الأخبار
- تصريحات وحوارات
آزال علي تحكي لـ«العاصمة أونلاين» تفاصيل أحداث 6 أكتوبر بصنعاء وكيف استطاعت الفرار إلى مأرب؟
العاصمة اونلاين/ خاص
الاربعاء, 24 أكتوبر, 2018 - 08:21 مساءً
آزال علي، طالبة في جامعة صنعاء، تدرس في السنة الأولى بكلية الشريعة والقانون، برزت مؤخراً مع 60 طالبة من زميلاتها تصدرن تظاهرات ضد ميلشيا الحوثي في 6 أكتوبر الجاري.
"العاصمة أونلاين" أجرى معها حواراً مع زميلتها جوري محمد، عقب وصولهن إلى محافظة مأرب، هرباً من بطش ميلشيا الحوثي، حيث تعرضن للاختطاف والملاحقات وباتت حياتهن مهددة بالخطر.
تحكي في هذا الحوار، الذي أجراه الزميل "أحمد الحرازي"، عن تفاصيل التظاهرات في صنعاء يوم 6 اكتوبر الذي تصفه باليوم المشهود في تاريخ النضال اليمني، لأنهن استطعن كسر عنجهية ميليشيا الحوثي، وإظهار الرعب والخوف من أي تحركات ميدانية، بالإضافة الى فضح ممارساته وانتهاكاته بحق المرأة اليمنية.
إلى نص الحوار:
*أهلاً بك آزال، لو تحدثينا في البداية عن تفاصيل ما حدث في 6 اكتوبر داخل العاصمة صنعاء، كيف تشكلت موجة الرفض لميليشيا الحوثي والخروج الى الشوارع؟
أشكر موقع "العاصمة أونلاين" على هذا الحوار، وجهود فريقه المبذولة في كشف وتعرية ميلشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، يوم 6 اكتوبر يوم مشهود في تاريخ النضال اليمني ضد ميليشيا الكهنوت.
تشكل خروجنا الى الشوارع في 6 اكتوبر، بعد مشاهدتنا لصور "هند" التي ماتت من الجوع، مجاميع من الطلاب والطالبات وشباب آخرين، قررنا الخروج وحددنا موعد الانطلاق، الساعة الثامنة صباح 6 اكتوبر.
*هل وجدت دعوات الخروج في وجه الحوثي لرفض سياسة التجويع الممنهج أي تجاوب في أوساط الشارع وطلاب جامعة صنعاء؟
طبعا بدأ الكثير من النشطاء والطلاب يتجاوبون مع الفكرة، لكن الكثير شاركوا عفوياً من دون تنظيم او ترتيب مسبق، فقط تم تحديد الموعد، ولقيت تجاوب واسع مع النزول الى الشوارع للمطالبة بحقوقنا وانتزاعها ورفض ممارسات الحوثيين.
*كيف كانت الاجواء التي سبقت 6 اكتوبر من حيث مظاهر انتشار مليشيا الحوثي في احياء وشوارع العاصمة صنعاء، وماذا يعبر هذا بالنسبة للحوثيين.. هل هو دليل خوف ورعب أم استعراض قوة فقط؟
نعم، مثل خروجنا رعباً حقيقاً للمليشيا الحوثية، ومظاهر انتشارهم وتنفيذهم عروض عسكرية وسط شوارع العاصمة صنعاء، واخراجهم مسيرات أخرى من أنصارهم لتحميل ما أسموه "العدوان" فقط، مسؤولية انهيار الأوضاع، بالإضافة الى بث مقاطع فيديو لقيادات حوثية حذروا النساء من الخروج، وبدأت حركة غريبة في العاصمة من خلال تفتيش السيارات التي فيها تجمعات نسائية اكثر من السيارات التي يتواجد فيها الرجال، وكل هذه مظاهر معبرة عن الخوف والرعب الذي يعتري هذه الميليشيا من أي تحركات ميدانية او يقظة مجتمعية ترفض مشروعهم وممارساتهم.
برأيك، لماذا ركزت مليشيا الحوثي تحركاتها داخل جامعة صنعاء، بنسبة كبيرة، هل كانت تخشى انتفاضه مماثلة لما حدث في 2011م التي أطاحت بنظام الرئيس السابق؟
جامعة صنعاء تمثل مصنع التغيير الحقيقي، وبالنسبة للحوثي فإن الرعب الذي يعتريه من هذا الصرح العلمي مضاعف، وما يؤكد من هشاشة مشروعهم هو الخوف الكبير من أي تجمعات نسوية.
