الأخبار
- تصريحات وحوارات
الجرادي: حزب الإصلاح هو حائط الصد ضد الإنقلاب والتمرد في اليمن (حوار)
العاصمة أونلاين - صنعاء
الخميس, 03 مايو, 2018 - 12:21 صباحاً
أكد رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي، أن حزب الإصلاح اليوم هو الرافعة السياسية والعمود الوطني في الحياة الاجتماعية والسياسية في اليمن، وحائط الصد ضد الانقلاب والتمرد في اليمن.
جاء ذلك خلال حوار أجراه الإعلامي والمذيع اليمني عارف الصرمي لبرنامج "ما وراء السياسة" الذي بثته "قناة يمن شباب" مساء اليوم، تحدث فيه الجرادي، عن المستجدات السياسية اليمنية وأدوار حزب التجمع اليمني للإصلاح وموقفه من قضايا وأحداث مختلفة تشهدها الساحة اليمنية في الوقت الراهن.
وأبدى رئيس إعلامية الإصلاح، ترحيبه بأي تحالفات داخلية او اقليمية في إطار الشرعية اليمنية والمشروع الوطني.
وأشار الجرادي، خلال الحوار، إلى أن المملكة العربية السعودية تقدم كافة أشكال الدعم لليمن وللسلطة الشرعية والى جانبها الامارات العربية المتحدة التي تسهم بشكل فعال في إدارة التحالف العربي.
وأوضح أن إطالة الحرب يزيد من المآسي اليمنية، ويضاعف حالات الفقر والتشرد، وقال إن تحتاج الى المؤتمر الشعبي العام كقوة سياسية لديها تجربة ولديها عدد من العقلاء الذين شاركوا في تحولات سياسية كبيرة في البلد.
"العاصمة أونلاين" يعيد نشر نص الحوار كاملاً
- أستاذ علي أين هو حزب الإصلاح اليوم من كل ما يجري في اليمن بعد ثلاثة أعوام من الحرب؟
- الإصلاح اليوم هو الرافعة السياسية والعمود الوطني في الحياة الاجتماعية والسياسية في اليمن، الإصلاح اليوم هو حائط الصد ضد الانقلاب والتمرد في اليمن، الإصلاح هو تعبير اجتماعي عن هوية المجتمع اليمني العربي الذي نأمل أن يكون اليمن حجر الزاوية للاستقرار الاقليمي والعالمي، اليمن اليوم تتطلع لإنهاء الانقلاب بوجود كل القوى السياسية والاجتماعية المشاركة في دحر الانقلاب وبوجود التحالف العربي الذي قطع شوطاً كبيراً في سبيل الوصول إلى الاهداف النهائية وهي عودة الدولة اليمنية.
- أستاذ علي.. هناك لغط حول مواقف حزب الاصلاح أنها غير واضحة، أنتم لا تتحدثون في الاعلام، لديكم رعب أن الجميع يريد رأسكم، فما هو موقف الإصلاح من جماعة الحوثيين ومن هذا الانقلاب ومن التحالف مع دول الخليج؟
- موقف حزب الإصلاح من الانقلاب والتمرد واضح من أول يوم فهو الحزب الوحيد تقريبا الذي اصدر بيانا ترحيبيا بالتحالف العربي لدحر المتمرد، التجمع اليمني للإصلاح يقدم الكثير من التضحيات في السجون والمعتقلات والتهجير الذي تعرض له أعضاءه، وكذا من خلال انخراط محبي الحزب وانصاره في الجيش الوطني كما هي بقية القوى الاجتماعية في اليمن، ويقدم الكثير في هذا الباب.
الإصلاح اليوم هو ايضا مع الكثير من القوى السياسية والاجتماعية يشكلون الغطاء السياسي والاجتماعي للشرعية اليمنية، الاصلاح اليوم يقاوم هذا الانقلاب بكل ما اوتي من قوة في المجال السياسي والثقافي والاعلامي، ويقدم تضحيات كبيرة.. لدينا عدد من الصحفيين المعتقلين ولدينا شهداء اعلاميين. الإصلاح اليوم كما قلت حائط الصد مع بقية القوى السياسية والاجتماعية في وجه التمرد والانقلاب ونحقق بفضل الله وبفضل التحالف العربي خطوات كبيرة، ونحن اليوم على مشارف صنعاء ويكاد يكون الانقلاب في اللحظات الأخيرة، اليوم المسافة بين ميدي وحيس وبينهما الحديدة على وشك الإقفال، وبإقفال هذا الشريط الساحلي سيتم قطع مجرى التنفس الأخير للانقلاب، بالنسبة للتحالف وموقفنا منه، فنحن نعتبر أنفسنا حلفاء لأشقائنا في المحيط العربي وللتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات الشقيقة ومصر والسودان وبقية الدول المشاركة في التحالف العربي، فاليمن هو جزء أصيل في المحيط العربي وهو أيضا بموقعه الاستراتيجي يمثل أهمية بالغة لدول الجوار.
- أنتم في حزب الاصلاح كنت مع توليفة احزاب المشترك شركاء في المرحلة الانتقالية التي اخرجت علي عبدالله صالح من السلطة وسلمتها للرئيس هادي، استلمتم مع النظام مع الحكومة دولة وشعب وثورة وفشلت جميعا، هذا الفشل قادنا إلى هذا الحرب، الا تعتقد أن الاصلاح شريك بكل الفشل الذي عاشه اليمن؟
- حزب الاصلاح كان شريكاً في السلطة شراكة محدودة بمقدار اربعة وزراء مع بقية احزاب المشترك والمؤتمر الشعبي، وبالمناسبة كان المؤتمر الشعبي العام يمتلك نصف الحكومة وبقية مفاصل السلطة جميعا، وبالمناسبة كنّا بعد انقلاب 21 سبتمبر 2014 في لقاء مع قيادة المؤتمر الشعبي العام وقلت لهم إن انقلاب مليشيا الحوثي -الذي قاموا بدعمه لوجستيا- هو بالأساس كان انقلاب على المؤتمر الشعبي العام الذي كان لا يزال حاكما، واليوم نحن حلفاء مع المؤتمر الشعبي العام في اطار الشرعية اليمنية لدحر الانقلاب، وعلى كل حال لم يكن الفشل بمعنى الفشل، فقد يكون هناك فشل يمني بشكل عام تتحمل الاحزاب اليمنية جزء من هذا الفشل لأنها لم تقم بدور حقيقي إزاء العملية الانتقالية، كما أن السلطة لم يتم نقلها نقل حقيقي للرئيس هادي، وكان يقول بنفسه أنه استلم علم بدون جيش.
