الأخبار
- تصريحات وحوارات
مع ترقب للحظات الإفراج عنه.. (العاصمة أونلاين) يزور والدة الصحفي المختطف توفيق المنصوري
العاصمة أونلاين/أمة الغفور السريحي
الاربعاء, 12 أبريل, 2023 - 01:33 صباحاً
- فرحتي لا تسعني وأترقب خروجه بفارغ الصبر
- ثمان سنوات على اختطافه وكأنها عمري كله
- لم نسمع عنه أي خبر منذ عيد الأضحى الماضي ولا نعرف شيئاً عن صحته
- غيابه أخذ من روحي، ومن الصعب نسيان ما عانيت ومررت به
- الإعلام والمنظمات وزملاؤه لم يقصروا معنا ومع توفيق وبقية الصحفيين
"فرحتي لا تسعني، وأترقب خروج ولدي بفارغ الصبر".. بهذه الكلمات بادرتنا أم الصحفي المختطف في سجون مليشيا الحوثي توفيق المنصوري الحديث، وهي تطل علينا بوجهها البشوش، وحضورها المهيب، وتحكي تجاعيد وتفاصيل وجهها مسيرة طويلة من النضال والتشبث بالأمل.
ما يزعزع فرحة أم توفيق، هو خوفها من عدم التزام مليشيا الحوثي بتنفيذ الاتفاق والإفراج عن ولدها ورفاقه الصحفيين المختطفين، فتجاربها مع الحوثيين عديدة ومريرة.
واختطفت مليشيا الحوثي الصحفي توفيق المنصوري، في يونيو 2015 مع تسعة من زملائه، أفرجت عن خمسة منهم في صفقة تبادل الأسرى والمختطفين الأولى، في أكتوبر 2020، وأبقت الصحفيين توفيق المنصوري، وعبدالخالق عمران، وحارث حميد، وأكرم الوليدي، وأصدرت بحقهم أوامر إعدام عبر محاكمها في صنعاء.
خلال المشاورات الأخيرة التي جرت في جنيف برعاية الأمم المتحدة، تمكن الفريق الحكومي من إدراج أسماء الصحفيين الأربعة في كشوفات صفقة التبادل، من خلال الإفراج عن أسرى حرب المليشيات لدى الشرعية مقابل الإفراج عن هؤلاء الصحفيين الذين اختطفتهم مليشيا الحوثي من مقار أعمالهم. وبالرغم من ذلك إلا أن تحرير الصحفيين المختطفين أسعد الأسرة الصحفية بشكل عام، وأهالي الصحفيين بشكل خاص.
ولتوثيق مشاعر أسرة الصحفي المنصوري، وهي تتابع إجراءات تنفيذ صفقة التبادل بين الحكومة الشرعية والمليشيا الحوثية، زارت محررة "العاصمة أونلاين" أسرة الصحفي المنصوري، وأجرت لقاءً مع أم توفيق وهي على بعد خطوة من عناق واحتضان توفيق مجدداً، توفيق المغيّب عنها منذ ثماني سنوات.
ترقب وخوف
بحديث شجي مليء بالوجع والحزن والأمل، تقول أم توفيق إنها تابعت المفاوضات الأخيرة التي أفضت إلى صفقة التبادل بما في ذلك الصحفيين، مضيفة، "دعواتي لا تنقطع لكنني متوجسة ومترقبة وإن شاء الله قريب يخرج ولدي ويكون العيد عيدين".
شاركت أم توفيق، في عشرات الوقفات الاحتجاجية المطالبة بالإفراج عن توفيق والصحفيين المختطفين، وعن أمنيتها الأخيرة تقول "أني يا بنتي تعبت، لم أعد أتمنى من الدنيا غير أن أرى ابني بخير في وصحة وعافية".
ومع حلول رمضان في كل عام يرتفع منسوب الأمل لدى أم توفيق تقول عن ذلك "كل ما يأتي رمضان أقول إن شاء الله رمضان هذا وابني توفيق بيننا يأتي العيد أقول العيد هذه توفيق بيننا".
معاناة وأمراض
إضافة إلى معاناتها جراء النزوح تواجه أم توفيق أمراضاً مزمنة جراء تغييب ولدها موضحة في حديثها، "بعد اختطاف ابني صحتي لم تعد تتحمل الكثير"، وعن وضع توفيق الصحي، تقول " من بعد عيد الأضحى لم نسمع عن توفيق أي خبر، لا أعرف كيف صحته". وتضيف بصوت مبحوح مليء بالوجع والألم: "وصلتنا أخبار أنه تعرض لتعذيب وكسرت جمجمته ومنعوا عنه الدواء أو اسعافه".
