق التفتيش الأممية من الدخول الى اليمن.
ينوه التقرير الى خضوع المنظمات لصلف الحوثيين والتغطية عليهم. هذا على صعيد الجانب الانساني.
كانت في الشهور الماضية قد نهضت حملة يمنية تحت وسم #وين_الفلوس تطالب المنظمات العاملة في اليمن بالشفافية وإشهار تقاريرها المالية وتقارير الأداء إلا أن معظم المنظمات العاملة في اليمن والمنظمات الأممية تحديدا تعاملت مع الحملة باستخفاف شديد ونشرت ردودا لا تليق بمنظمات دولية يثق بها المجتمع الدولي وتستغل الحماية الدبلوماسية والمكانة المعنوية على هذا النحو.
التقرير قطرة في بحر. اذ ما تزال التحقيقات الداخلية في المنظمة جارية، لكن هذا التقرير المهني هو حصيلة ضمير صحفي محترم ونتيجة مباشرة وغير مباشرة لمبادرة شعبية يمنية ترفض الاتجار بمأساة اليمنيين والتعريض بوضعهم من أجل الكسب غير المشروع أو التلاعب بقضيتهم الأخلاقية واستغلال موقع المنظمات للاصطفاف لصالح طرف ما، خصوصا الحوثيين الذين يتعاملون بتمييز وعنصرية مع المجتمع إبتداء من شعارهم.
ستفضح الحرب في اليمن حقيقة العالم الزائف وادعاءات الانسانية لدى العديدين وسيزول يأس اليمنيين بالعدالة.
قد يسهم التقرير ومن وقبله الحملة في تقويم سلوك هذه المنظمات ليس في اليمن فحسب ، ولكن في العالم أجمع، ما يساعد في إعادة الاعتبار للقيم الانسانية ومبادئ منظمة الامم المتحدة ووكالتها.
ننتظر تطورات لاحقة لهذا التقرير تكشف حقيقة ما يعتمل في اليمن وكيف أن الحرب مكسب لكثيرين، لا يتمنون زوالها. كما ننتظر البعد السياسي لهذهً المنظمات ووقوفها ضد حق اليمنيين في بناء دولتهم وتحقيق عدالة انتقالية والإنتقال السياسي المنتظر.