- من سيقبل هذه التبريرات؟
- يقبلها واقع اليوم..
- واقع اليوم يقول أن اليمنيين تمنوا عليكم جميعاً أحزاب ورئاسة بأن تكونوا طوق النجاة وأن نكون شعب مثل بقية شعوب العالم وننعم بمجتمع ودولة من سيغفر لكم هذه الخطيئة؟
- الأحزاب السياسية هي نتاج المجتمعات أيا كانت هذه المجتمعات وبالتالي فإن الفشل في أي مرحلة من مراحل التحولات السياسية والانتقالية هو تعبير اجتماعي، وليس مناط بالأحزاب السياسية، فهذه الاحزاب والنخب هي نتاج للمجتمعات، وحتى انقلاب الحوثي هو تعبير عن خيبتنا كيمنيين او هو الجزء المظلم من حياتنا بمعنى فشل الدولة الوطنية وفشل مشروع الجمهورية وفشل اقامة الدولة، كل هذا الفشل أوجد فراغا سمح بنشوء مثل هذا الانقلاب وانتشار مثل هذه الافكار العرقية والعنصرية التي تعود بنا الى
ما قبل مرحلة التاريخ والدولة، فنحن إذا تحدثنا عن الفشل والنجاح يجب ان نتحدث عنه في سياق مسؤولية المجتمع بكل هذه الاطياف كأحزاب ونقابات ومنظمات.
إنهاء الانقلاب في اليمن هدف استراتيجي للخليج
- استاذ علي.. كل المخاوف سواء من دول الخليج او الغرب بأن الاصلاح ربما غير مرغوب به ليكون هو من يحصد النتائج واذا ما انتهت الحرب فان هناك مخاوف ان الأمور في تعز او غيرها ستؤول الى حزب الاصلاح، هل يتحمل الاصلاح مسؤولية طول أمد الحرب لأن العالم يقلق ولا يريد للإصلاح ان يقود اليمن؟
- أولاً التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات لديهم كل الجدية في إنهاء الانقلاب لان هناك شعور أو إدراك لا يخفى على أحد بأن عدم هزيمة الانقلاب في اليمن سيكون له نتائج وخيمة على مستوى الجزيرة العربية والخليج، فإنهاء الانقلاب في اليمن هو هدف استراتيجي للخليج ومن اجل الاستقرار في المنطقة والعالم، بالنسبة للإصلاح لديه تجربة محدودة في تحالفات سياسية في الحكم والسلطة والمعارضة خاض خمسة انتخابات برلمانية ومحلية ورئاسية لديه تجربة سياسية واسعة كانت يمتلك كتلة برلمانية كبيرة لديه امتداد افقي اجتماعي نقابي فئوي، فبالتالي هذا الحزب يدرك مصالح اليمنيين جميعا ومصالح اليمن ولدينا تجربة سياسية وديمقراطية.
اليمن لا يتحمل الحكم الفردي والمستبد
- يدرك مصالح اليمن بمعنى هل ستختفون من الحياة السياسية؟
- الاصلاح هو تعبير اجتماعي عن شريحة واسعة من اليمنيين ومستحيل ان يختفي اي تعبير اجتماعي أياً كان سواء الاصلاح او غير الاصلاح، السياق الاجتماعي في اي مجتمع لا يمكن طمسه بقرار سياسي، نحن ندرك اننا في مرحلة انتقالية فبالتالي لا يمكن لأي قوى سياسية ان تستفرد باليمن ليس فقط بالحكم وانما بالإدارة، بمعنى أن اليمن في المرحلة الانتقالية القائمة والتي تليها لسنوات طويلة يحتاج الى ديمقراطية ليست حتى العددية ولكن قد يحتاج الى ديمقراطية توافقية وتشاركية ولدينا بهذا الصدد عدد من المبادرات بشأن الديمقراطية التوافقية في ادارة المرحلة القادمة، اليمن لا يتحمل على الاطلاق اي نوع من انواع الانفراد سواء كانت دكتاتورية او عنصرية او حتى ديكتاتورية حزب او انفراد حزب بأي شكل من الاشكال.
اليمن تاريخيا لم يقبل هذا التفرد، 2011 كان نتيجة التفرد الذي دفع اليمنين لإزاحة نظام يتسم بالديكتاتورية ومحاولة الشمولية في العمل السياسي، هذه التجربة اليمنية حاضرة لدى الأحزاب والقوى السياسية ومنها التجمع المني للإصلاح، وبالتالي نحن نقول بأن اليمن بحاجة لإدارة توافقية لهذه المرحلة والتي تليها بما يوافق مصلحة اليمن ومصلحة جيرانه.
- فيما يتعلق بالتحالف الذي تقوده المملكة ومعها الإمارات، لا يبدوا أنكم حلفاء للسعودية فيما يبدوا أنكم خصوم الإمارات؟
- أولاً لا نعتقد أننا خصوم لأحد ولم يسبق لنا أن وجهنا رسالة فيها خصومه، بل على العكس نحن نرحب بأي تحالفات داخلية او اقليمية في إطار الشرعية اليمنية وفي إطار المشروع الوطني، المملكة العربية السعودية تقدم كافة أشكال الدعم لليمن وللسلطة الشرعية اليمنية، الامارات العربية المتحدة تسهم بشكل فعال في إدارة التحالف العربي، هناك بعض الملاحظات على أداء الامارات من ضمنها على سبيل المثال عدم تمكين السلطة الشرعية من ممارسة سيادتها وسلطاتها على الأرض او تقديم الدعم لأجهزة عسكرية خارج اطار السلطة الشرعية كما اشار اليها التقرير الاممي.
