الأخبار
- تصريحات وحوارات
في حوار خاص مع «العاصمة أونلاين».. اللواء عبدالغني جميل: العاصمة تتعرض للتجريف وهويتها في خطر ولا سلام مع الانقلابيين إلا بالحسم العسكري
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 09 أغسطس, 2017 - 04:07 مساءً
كشف وزير الدولة أمين العاصمة، اللواء عبد الغني حفظ الله جميل، عن تحركات غير مسبوقة بين أقطاب الانقلاب وقادتها للسيطرة على أراضي الدولة في العاصمة صنعاء وخصوصاً أراضي المحيط.
وقال اللواء جميل إن هذه الممارسات تأتي بهدف طائفي وبهدف تغيير ديموغرافي لتركيبة سكان العاصمة فهذه سياسة موحدة للميليشيات الطائفية كما يحصل في سوريا والعراق ولبنان.
وعن استعادة العاصمة صنعاء من قبضة مليشيا الانقلاب، قال أمين العاصمة إن السلام مع الانقلابيين لن يتحقق الا بالحسم العسكري واستمرار العملية العسكرية حتى اخضاع هذه العصابة واستعادة الدولة، فما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
موقع «العاصمة أونلاين» التقى اللواء عبدالغني جميل وأجرى معه الحوار التالي:
• حدثنا عن الوضع الحالي لأمانة العاصمة وكيف يعيش الناس في ظل سيطرة الميليشيات الانقلابية؟
أولاً نشكر موقع العاصمة اونلاين على اجراء الحوار في أول اطلالة له على بلاط الصحافة، ونتمنى للقائمين عليه بالتميز وتقديم الرسالة الاعلامية الصادقة، وبالعودة الى سؤالكم فالعاصمة صنعاء ربما أوضاعها لا تخفى على أحد، عاصمة الجمهورية اليمنية ترزح تحت احتلال الميلشيات المتمردة والمرتبطة بإيران وبالتالي فهي تعيش أسوأ اوضاعها منذ نكبة 21 سبتمبر، ومواطنوها الكرام يعانون الأمرين، جوع وأمراض وفقر مدقع.
رغم الانتشار المخيف لمرض الكوليرا في أوساط المواطنين بالعاصمة خصوصا والجمهورية عموما، الا ان الميليشيات منعت منظمات دولية لتقديم اغاثة المنكوبين ومكافحة مرض الكوليرا، واقدمت على بيع الأدوية التي قدمتها مراكز اغاثية عن طريق ميناء الحديدة، ولم تكتف عن المتاجرة بآلام الناس، بل استغلت انتشار هذا الوباء للمتاجرة السياسية والضغط على التحالف العربي لرفع الحصار عن مطار صنعاء ووقف التحركات العسكرية حول ميناء الحديدة.
الأمر الأخطر أن العاصمة صنعاء تتعرض للتجريف في هويتها وإبعادها عن محيطها العربي ويجري تطييفها لصالح "ميليشيات الحوثي" التي تعتنق المذهب الاثنى عشري، بدأت مشروعها التدميري بتهجير وملاحقة عشرات الآلاف من معارضيها وأحلت بدلاً عنهم سكان آخرين من أنصارها القادمون من محافظات صعده وعمران وذمار وغيرها، والسيطرة على المساجد والمدارس والجامعات والاعلام الرسمي والأهلي والمؤسسات الخيرية واستخدمت وسائل البطش والقهر والتنكيل بحق المناهضين لمشروعها، فالذي لم يتمكن من الفرار إلى خارج البلد او الى المحافظات المحررة وجد نفسه خلف القضبان ويمارس بحقه اشد انواع التعذيب والتنكيل من قبل هذه الميليشيات.
• ماذا عن نهب اراضي الدولة في العاصمة صنعاء وتوزيعها بين قادة الميليشيات الانقلابية؟
هذه تأتي في سياق التجريف الحاصل للعاصمة صنعاء، فهناك تسابق بين أقطاب الانقلاب وقادتها للسيطرة على اراضي الدولة بشكل غير مسبوق، فإذا كانت الميليشيات قد تعمدت نهب أراضي حزام واطراف العاصمة بإيعاز من ايران، فهي لهدف طائفي وتغيير ديموغرافي لتركيبة سكان العاصمة، وهذه سياسة موحدة للميليشيات الطائفية كما يحصل في سوريا والعراق ولبنان.
ورغم ذلك أجزم أن العاصمة صنعاء ستعود الى حضن الدولة في القريب القادم، ومسلسل العبث الذي يحصل في العاصمة سينتهي وسيُحاكم قادة الانقلاب على جرائمهم وتدميرهم لمؤسسات الدولة.
• كانت أمانة العاصمة أول محافظة استطاعت صرف رواتب موظفي التربية والتعليم بعد انقطاعها لأشهر، لماذا عادت للإنقطاع مرة أخرى؟
نعم أمانة العاصمة اول محافظة استلم موظفوها التربويون مرتباتهم بعد انقطاعها لأشهر، وكانت هذه الخطوة بمثابة "نافذة ضوء" لموظفي العاصمة، وجاءت بعد جهد وعمل شاق بذلناه، ونشكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والحكومة ممثلة برئيسها الدكتور احمد عبيد بن دغر على التعاون الدائم معنا، واما عن انقطاع الرواتب مرة أخرى فهذا الأمر عائد الى منع الميليشيات الانقلابية توريد موارد المؤسسات الإيرادية الخاضعة لسيطرتهم على البنك المركزي في محافظة عدن كما هو متفق عليه من قبل الأمم المتحدة، لكن وللأسف بدلاً من توريد اموال الشعب ومقدراته الى البنك المركزي حولته لصالح ما يسمى بـ"المجهود الحربي" واحتكرته للثراء والنهب وشراء العقارات وتشييد المؤسسات والشركات التي تمول مشروعهم التدميري.
