الأخبار
- أخبار محلية
مأساة جديدة لأكثر من 20 ألف أسرة.. مليشيات الحوثي تتسبب برحلة نزوح شاقة لعشرات الآلاف من الجوف
العاصمة أونلاين/ صحيفة الجيش/ نبيل صلاح
الأحد, 08 مارس, 2020 - 03:54 صباحاً
تسبب تصعيد مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران في جبهات محافظة الجوف في نزوح الآلاف من المدنيين باتجاه محافظة مأرب، الأمر الذي خلق مأساة انسانية جديدة لآلاف الأسر التي وجدت نفسها تجوب الصحراء دون مأوى وطعام أو شراب وفاقم أعباء محافظة مأرب في ظل النزوح المتزايد.
وتفيد بيانات الوحدة التنفيذية للنازحين التابعة للحكومة الشرعية رصد نحو 25 ألف أسرة نازحة قادمة من محافظة الجوف، وهو ما يضع الوحدة التنفيذية والسلطة المحلية أمام تحدٍ حقيقي باعتبار كثافة النزوح تفوق القدرات والإمكانات المتوفرة.
النزوح والتشرد كخيار إجباري
النازحون على تنوع الوجهات التي جاءوا منها سواء من أبناء المناطق التي تحت سيطرة المليشيا وفروا بأسرهم من بطشها إلى مناطق تعرضت لهجوم المليشيا مجدداً في نهم ومجزر والجوف أو حتى السكان المحليون لأبناء تلك المناطق، لم يكن بحسبان الجميع أن تبدأ رحلة نزوح جديدة مع تصعيد مليشيا الحوثي وأن يواجهوا أياماً بائسة كما جرى للآلاف منهم.
وفي هذا السياق، يلخص النازح من مدينة الحزم عبدالله محمود في حديثه لـ”26 سبتمبر” مشهد المأساة ورسالة للجهات المعنية والمنظمات، كما ينقل عبرنا رسالة إلى قيادة وأفراد الجيش الوطني البواسل.. مشدداً على كونهم الأمل لكل المظلومين في البلاد وهم الضامن لاستعادة الدولة اليمنية ووضع الحد النهائي لرحلة النزوح التي لم تنته بعد ومسلسل التهجير والاضطهاد.
يقول عبدالله إنه اضطر لإخراج أسرته المكونة من تسعة أفراد بينهم زوجته وطفلتين وثلاث فتيات وولدين، خارج مدينة الحزم بعد تصعيد مليشيات الحوثي مؤخراً باتجاه المدينة واستهداف المدنيين، حيث وجد نفسه مع أفراد أسرته يخوضون الصحراء باتجاه مأرب بلا وجهة محددة غير الأمل بإنقاذ الأطفال والنساء، وهاهم الآن بلا مأوى مع الآلاف في أطراف الصحراء.
يؤكد عبدالله أنه يسعى لتأمين أفراد أسرته أولاً وقد اتخذ القرار بالعودة إلى الجوف لينظم لصفوف الأبطال من المقاومة والجيش لاستعادة الحزم والغيل واستكمال معركة التحرير وتطهير البلاد من شر المليشيات المتمردة التي هجّرت الآلاف من مساكنهم وهي معركة كرامة بالدرجة الأولى.
ودعا عبدالله وأسرته كافة المنظمات إلى التدخل الفاعل لإنقاذ ما يقارب 20 ألف نازح بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء.. مشدداً على الدور الحكومي في تحمل مسؤولية المهجرين والنازحين.
وقال “كما ترى نحن وأطفالنا نفترش الصحراء ونلتحف السماء بلا تدخل حقيقي من المنظمات والحكومة أما سلطة مأرب فإنها قد منحتنا الأرض وعليه ضغط يفوق طاقتها لا نريد الضغط أكثر”.
حكاية صحفي نازح
الصحفي النازح من الجوف عبدالاله الحود هو الآخر يروي رحلة نزوحه مع عائلته من الجوف في رحلة تشرد جديدة اكتنفتها معاناة مخاض زوجته وولادة طفلته انتصار بعد الوصول الى مأرب مباشرة. يقول عبدالاله: “يعيش النازح من الجوف وضع مأساوي، يجد نفسه هارب من جحيم المليشيات إلى التشرد، وليس أمام النازح خيار سوى البحث عن قريب ليحل ضيف ثقيل عليه أو المبيت في العراء، حتى تلتفت المنظمات وتقدم لك ايواء”.