- تقصد دعم الحزام الأمني او النخبة الشبوانية او طارق بالمخا؟
- الامارات العربية المتحدة دورها فاعل في اطار التحالف العربي، هناك بعض الملاحظات ذكرها حتى تقرير لجنة الخبراء، وقالها أكثر من مسؤول يمني، وبالتالي هذا الموضوع قد يخضع لنقاش مع الدبلوماسية اليمنية، والرئيس شخصيا قد يقوم بهذا الدور وأعتقد ان هناك مساعي حاليا بأن تطرح هذه المواضيع فوق الطاولة، ويحصل فيها نقاش، في اطار المصلحة اليمنية ومصلحة الجيران واستقرار المنطقة واي حرب بهذه الضخامة وبهذه التكلفة وبهذه الشمولية القائمة اليوم لا بد أن يحصل فيها نوع من الأخطاء وعلى الحلفاء ان يناقشوا هذه الأخطاء، وليس هناك ما يعيب أن يكون هناك خطأ سواء صدر من طرف اقليمي أو محلي ويمكن تجاوز هذه المسألة بسهولة.
- وهل حزب الاصلاح أيضا حليف للمملكة وقيادته موجودة في الرياض.. يا سيدي لم نرى ثمرة لهذا التحالف؟ يعني كما يقال نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً؟
- إذا كنت تقصد أن الاصلاح يقيم تحالفات منفردة فنحن لا نقوم بتحالفات منفردة، نحن نقدر ونثمن للمملكة العربية السعودية وقوفها مع الشرعية اليمنية بكل مكوناتها من رئيس وحكومة وأحزاب وطنية وقوى مشاركة في الشرعية، ونحن تعتبر ذلك تحالفا ونقدر هذه الخطوة تقدير كبير جداً وهذا الجهد، لا نعتبر أنفسنا منفردين خارج سياق الشرعية اليمنية في أي أداء سياسي.
جزء من المقاومة والعمل السياسي
- حزب الاصلاح.. هل انتم المقاومة اليمنية المساندة للجيش؟
- لا.. لسنا المقاومة.. نحن جزء من المقاومة، نحن جزء من العمل السياسي، نحن جزء من إسناد المشروعية والشرعية اليمنية، أن يدعي اي حزب أيا كان أو تكتل وطني أو أي مؤسسة انها هي الفعل المقاوم وانها الفعل الذي يتصدى الانقلاب فهذا خطأ كبير، لا نريد ان نميز انفسنا عن شركائنا الوطنيين او السياسيين بأي فعل او صيغة وإن كنّا نعتقد ان لدينا مساهمات قد تكون اكبر من الآخرين ولكن بفعل الحجم وليس بفعل أننا اكثر تضحية من الآخرين، الآخرون يقدمون تضحيات ولكن بأحجامهم.
- هل حزب الاصلاح رأس مال للشرعية اليمنية وللتحالف العربي في مواجهة جماعة الحوثيين وفي دعم واسناد الحياة السياسية اليمنية؟ ام ان حزب الاصلاح هو العبء على التحالف الذي لا يريد الاصلاح! وهو عبء على اليمن واليمنيين لأنه حزب تحيط به الخصومات من كل جانب؟
- ليس صحيحاً نحن نحاط بكثير من الأنصار والمحبين في الداخل والاقليم فلماذا هذا التصوير بأن لدينا هذه الخصومات، اليوم التجمع اليمني للاصلاح كحزب سياسي وكل الأحزاب اليمنية الاشتراكي والناصري والبعث والعدالة والبناء وكل القوى السياسية الموجودة هي ضرورة للحياة اليمنية، الدولة الحديثة اليوم تقوم على التعددية السياسية والحريات والنقابات والمنظمات، وسقوط مثل هذه الدعائم الرئيسية لقيام الدولة هو سقوط للدولة والعودة الى مرحلة ما قبل الدولة وهي مرحلة العصابات والمليشيا التي تنشأ عنها قوى تطرف وارهاب، وبالتالي أتمنى ان لا ننساق في قضية تجريم الحياة السياسية كما كان في الفترة الماضية.
- هل لديكم مجسات تشعرون بحجم التحدي الذي يحيط بكم.. حجم القلق الموجود من دول التحالف حولكم.. حجم المخاوف الموجود من الغربيين والامريكيين.. حجم المشكلة لدى الشعب اليمني والحكومة أنكم ستكونون بكل هذا العبء كما قد يفهم البعض؟
- لا نشعر بالمخاوف التي تشعر بها في سؤالك وفي طبيعة تفاعلك مع السؤال، لا يوجد لدينا هذا الشعور.. اليوم قلقنا هو تجاه البلد، بلدنا كلكل اليمن الاتحادي الفدرالي، يمن التعددية السياسية، اليمن الذي نود ان يكون آمنا ومستقرا يمثل مصدر أمان للأشقاء والعالم، لا يوجد لدينا هذه المخاوف، مخاوفنا اليوم هي مركزة على بلدنا، نريد ان نستعيد الدولة ونستعيد وطننا بما فيها النظام الجمهوري والتعددية السياسية، مصير الإصلاح سيقرره اليمنيون كما يقرر اي شعب مصير اي حزب او منظمة او تكتل السياسي، وأقول لا داعي للخوف.. هناك احيانا نوع من الفوبيا تصنع امام الاحزاب وهذه قضية خطيرة لان نتائجها هي السماح بنشوء العصابات والمليشيا، اليوم يفترض ان نكون عامل مساعد ايجابي في نمو الاحزاب وتطورها، على سبيل المثال الان ما يحدث في العراق.
المجتمع العربي والدول العربية تبحث عن هوية عربية، هذه الهوية العربية اليوم تمثله الاحزاب السياسية اليمنية بعمقها السياسي والوطني، لماذا نحاول أن نكسر مثل هذه الاعمدة الرئيسية؟، وبالتالي ستنشأ حالات لن يستفيد منها إلا المد الإيراني في الوطن العربي، ونحن نلاحظ الذراع الإيراني التي تنمو في أكثر من دولة في الوطن العربي، هذا نتيجة فعل سياسيات كانت قصيرة النظر، لم ترق الى مستوى التحديات الوجودية والمصالح الاستراتيجية التي تمثلها اليوم وجود هذه الرافعات السياسية في المجتمعات العربية.