*صباح 6 اكتوبر.. صفي لنا مشهد هذا اليوم بشكل مفصل وكيف ردت الميلشيا على المتظاهرين؟
في الساعة الثامنة والنصف من صباح 6 اكتوبر، غادرت انا واثنتين من زميلاتي من كلية الشريعة بجامعة صنعاء، بعد وصولنا خبر بعدم خروج مظاهرة، فانطلقنا الى ميدان التحرير لنتأكد هل هذا الخبر صحيح ام لا، لكي نبلغ الآخرين بالقدوم إلى هناك، وبعد وصولنا رأينا فرق الـ"زينبيات" ومليشيات حوثية ولم نشاهد متظاهرين او متظاهرات بكثر، ولم يسمحوا لنا بالدخول الى وسط ميدان التحرير، قاموا بصدنا وسألونا عن سبب إصرارنا في الدخول إلى ميدان التحرير، وما إن شعروا بعزمنا على الاحتشاد، حتى باشرت الزينبات بمطاردتنا بين الأزقة والحارات، لكني تمكنت أنا وصديقاتي من الحصول على "باص"، وأوصلنا الى جامعة صنعاء.
*كيف وجدتن الوضع في جامعة صنعاء بعد وصولكن إلى هناك؟
بعد وصولنا شاهدنا عروض عسكرية كبيرة داخل الجامعة نفذتها ميليشيا الحوثي، سألنا احد مسلحي الحوثي عن هدف هذا العرض، أجابنا بأن الهدف هو قمع أي تظاهرة أو "ثورة" وقالها بلغة ساخرة.
في نفس الوقت رأينا إحدى زميلاتنا محاطة من جميع الجهات بفرق الزينبيات، يقمن بتعنيفها وأخذ هاتفها بعد اتهامها بتحريض الطلاب على الخروج في المظاهرات، فتدخلنا ورفضنا ممارساتهن بحق زميلتنا، فحصلت مناوشات بيننا وبينهن حوالي نصف ساعة، حاولن سحبنا وأخذنا الى الأطقم التي تعج بالمسلحين الحوثيين الذين ينتظرونا ساحة كلية الشريعة، احد الطلاب قام يدافع عنا، فباشر الحوثيين بسحبه خارج القاعة وقاموا بضربه ضربا مبرحا.
زميلتي الأخرى، رأيتها في أيدي الزينبيات يضربنها وكشفن عن شعر رأسها امام الطلاب، وأخرى تتعرض للضرب بالعصي في ظهرها، والثالثة يحاولن سحبها على الأرض من أجل اختطافها.
*وبعد هذا الموقف.. ماذا حدث؟
وبعدها خرج الطلاب من إحدى قاعات الكلية بعد انتهاء المحاضرة، فدخلناها ولحقتنا الزينبيات الذي يبلغ عددهن 15 ونحن 4، حاولنا مقاومتهن ورحت أنزع الصاعق الكهربائي من فوق زميلتي فتم صعقي مرتين في يدي، بالإضافة إلى زميلتي الأخرى في رقبتها، تمكنت من أخذ الصاعق فقمن بضربي بالعصي بشكل جنوني وتوزع الضرب في ظهري ورأسي وأنا ادافع عن نفسي برد مماثل بمقاومتهن بالصاعق الذي تمكنت من أخذه حتى توقفن عن ضربي، وحاولن مقايضتي بتسليم الصاعق مقابل الإفراج عنا، لكني رفضت ذلك إلا بعد أن يأتي البعض من عائلات زميلاتنا بهدف الا يتم غدرنا.
بعد نصف ساعة وصل بعض اقارب زميلاتي، وسلمتهن الصاعق، وعلى ممر الجامعة تم الغدر بنا وأقارب زميلاتي من قبل الزينبيات، وتم استهداف الجميع بالضرب المبرح وحاولن اختطافي لكن زميلاتي لم يتركنني. وصلنا إلى الممر القريب من البوابة الخارجية وكان هنا حراس من المليشيات تقوم بحراستنا من بعيد لكي لا نهرب من داخل الجامعة، وفجأة وصل باص بداخله ثلاث زينبيات قمن باختطافنا وانطلق الباص بشكل سريع إلى قسم الجديري.
قبلها استطاعت احدانا من الهرب داخل الجامعة ونحن حاولنا الهروب من فوق الباص لكن تم تكتيفنا بالقوة.
*بعد عملية الاختطاف والاقتياد إلى قسم الجديري بصنعاء، كف تم معاملتكن؟
أدخلونا قسم الجديري بعد تسجيل اسمائنا وكانت الورقة تحوي أسماء كثيرة مع تواجد كثيف للزينبيات، رمونا داخل عنبر مكتظ بالنساء اللاتي اختطفن على خلفية التظاهرة، وقذفونا بأقذع الألفاظ وارغمونا على ان نجثو على ركبنا وتم رفع أيدينا الى فوق، ولما حاولت ارفض هذه الإجراءات وجهن لي ضربات بالصاعق الكهربائي.