• تملك الميليشيات الحوثية عشرات الاذاعات المحلية، لماذا عجزتم انتم عن انشاء اذاعة تخاطب المواطنين وسكان العاصمة؟
سأجيب عن سؤالك، لكن قبله سأطرح هذا السؤال: من أين حصلت ميليشيات الحوثي وصالح على هذه الامبراطورية في الاعلام المسموع في العاصمة صنعاء، الجواب ربما يعرفه الأغلبية وهو أن امتلاك الميليشيات لأكثر من 10 اذاعات محلية جاءت عن طريق السطو لإذاعات سابقة ونهب لممتلكات اذاعات أخرى كانت مملوكة لجهات وشخصيات مناهضة للانقلاب فراكمت امتلاكها للإذاعات وطوعتها لنشر معتقداتها والترويج لمشروعها.
نحن حريصون لامتلاك اذاعة محلية تخاطب جماهير وسكان العاصمة التي ترزح تحت احتلال الميليشيات الانقلابية، ونعتبرها من الأولويات، فدور الاعلام في تحرير العقول وتغيير الأفكار لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية لتحرير اليمن من عصابات الانقلاب والارهاب، وهذا ما نسعى إليه خلال الأشهر القادمة بالتنسيق مع وزارة الاعلام بإذن الله.
• قطعتم شوطاً في ملف معالجة جرحى الجيش الوطني من أبناء أمانة العاصمة، أين وصلتم في ذلك؟
موضوع استكمال علاج الجرحى قبل أن أوضح أين وصلنا في ذلك اريد أن أوجه رسالة شكر وامتنان لجرحانا الأبطال على ما بذلوه في معركة استعادة الوطن من المليشيات الانقلابية فقد قدموا دماءهم وهي اغلى ما يملكون.
ثانياً: لجنة الجرحى بأمانة العاصمة على جهودهم المبذولة في خدمة هؤلاء الأبطال وما لمسته من ترتيبات في عمل اللجنة أو الإجراءات التي يبذلوها في متابعة علاج الجرحى من عند وصولهم المستشفى إلى ان يتماثلوا للشفاء.
أثناء زيارتي السابقة لمحافظة مارب كان في مقدمة جدول الأعمال الاطلاع عن قرب على أوضاع الجرحى وعقدت لقاءً موسعا مع جرحى امانة العاصمة ووجهت لجنة الجرحى لمعالجة اي مشاكل تواجه الجرحى والتواصل معنا شخصيا عندما تواجههم اي صعوبات.
تم فرز الاخوة الجرحى الذين كانت حالاتهم تستدعي العلاج في الخارج ولم يتمكنوا من السفر عن طريق اللجنة الطبية وتم الترتيب لهم لاستكمال علاجهم في دولة مصر الشقيقة وتم تسفير عدد 33 جريح.
• حدثنا عن دور أبناء أمانة العاصمة في معركة التحرير؟
ابناء أمانة العاصمة المنضويين في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هم محور الارتكاز والأساس في عملية تحرير اليمن، حتى قبل سقوط العاصمة صنعاء كان لأحرارها موقف وقاموا بالتصدي للميليشيات وتمكنوا من الصمود اسبوع كامل بعتاد وامكانات بسيطة وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى دفاعاً عن عاصمة كل اليمنيين والدولة بقيادة فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي.
لا ينكر أدوار أبناء العاصمة صنعاء ودفاعهم عن شرعيتهم ودولتهم وأرضهم إلا جاحد، فدمائهم تروي الوطن وتتوزع جغرافيته الواسعة، في نهم وصرواح وميدي وتعز وغيرها، والوقائع خير شاهدة على ذلك.
كيف تتوقع دخولكم العاصمة صنعاء سلماً أم حرباً؟
عملية تحرير الوطن من الميليشيات مستمرة، والجيش الوطني بإسناد من التحالف العربي يحققون انتصارات وتقدم على الأرض، وباتوا الآن اكثر تماسكاً واستعداداً لإنجاز النصر واستعادة الدولة، ورغم توافر فرص سانحة للانقلابيين منحت من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي منذ عامين والدخول في ثلاث جولات تفاوضية إلا أنها لم تبدي أي رغبتها لتحقيق السلام المتمثل بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يقضي بتسليم الاسلحة والانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة.
بعد هذه المعطيات لن يحقق السلام ويفرض الا بالحسم العسكري واستمرار العملية العسكرية حتى اخضاع هذه العصابة واستعادة الدولة، وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
رسالة تود تقديمها لأبناء العاصمة صنعاء؟
أنتم مفتاح النصر واكثر من عاش غمار التجربة في ظل وجود همجية وغوغائية ميليشيات الانقلاب وتسلطها ونهبها لحقوقكم وظلمها المجحف لكم، نحن نعرف كم انتم تواقون الى العيش في كنف القانون والدولة والحرية وانكم تنتظرون وصول قوات الشرعية لتشاركوها التحرير، نقول لكم: مهما طال الانتظار وزاد بطش الظالمين فإن يوم الحرية المنشود قادم بإذن الله.