- هل تعتقد أن جماعة الحوثيين في طريقها لأن تكون شريكة للشعب اليمني او أنها جماعة ولدت بالسلاح وتتنفس بالدم ولن تعيش بغير السلاح؟
- جماعة الحوثي للأسف خاضت خصومات شديدة، ليست خصومات عسكرية فحسب بل اسقطت الدولة، واليوم خصومتها شديدة وفِي كثير من الملفات على سبيل المثال ملف المعتقلين، ملف الوفاة تحت التعذيب، ملف التهجير، ملف تفجير المنازل والمدارس، ملف تغييب الخصوم وآخرها مقتل الرئيس صالح، كل هذه الخصومات اليوم لا اعتقد ان المجتمع اليمني وحتى ولو كان هناك عملية سياسية، اتصور ان هذا العبء الشامل الذي ارتكبته مليشيا الحوثي سيكون من الصعب عليها ان تعيش حياة سياسية طبيعية حتى أن الصراع وصل اليوم الى داخل جماعة الحوثي.
تصفيات داخلية داخل صفوف الحوثي
- هل تصدق هذا الأمر أن هناك صراع داخل جماعة الحوثي؟
- لسبب بسيط ليس تكهنات ولا رجما بالغيب، ولكن اقول ان المنهجية التي قامت عليها مليشيا الحوثي وهي منهجية عنصرية سلالية ترتكز على اسرة معينة هذه المنهجية تنبت حالة التفتت وعلى سبيل المثال، حالة الصماد.. الصماد مثل حالة سياسية واتصالات بالآخرين وهو من خارج الاسرة وبالتالي هذا الشخص بدأ ينمو ويشبك ولا تستبعد ان يكون هناك تصفيات داخلية، لماذا؟ لانهم يؤمنون بأن هذه العائلة هي التي تتملك الاحقية في الحكم والعلم، وبالتالي هذه المنهجية هي التي يقوم عليها مبدأ التصفيات والإقصاء للآخر، لذلك ستلاحظ ان التعيينات والمشرفين وان القيادات الوسطية والعليا هي من تلك الاسرة او من التي تدين للأسرة بالولاء.
- منذ جاء الانقلاب كان هناك انطباع ان الهدف من هذا الانقلاب هو ضرب جماعة الاصلاح واستئصالها من الحياة السياسية اليمنية وتدمير الفرقة الاولى مدرع والإنتهاء من علي محسن قائدها؟
- قد يكون هذا هدف جزئي لكن الهدف الكبير هو انهاء الحياة السياسية، العائلات السلالية العنصرية الكهنوتية لا تروق لها الحياة السياسية ولا التعددية ولا الحريات، بدليل أن كل الصحفيين مشردين او في السجون وكل الاحزاب ايضا تم تصفية العمل بها ومضايقتها وكذلك الجمعيات والنقابات، قلت لك سابقا ان هذه المنهجية لا تسمح بأي حياة سياسية وان كان هناك شعار القضاء على الاصلاح لكن في حقيقة الامر كان الهدف معروف ومعلن هو التحكم بالدولة اليمنية واختطافها وانهاء الحياة السياسية والعودة الى حكم الاسرة السلالية.
- في تلك المرحلة طلب من حزب الاصلاح ان يحمل السلاح ويقاتل الحوثيين ويمنع هذا الانقلاب.. كما لو أن الاصلاح فهم ان مجرد ان يقبل الدعوة ويحمل السلاح فهو طعم كبير؟
- باختصار شديد اي اقتتال خارج نطاق الدولة اليمنية والمشروعية الدستورية والقانونية هو عبارة عن اقتتال أهلي سواء كان طائفي او مذهبي او جغرافي او حتى سياسي، نحن لا نقبل ان نكون في هذا المربع او الدور، نحن حزب سياسي يمني.
- ألستم ضمن المقاومة؟
- نحن الان في إطار الشرعية الدستورية القانونية التي يؤيدها اليوم المحيط الاقليمي والدولي ولدينا قرارات دولية 2216، ورفضنا ان نكون اداة لحرب اهلية او مذهبية او مناطقية ولكن اليوم في اطار الشرعية المحلية والدولية نحن نقبل ان نكون جزء من هذه القوى التي تقارع التمرد والانقلاب.
- كان حزب الاصلاح يكاد يكون قائد احزاب المشترك في اليمن.؟ اين هو هذا المشترك واين تبخر؟
- انت تعرف أن الحرب هي اجتثت الدولة اليمنية وهذه الدولة اليمنية بكل مكوناتها الحزبية تعرضت الى نوع من التجريف لكن اليوم هناك مشروع سياسي للقاء المشترك وعدد من الاحزاب اليمنية الموالية للشرعية وتم الانتهاء من الاطار النظري وان شاء الله يعلن عما قريب.
علاقاتنا مع الأحزاب جيدة
- هل علاقة حزب الاصلاح بالأحزاب اليمنية في زمن الحرب لا تزال علاقة بخير وعافية، ام اننا نسمع ان الأحزاب تتآمر عليكم او تبيعكم في هذا الزمن؟
- اعتقد ان العلاقة جيدة وفي طريقها لأن تكون أكثر من جيدة..
- ما الدليل على ذلك؟
- هناك لقاءات متعددة وهناك ميثاق عمل سياسي وسيعلن قريبا، لكن ظروف الحرب لها انعكاسات نفسية حتى على المجتمع اليمني ككل، وكثير من الراصدين والباحثين والصحفيين يأخذون انطباعات كثيرة من مواقع التواصل الاجتماعي اكثر منها من مواقف الأحزاب اليمنية، ولعلك لاحظت او قرأت كثير من البيانات التي تم اصدارها سواء من تعز أو عدن أو الرياض لكل القوى السياسية سواء اللقاء المشترك او القوى المساندة للشرعية، حتى وان كانت هذه العلاقة تعرضت لبعض الفتور أثناء الحرب لكن تستعيد عافيتها في اطار التوافق الوطني والرؤية الوطنية.
نحن مع السلام المستدام ونزع بذور أي احتراب قادم
- هناك في الحقيقة تساؤلات مصدرها تسريبات.. هذه التسريبات تقول إن هناك حوار سري بين الاصلاح والحوثيين في اسطنبول ما حقيقة الأمر؟
- حوارنا مع جماعة الحوثي في الجبهات وفي المعتقلات، نحن لم نتعرض من قبل لما تعرضنا له اليوم من جماعة الحوثي في كل المجالات، واستغرب ان يأتي هذا السؤال منك وانت السياسي والصحفي الحصيف!