وقالت "ابني كان بخير لا يعاني من أي أمراض، وصحته كانت جيدة، وبعد دخوله السجن أصبح يعاني من أمراض مزمنة، ويُمنع عنه الدواء، والفترة الأخيرة لم اسمع عنه شيء".
عمر كامل
تصف أم الصحفي توفيق المنصوري السنوات الثمان التي مرّت عليها "وتوفيق مختطف في سجون الحوثيين، "وكأنها عمري كله"، وتواصل "غيابه أخذ من روحي، ومن الصعب نسيان ما عانيت ومررت به وهو مغيب في سجون الحوثي، مرت بي ليالي وأنا أفكر في وضعه كيف صحته كيف أكله وشربه".
وعن أصعب المواقف التي عاشتها تقول: "مرت علينا مواقف صعبه، إلا أن أصعبها حكم الإعدام، والده لم يتحمل الخبر، عانى وتوفي وهو مقهور عند سماعه إصدار حكم الإعدام على توفيق، بسبب الكمد والقهر، وغادر الحياة وهو يتمنى أن يكحل عينية برؤية توفيق".
وتضيف "ابني مختطف بدون ذنب أو جريمة.. ابني صحفي لم يحمل السلاح يوماً، وتتسأل أم توفيق "هل كانت الصحافة جريمة يُعاقب عليها بالإعدام".
وعن الأعياد والمناسبات الدينية تؤكد بأنها تذكّرها بولدها وتعيشها فرحتها ناقصة "صعب إنك تعيشي الفرحة وولدك مختطف لا تعلمي عن حاله شيء، كل مناسبة تذكرني بولدي".
شعور الأم
إلى ذلك واصلت أم توفيق حديثها والعبرة تخنقها عن إحساسها باللحظات الحرجة التي يمر بها ولدها في سجون مليشيا الحوثية قائلة "أشعر بولدي إذا حصل له شيء، يكون عندي إحساس أن ابني يعاني أو يُعذب".
ومن هذه المواقف تذكر:" أذكر يوم كنت أشعر باختناق وضيق بصدري، قلت لأولادي توفيق حصل معه شيء، ابني مش بخير قلبي يحرقني، كانوا يطمئنوني أنه بخير وما حصل له شيء وأنه يتهيأ لي، لكن قلبي يقول ابني حدث له شيء، بعد فترة عرفنا أنهم عذبوه بوحشية وكسرو جمجمته".
معاناة الأولاد
لم يكن أبناء الصحفي توفيق المنصوري، بعيداً عن معاناة الأسرة في ظل استمرار اختطاف والدهم للسنة الثامنة على التوالي، تقول أم توفيق، "مع كل مناسبة تأتي تكون فرحتهم ناقصة، يتمنون لو كان أبوهم بينهم حتى يعيشوا فرحتهم كاملة خصوصاً مناسبات نجاحهم وتفوقهم".
وتضيف "أولاد توفيق من المتفوقين والمجتهدين ويحصلوا على المراكز الأولى في المدرسة، ويفاخروا بوالدهم ورافعين رؤوسنا، الله يرضى عليهم، ونحن في البيت ما نبين حزننا على توفيق حتى لا يؤثر على حالتهم النفسية".
ومن المواقف الصعبة تقول: "زرت توفيق في سجن قبل ثلاث سنوات وأخذت معي ابنته الصغيرة، ولم تتعرف على والدها، كانت أول مرة تشوف أبوها، تمسّكت به، ورفضت تركه، وقالت أنا أجلس مع أبي". وقال لها أنا قريب أخرج أرجعي للبيت، لكنها قالت خلاص أجلس معك لما تخرج، كان موقفاً صعباً لنا جميعاً".
موقف مشكور
عبرت أم الصحفي توفيق، عن امتنانها لزملاء توفيق وللمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام لتضامنهم مع قضية الصحفيين "الإعلام والمنظمات لم يقصروا معنا، رفعوا صوتنا، وقضية الصحفيين ومن ضمنهم توفيق.. كلا بذل جهده، وزملائه ما قصروا معنا بارك الله فيهم"".
وعن موقف الحكومة الشرعية، تقول إن "تعاونهم ضعيف ولا يذكر"، وفي ختام حديثها، وجهت أم توفيق، رسالة للحوثيين قائلة: "يكفي ثمان سنوات وتوفيق مختطف يعاني في سجونكم، يكفي ثمان سنوات راحت من عمر ابني، يكفي حرمان وظلم. ابني بريء من التهم الكيدية والملفقة. ابني مسالم ومحبوب من قبل الجميع".