وكان هناك احدى المعتقلات رفضت وقاومت الزينبيات فتم سحبها وضربها في ووجهها، بعد أن ضغطن على وجهها في الارض وتم الزج بها الى داخل الباص واخرى تعرضت للضرب بالعصي حتى فقدت وعيها ووصلت الباص وهي فاقدة الوعي.
*كم كان يصل أعداد المعتقلات داخل السجن؟
اعدادنا كان ما بين 40 و50 ويوجد بيننا عجائز وإحداهن قالت انها اختطفت أُثناء ما كانت تشتري خضروات من إحدى البسطات بالقرب من احياء الجامعة، وتم ضربها في ظهرها واختطافها الى القسم لكنها رفضت الالتزام بالتعهد المفروض عليها من قبل عصابات الحوثي.
*هل جرى تحقيق معكن وماهي الأسئلة التي قدمت لكن؟
في السجن ايضاَ اعطونا رز متبقي في الصحون، رفضنا نأكل وكانوا يتلفظون علينا بألفاظ نابية. وفي الساعة الخامسة عصراً اخذوني الى غرفة فيها بنات أخريات وفيها محقق وضابط وهناك تم كسر جوالي وفتشوا كل هواتف الطالبات المختطفات في السجن، واستمر التحقيق مع كل واحدة أكثر من ساعة ونصف كلها اسئلة تتمحور: من يقف وراء التظاهرات وما هو الهدف منها، وضد من خرجتن، وكانوا يسجلوا كل الكلام حرف حرف، واحدى صديقاتي من كثرة ما يكتب المحقق تعاملت معهم بهزلية وقالت كنت في الجامعة امشي (دالا دالا دالا) للاستهزاء بهم.
أيضاَ دخلت واحدة كبيرة في السن ومعها اثنتين، وبدأن يلقين علينا المحاضرات والأحاديث عن مساويء وخطر الخروج ضد "أنصار الله"، مهما كانت الأسباب والأوضاع، وقالت لنا: التي لاتعجبها عليها الخروج إلى خارج اليمن.
وأثناء القائها المحاضرة بدأت تتعالى ضحكات البنات على كلام الزينبيات، واستمر اعتقالنا الى الساعة الثامنة والنصف مساء يوم السابع من أكتوبر، وتم اعطانا علبة ماء كان له طعم دواء فرفضنا الشرب منه وتم إدخالنا مرة اخرى الى التحقيق وأرغمونا على كتابة تعهد خطي تحت قوة السلاح بعدم الخروج والمشاركة في أي مظاهرة أخرى ونتحمل أي عواقب اذا قررنا الخروج مرة اخرى، بعدها اخرجونا من القسم وسلمونا الهواتف.
*ماذا عن مقطع الفيديو الذي نشرتيه في صفحتك بموقع فيسبوك.. هل كنتِ تخشين الاختطاف مرة ثانية وملاحقات الحوثيين؟
قمت بتصوير الفيديو فوق الباص أُثناء خروجي من السجن بعدة دقائق، وفي الثاني لم استطع استكمال المحاضرة في الجامعة لشدة الإعياء مما حصل لي داخل سجن الحوثيين، ذهبت الى البيت فوصلني بأن الزينبيات دخلن يفتشن داخل الجامعة عني، ويتفحصن بطائق الطلاب والطالبات بشكل دقيق، وعدن في اليوم الثالث إلى الكلية يسألن عني ويطالبن أساتذة الكلية بتسليمي لهم، فتواصل معي العديد من الزملاء والزميلات بعدم الحضور مرة أخرى الى الكلية حفاظاً على حياتي بعد سماعهم تهديدات الحوثيين بأن دمي هدراً لهم، فاضطررت الى الخروج من صنعاء باتجاه مدينة مأرب برفقة زميلتي جوري محمد التي تعرضت هي الأخرى للاختطاف.
*برايك الى أي مدى يمثل جهاز الزينبيات داخل جماعة الحوثي خطورة على الوضع في العاصمة صنعاء، واستخدام النساء كأداء أمنية واستخباراتية للتنكيل باليمنيات؟
بصراحة يمثل جهاز الزينبيات خطورة كبيرة واعتقد أنهن اخطر من الرجال لأنهن تعاملن معنا بحقد، طبعا النساء المتواجدات ضمن جهاز الزينبيات يتمتعن بتدريب عالي، ولا يستبعد اخضاعهن من قبل مليشيا الحوثي بمعسكرات خاصة لتدريبهن.