كيف يقال ان احزاب الشرعية التي تقاوم الانقلاب والتمرد السوم تتحاور مع الحوثي؟، الأمر غير صحيح على الاطلاق، نحن مع السلام المستدام والدائم الذي ينزع بذور اي احتراب قادم لكن في اطار الشرعية اليمنية والدبلوماسية الدولية، اذا قبلت جماعة الحوثي نزع السلاح وانهاء الانقلاب على الدولة اليمنية، سنكون ضمن القوى السياسية التي ستدخل في اي عملية سياسية، بدون ذلك لن نكون جزء من اي حوار طالما هناك انقلاب قائم وطالما والدولة اليمنية لا زالت مختطفة.
- بلغة السياسية استاذ علي.. هل سنضل نحمل السلاح الى الأبد هل سنضل نتقاتل الى يوم القيامة؟
- الشعوب في كل المراحل الانتقالية التي تريد التحرير وكل الأمم التي مرت بهذه المراحل دفعت الثمن، فرضت علينا هذه الحرب ولَم تكن خيار بالنسبة لنا، تعرف اننا انتهينا من مؤتمر الحوار الوطني وكان يجري الاستعداد للاستفتاء على دستور الدولة الاتحادية، هذا الانقلاب تسبب بكل هذا الدمار، بالتالي نحن سنعود الى هذه المرحلة مرحلة مخرجات الحوار الوطني، هذه المرحلة لن نستطيع العودة اليها قبل انهاء الانقلاب، اليوم هذا الانقلاب حمل السلاح ضد اليمنيين واختطف الدولة اليمنية، في المقابل يقوم اليمنيون اليوم بهذا الدور لاستعادة دولتهم.
- مقتل الرئيس السابق صالح على يد جماعة الحوثيين كيف تقرؤنها انتم؟
- كانت رسالة واضحة بأنه لا مجال لأي عمل سياسي، اذا كان الحوثي يقوم بقتل وذبح حليفه الذي قدم له تسهيلات، فكيف سيكون مع الخصوم ومع الآخرين؟، قلت لك هناك اشكالية منهجية في طبيعة تكوين هذه الجماعة، وهي تقوم على الاعتقاد الجازم بأن الله اصطفاها للحكم سواء في اليمن او خارجه، اينما تواجدت هذه الافكار، وبالتالي هذه الافكار لا تقبل التعايش السياسي ولا التحالفات ولا تقبل بأن يكون هناك رأي او تعدد او خيار آخر غير ما تراه هذه الجماعة.
- هذه الحرب افرزت اشياء مخيفة للقارئ السياسي في دنيا اليمن.. تعدد الجيوش وامراء الحرب في اليمن كيف سنتعامل معها بعد هذه الحرب؟
- مقاطعا.. ليس علي محسن وانما الرئيس هادي لديه جيش في مارب وفي عدن وفي كل المحافظات..
مقاومة الانقلاب تحت راية الشرعية
- طارق يقال ان لديه عشرة الف مقاتل في المخا مدعوم من الامارات ولدينا جيوش في حضرموت النخبة الحضرمية وقوات تتسلح للأمارات في الحزام الامني والنخبة الشبوانية.. هذه الجيوش اذا انتهت الحرب اين ستذهب؟
- لذلك ومن نهاية سؤالك اقول بأن اليمن في مرحلة ايجابية في مقاومة التمرد والانقلاب اذا تمعنت النظر في سوريا وليبيا وتجارب تاريخية كثيرة، اذا تعددت الجيوش والجماعات المسلحة حتى في اطار وحدة الهدف في استعادة الدولة او تحريرها او استعادة الانقلاب، ولم تكن تحت اطار جامع هنا الخوف، في اليمن حالة ايجابية جدا هي وجود رئيس وحكومة وشرعية ومؤسسات رسمية، وكل الجيش اليوم ينضوي بتراتبية وفق النظام العسكري وبقرارات جمهورية برئاسة هادي، كان رئيس الوزراء اليوم في حضرموت والمكلا وسيئون وعقد اجتماعات واستعرض الجيش هناك، ونائب الرئيس في مارب والجوف، لدينا مؤسسة شرعية رسمية، نحن نقول هناك نتوءات بسيطة، وهناك ادارك اليوم بأننا نحتاج الى مقاومة الانقلاب لكن تحت راية رسمية وطنية، تعدد هذه الرايات يمثل مصدر خطر.. اتفق معك في هذا التوجس، فنحن نقول من المصلحة الوطنية أن يكون هؤلاء الذين لديهم مصلحة من اسقاط الانقلاب ينتظمون تحت راية واحدة ورسمية وهي مؤسسات الشرعية.
- واذا لم ينتظموا تحت راية الشرعية وظلوا يقاتلوا الخصم الواحد الذي هو جماعة الحوثيين، سيكون امامنا خيارين، اما انهم يحملون العقيدة الوطنية للانتهاء من هذا الخصم ثم بعد ذلك في اقل الاحوال سيكونوا شركاء في جني الثمرة وتقاسم السلطة القادمة وهذا احسن الاحوال، واما اسوأ السيناريوهات كما يفهم البعض فإن هذه الجيوش ستتقاتل مع بعضها؟
- لن تتقاتل مع بعض وسأقول لك نموذج مثلا في محافظة تعز خلال الأسبوع الماضي كان هناك مراهنات على ان يحصل اقتتال، لكن تم التسليم للسلطة المحلية برئاسة المحافظ وهناك اليوم تسليم للمقرات الحكومية للسلطة، اعتقد ان من نتخوف منهم هم ايضا كانوا من قبل مشاركين في الحكم ولديهم تجربة في السلطة ويعون جيدا ما معنى ان يكون منهم اي شخص رجل دولة وينتظم في المؤسسة الرسمية، اعتقد ان هذه القضية واضحة للجميع وهناك تقريبا شبه وعي بهذه النقطة، توقعي اننا سنتجاوز هذه النقطة وان الجميع يدرك ان المصلحة الوطنية تقتضي ان يكون هناك شرعية موجودة ولافتة رسمية، ولا ضير ان يكون هؤلاء جميعا موجودون اليوم بغض النظر عن التحسسات الماضية او تلك المراحل التي جمعتنا فيها الخصومة، اليوم تحت هدف اسقاط الانقلاب يجب ان نتوحد لكن في اطار رسمي، الموقع الذي يبحث عنه اي شخص خارج الشرعية سيجده داخل الشرعية اليمنية وبالتالي نقي انفسنا مرحلة اقتتال او احتراب قادم، بوجود السلطة الشرعية.
الأحزاب هي مصدر طمأنينة
- انتم في الاصلاح قلق للأوربيين والخليجيين.. اذا كنتم مشكلة فما ذنبنا في اليمن، واذا كنتم لستم مشكلة فقدموا لنا حقيقة علاقتكم بدول الجوار وأمنونا يا سيدي؟
- نحن نلتقي مع السفراء الذي تتحدث عنهم ما لا يقل عن لقاء في كل شهر ولدينا هذه الاتصالات مثلنا مثل القوى السياسية، ولا أدري من اين جاء لك هذا القلق الذي تعبر عنه، بل بالعكس العالم اليوم يرى بأن الحالة السياسية في اليمن يجب ان تكون مصدر طمأنينة، فالأحزاب هي مصدر طمأنينة ومن ركائز بناء الدولة الحديثة، فلماذا تنظر اليها بهذا القلق، نحن حزب سياسي لدينا تجربة سياسية وانتخابات من قبل والجميع يعرفنا فلا اعتقد ان هناك مصدر قلق بهذا المعنى، لكن هناك بعض التوجسات التي قد تصدر من هنا او هناك، ربما ينظرون الى حجم الاصلاح مقارنة بالقوى الاخرى، لكن نحن نقول ان هذا الحجم لا يمثل مصدر قلق بل سيمثل مصدر طمأنينة في الحياة السياسية عن طريق التوافق مع كافة الاحزاب في ادارة البلاد.
- اليمن عاشت حروب مؤخرا بدءا من الجبهة وحرب صيف 94 وبعدين حرب 2011 التي استمرت شهرين وبعدين حرب 2015 والتي استمرت حتى اليوم.. الاصلاح كان يُستدعى في كل هذه المعارك.. هل ان الاصلاح كيان لصيق بالحرب حيث ما وجد هذا الكيان الاسلامي وجدت الحروب؟
- الحروب هي سمة للمجتمعات غير المستقرة التي لم تتفق على جوهر ادارة السلطة والثروة.. نحن في اليمن قطعنا شوط كبير جدا في ذلك ووصلنا في مخرجات الحوار الوطني الى اليمن الاتحادي الفدرالي وفق نظام سياسي تعددي ووفق صلاحيات محددة وتراتبية في مخرجات الحوار للفدرالية اليمنية، هذا هو جوهر الصراع في كل انحاء العالم قديما وحديثا وهو جوهر صراع يقوم على من يتحكم او من يدير السلطة والثروة، اذا تم حل هذا الاشكال وقد تم حله في مؤتمر الحوار الوطني فهذه هي ضمانة للاستقرار طويل المدى، اليوم صحيح اننا نعيش في مرحلة عتمة لكن هذه المرحلة هي ما قبل الفجر ان شاء الله تعالى، ولا اعتقد ان هناك اليوم كيمنيين من لم يع الدرس الذي عشناه جميعا وهو فقدان الوطن والدولة، فقدان الوطن والدولة، سببه الرئيسي هو الخروج عن هذه المخرجات والقيام بانقلاب واختطاف الدولة.
اذاً الاستقرار الذي نبحث عنه تقريبا اصبح واضح لليمنيين جميعا وهو في مخرجات الحوار الوطني واقامة دولة وطنية بحكم اتحادي فدرالي.. وهذه النتيجة تقريبا هي ما يضمن عدم الصراع الذي ينشئ بين فترة واخرى، وهذه الافكار الدخيلة التي تعتقد بأن من حق فئة محددة داخل الشعب اليمني التملك والحكم والادارة والسيطرة هي التي تقود لمثل هذه الصراعات والنزاعات لذلك اليمنيين حسومها في مخرجات الحوار.
الوحدة ليست مقدسة والانفصال ليس مقدس
- هل لدى حزب الاصلاح مخاوف على الوحدة اليمنية.. كيف تقرأون المجلس الانتقالي او هذه النزعات الانفصالية التي تأتينا بين الفينة والاخرى؟
- الوحدة ليست مقدسة، والانفصال ايضا ليس مقدس، اليمنيون اتفقوا على يمن اتحادي، واعتقد ان مبدأ التقسيم اذا اعملناه في الحياة السياسية فلن يتوقف عند حدود تسعين ولا سبعة وستين، مبدأ التقسيم لن يتوقف بين خط الجنوب والشمال، سيكون هناك ايضا تقسيم في الشمال وتقسيم في الجنوب، الانفصال يحتاج الى دولة، الوحدة تحتاج الى دولة، الفيدرالية تحتاج ايضا الى دولة، الضرورات في حياة الانسان وحقوقه السياسية تحتاج اولا الى اقامة دولة، اليوم الدولة اليمنية معرضة الى تهديد وجودي.. حالما نستعيد الدولة يمكن ان يكون هناك حوار بخصوص هذه القضايا، لكن اقول ان اليمنيين اليوم امام تهديد حقيقي وهو غياب الدولة، استعادة الدولة هو مطلوب للشرق والغرب والشمال والجنوب، بقية التفاصيل ومنها شكل الدولة يمكن ان تخضع لنقاش لاحق، لكن اليوم بعدم استعادة الدولة فلا معنى للحديث لا عن الوحدة ولا الانفصال.
- هل لديكم في حزب الاصلاح قراءة لافق الحرب ونهايتها.. متى ستنتهي، ما هي الحلول، ما هي رؤيتكم انتم لنهاية الحرب والحل ايضا؟
- نحن في الاصلاح والقوى السياسية والشرعية اليمنية مستعدين ان ننهي هذه الحرب في غضون ايام اذا قبلت جماعة الحوثي تسليم مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب وفق القرارات الدولية، إنهاء الحرب اليوم منوط بالذي اشعل التمرد والانقلاب وليس بالطرف الذي يبحث عن العودة الى مخرجات الحوار الوطني.
- هذا الكلام غير منطقي.. الجماعة استملوا السلطة وطعموا السلطة وفي ذمتهم ثارات بحجم بلد كيف يسلم رقبته؟ ومن سيتركه اذا سلم؟
- يسلم الدولة وليس رقبته.. يمكن بعد انهاء الانقلاب يكونوا ضمن العملية السياسية في البلاد، حدثت حروب في دول كثيرة جدا ودخلت في سلام مستدام وكان هناك مصالحة وجبر الضرر وتعويض الضحايا، بالتالي يستطيع الحوثي ان يكون جزء من اي عملية سياسية قادمة اذا انهى الانقلاب، بدون انهاء الانقلاب لا اعتقد ان هناك من يقبل ان تستمر هذه الجماعة تمسك البندقية وتوجهها الى صدور الآخرين وبالقوة تفرض عليهم اي نوع من انواع القبول.
ليس من مصلحة اليمن تلاشي وتفرق حزب المؤتمر
- مع مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان رئيس المؤتمر، مقتل قائد هذا الحزب انتج لنا ثلاثة اجنحة للمؤتمر وربما اكثر، هل هناك مخاوف من ضرب حزب الاصلاح واستئصاله وبالتالي فما هي الكوارث التي تنتج بالتخلص من حزب الاصلاح؟
- اولا ليس من مصلحة اليمن ان يتفرق المؤتمر الشعبي العام او يتمزق او يتلاشى، نحن نعتقد بأن اليمن تحتاج الى المؤتمر الشعبي العام كقوة سياسية لديها تجربة ولديها عدد من العقلاء الذين شاركوا في تحولات سياسية كبيرة في البلد، الاصلاح لا يخشى مما تقوله كما قلت لك من قبل.. الاصلاح هو تعبير اجتماعي وقوة سياسية موجودة على الارض، سميه حبل الوريد الوطني والرافعة السياسية وحائط الصد ضد الانقلاب.
لا يمكن انهاء اي حزب او كيان سياسي وفق رغبة سياسية او امنية، نحن ندرك ان هناك نوع من المشاريع السياسية والأمنية التي ترغب بأن لا ترى حزب الاصلاح موجود في اليمن، لكن هذه الامور لا تتحقق وفق رغبات وامنيات او حتى نوع من الكيد والتآمر، هذه حركة مجتمعات وحركة المجتمعات دائما غلابة.
- استاذ علي كيف تقرأ حركة وسلوك ومواقف ثلاثة مبعوثين أممين لم ينجحوا حتى الان؟
- باختصار شديد قالها المبعوث السابق في اخر تقرير قدمه لمجلس الأمن، انه كان هناك اتفاقيات سلام وكانت تنتظر التوقيع النهائي لكن جماعة الحوثي رفضت السلام، هذا هو ملخص تعدد مبعوثي السلام، هناك جماعة الى الان ترفض الانصياع للسلام والقرارات الدولية.
- الا يمكن الانسياق وراء تساؤل مبني على الرمي بالغيب بأن هناك محطات دولية لهذه الحرب باليمن، محطة بن عمر ومحطة ولد الشيخ ومحطة مارتن لن تكون الاخيرة هل هذه القراءة سليمة؟
- لا شك ان العامل الخارجي له تأثير كبير في اي وضع داخل البلدان الضعيفة او التي تصنف بانها دول هشة فما بالك عندما تكون في لحظة حرب يكون التأثير الدولي اشد، لكن يبقى القرار المحلي منوط باليمنيين، يستطيع اليمنيون ان يتخذوا قرارهم بالخيارات التي تناسبهم..
جماعة الحوثي أداة إيرانية
- مقاطعا.. هل ما يزال اليمنيون يملكون قرارهم اصلا.. هل قرار الحوثي في صعدة هل قرارا الشرعية في الرياض؟
- نعم في لحظة محددة لو قبل الحوثي ان يسلم للشرعية ويخضع للقرارات الدولية، قرار الشرعية بيد الرئيس هادي والمؤسسات الرسمية وان كان موجود في الرياض صحيح، لكن هناك تعامل ندي وتشاركي نحن في اطار المصلحة اليمنية وما يربط اليمن بدول العرب، اعتقد ان جماعة الحوثي اقرب الى ان تكون اداة إيرانية تستخدم اليوم ضمن المشروع الإيراني الذي يقوم على بناء أذرع عسكرية بغطاءات مذهبية وطائفية لهز الاستقرار في المجتمعات العربية، هذا تقييمي واعتقد انه واضح للجميع، الشرعية اليمنية تمتلك قرارها بدليل انها في الكويت كانت وافقت ووقعت على خطة السلام بينما لم يستطع الجانب الحوثي التوقيع لأنه يقوم على املاءات من ايران.
- كيف تستسهل ان القرار ما يزال بيد اليمنيين وان الحوثي يستطيع ان يتنازل وانكم في الشرعية تستطيعوا ان توافقوا او ترفضوا.. هل هو فعلا ان الاطراف اليمنية لا تزال تملك قرارها ام انكم جميعا لستم موظفين وتنفذوا جميعا هذا ينفذ سياسة ايران وهذا ينفذ سياسية الخليج؟
- اولا انا اتحفظ على مصطلح انتم ادوات وموظفين، لكن حتى اشقائنا في دول الخليج لا يرغبون في استمرار الحرب لا توجد اي سلطة سياسية تريد استمرار الحرب تعرف ما معنا استمرار الحرب، هي كلفة مالية سياسية اجتماعية، كلفة كبيرة تنعكس حتى على حياة الشعوب في الداخل، لا احد يرغب في استمرار الحرب الا في حالة واحدة.
هي ان استمرار التمرد والانقلاب يمثل خطر اشد كلفة من الحرب، اليوم لماذا تقف دول الخليج العربي في مواجهة التمرد والانقلاب، لان جماعة الحوثي اليوم تمثل خطر على البوابة الجنوبية للجزيرة والخليج، لو لم يتم القضاء على هذا الانقلاب سيمثل خطر على دول الجوار العربي، فبالتالي كلفة هذه الحرب اليوم بالنسبة لهذه الاوطان هي اخف ضررا مما لو استمر مشروع جماعة الحوثي في النمو والسيطرة على اليمن لان اليمن سيتحول في حينها الى منصة إقلاق ضد جيرانه.
- استاذ علي الاحزاب العميقة الايدلوجية النسخة اليمنية كحزب الاصلاح والاشتراكي والناصري والبعث، هل يمكن ان اعيد القراءة معك انت شخصيا كمثقف يمني تربي اجيال تأخذهم من المدارس والجامعات ثم تستدعيهم بعد عشرة سنوات الى الجبهات ما الذي جنيناه؟
- لم تقم الاحزاب بهذه الوظيفة، بالعكس الاحزاب السياسية قامت بوظيفة التنشئة الاجتماعية، ما تشاهده قلت لك سابقا بانه فشل لمشروع الدولة الوطنية بما فيها الاحزاب، وفشل للنظام الجمهوري وفشل لنظام التعليم، ان تعود هذه الافكار المتخلفة بعد هذه العقود، هو بالحقيقة منطق الفشل، لكن الاحزاب السياسية لا تربي اعضائها لمثل ما تقول هي احزاب سياسية، وفي لحظة من اللحظات اقتضى الواجب الوطني ان تكون هذه الاحزاب في مواجهة التمرد والانقلاب، كوادر الاحزاب انضمت لهذه المواجهة كما انضم اليوم ابناء الشعب اليمني، هناك شريحة كبيرة من اليمنيين ليسوا منتمين للأحزاب، هناك اليوم من يقدم روحه، هناك أسر قدمت من اثنين وثلاثة، هذه الأسر لا تنتمي سياسيا، هناك اليوم داعي وطني لمواجهة الانقلاب، صحيح الاحزاب لها التأثير لكن ليست العامل الحاسم.
تحصين الهوية الوطنية ضرورية لحماية الأوطان
- كيف اخترقتنا إيران بهذه البساطة.. أين ذهب دور المسجد والجامعة والحكومة والاحزاب فشلنا من تحصين اليمن من ايران؟
- نعم فشلنا لعدة اسباب، السبب الأول هو وجود تصدع في الصف الجمهوري، واقصد بالصف الجمهوري سواء كان المؤتمر في الحكم او الاحزاب الوطنية التي كانت تمثل المشترك، للأسف هذا التصدع في الصف الجمهوري هو الذي سمح لإيران في التسلل، السبب الثاني هناك فشل تعليمي وفشل في الهوية والموضوع الثقافي، لم يكن هناك اي بناء ثقافي، الانظمة السياسية انصرفت الى نوع من انواع البناء تحولت الى اسر حاكمة تحولت الى اسر تملك اكثر من اسر تدير الحكم،ـ هذا التحول الذي جعل من السلطات السياسية والامنية والعسكرية تركز وجودها في كيفية بقاء الاسرة او الحزب او النظام حاكم، لم تتفرغ للمشروع الوطني وبنائه، نعم حصل فشل في الهوية الثقافية وفي النظام التعليمي والحزبي وتصدع في النظام الجمهوري، وعلينا ان نستفيد من هذه الدروس اليوم لنقوم بعملية تصحيح وبناء ومراجعة سواء داخل الصف الجمهوري او داخل القوى السياسية التي تؤمن بالحريات والتعدديات السياسية، ومراجعة حقيقة وهذه هي الاهم في القضية الثقافية في قضية الانتماء الوطني في مناهجنا ووسائل اعلامنا، على سبيل المثال وزارة الثقافة اليمنية كانت في اخر السلم في موازنتها وأدائها، ولا زالت الى الان، يفترض مثل هذه الوزارات ان تقوم بدور كبير على الصعيد الوطني.
ما لم تدرك الاحزاب والمكونات والقوى الاجتماعية بان مسألة تحصين الهوية الوطنية والثقافية باتت من الضرورة اليوم لحماية الاوطان من الاختراق الايراني ومن مشاريع التفتت التي يراد لها ان تقوم في المنطقة على اساس مذهبي وعرقي واثني، الحصانة الثقافة الوطنية هي السبيل الوحيد اليوم لمواجهة مثل هذه المشاريع.
- سؤالي الاخير استاذ علي.. اذا طالت الحرب اكثر من ذلك ما الذي تخسره ايران البعيدة التي لا تربطها جوار ولا حدود في اليمن، وما الذي سيحدث لدول الخليج واليمن اذا استمر الحرب؟
- ايران ستخسر الكثير لعلك تتابع اليوم العملة الايرانية تفقد قيمتها بشكل كبير حتى الامبراطورية الامريكية باقتصادها وقوتها رأت ان تمدد اذرعها العسكرية خارج المجالات الحيوية البعيدة عنها مثلت لها انتكاسة، لذلك تلاحظ ان الولايات المتحدة تقتصد في قضية الاذرع العسكرية بالخارج، ما حجم ايران لكي تقوم بزرع وتغذية كل هذه الاذرع العسكرية في اليمن وسوريا والعراق، اليوم حلم ايران بالإمبراطورية الفارسية التي تقوم على رعاية هذه الاذرع ينعكس داخليا على وضع الشعب اقتصاديا.
- فيما يتعلق بمخاطر اطالة الحرب على اليمنيين وعلى الامن القومي الخليجي؟
- اطالة الحرب لا شك انه مزيد من المآسي اليمنية، اليمنيين تحت خط الفقر هناك طلاب خارج المدارس وهذا اعتبره اخطر من الجوع.. ان يكون خمسة مليون يمني خارج المدارس هذا سينشئ جيل مثقل بمأساة الحرب وربما يكون لديه بعض الانحرافات النفسية التي يشكل معضلة مستقبلا.. اطالة امد الحرب في اي مكان هي مأساة بكل ما تعنية الكلمة والتي نتمنى ان لا تتطول.
- اثقلت عليك بالأسئلة كثير قل لي اذا كان هناك ما تريد ان تقوله ولم اسألك عليه؟
- اعتقد لم يبقى شيء واشكرك جدا على هذا الاداء الرائع والأسئلة المتميزة.