وتابع: “أنا صحفي وجد نفسه أمام جماعة تكن أشد الحقد على الاعلاميين، وبتحريض زعيمها ستكون أمام بطش هذه الجماعة وكان لا بد من النزوح بعد سيطرة مليشيا الحوثي على الحزم عاصمة الجوف.. اضطررت أن أضع زوجتي وهي مشارفة على الولادة عند أحد أقاربي، الذي يستأجر شقة متوسطة يستضيف فيها ثلاث أسر نازحة من الجوف. وبعد يوم واحد من وصول الأسرة إلى مأرب وضعت زوجتي طفلتنا البكر ومن حينها مرت علي ثلاثة أيام دون أن أستطيع رؤية زوجتي أو ملامسة طفلتي؛ فالشقة التي تستضيف أسرتنا وثلاث أسر أخرى لا تجد فيها مكان للجلوس مع أسرة”.
ويختتم عبدالاله حديثه بالقول: “أما الشتات والتشرد وعدم الاستقرار فهذا أمر آخر وفصل مختلف عن المأساة.. النزوح لم يكن سوى الخيار الأقل مرارة فيما الأسوأ كان البقاء تحت سيطرة المليشيا التي لا تعترف بحرمة، وستكون هذه الأسر معرضة لكل صنوف الانتهاكات”..
رحلة المأساة المضاعفة
ومنذ منتصف يناير الماضي، بسبب تصعيد مليشيا الحوثي ابتداء بجبهة نهم وحتى مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، خلّفت موجة نزوح كثيفة لآلاف الأسر، حيث قامت مليشيا الحوثي بقصف وإحراق مخيم الخانق في مديرية نهم ما أدى لمقتل وإصابة عشرات النازحين وتهجير 10 آلاف نازح باتجاه محافظة مأرب.
ومن بين ما نهبته مليشيا الحوثي مستشفى ميداني تقدر تكلفته بمليون واربعمائة ألف دولار، ثم أحرقت كل ما فيه”، ويبلغ عدد النازحين جراء أحداث نهم أكثر من 10 آلاف نسمة، وأغلبهم من مخيم الخانق”. طبقاً لتصريحات محافظ محافظة صنعاء اللواء عبدالقوي شريف.
تحدٍّ يفوق القدرات المتوفرة
إلى ذلك، يقول مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين بمأرب سيف مثنى في تصريح خاص لـ”26 سبتمبر” إن نسبة النزوح هائلة من محافظة الجوف باتجاه مدينة مأرب، بالإضافة إلى موجة النزوح الواسعة لآلاف الأسر من نهم ومديرية مجزر.
وقال مثنى إن الوحدة التنفيذية بمأرب رصدت حتى الآن نزوح 15 ألف إلى 18 ألف أسرة من الجوف، فيما تم رصد نزوح 5600 أسرة من نهم ومفرق الجوف منذ الشهر الماضي ولا زالت الوحدة تتتبع البيانات لاستكمالها.. مشيراً إلى استمرار تدفق النازحين بكثافة وهو مايخلق ضغطاً مضاعفاً على قدرات السلطة المحلية والوحدة التنفيذية.
وعن التدخلات الانسانية يقول مدير الوحدة التنفيذية إن تلك التدخلات من المنظمات لازالت محدودة ولا ترقى إلى الحجم المهول للنازحين والاحتياجات المطلوبة، حيث تقوم بعض المنظمات بتوفير 20 خيمة أو 2000 سلة غذائية على سبيل المثال وهذا لايغطي الحد الأدنى من العدد المهول.
ووجه مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمأرب عبر “26 سبتمبر” نداء استغاثة الى شركاء العمل الانساني الدوليين والمحليين وكافة المنظمات إلى التدخل لإنقاذ عشرات الآلاف من الأسر النازحة وتوفير الاحتياجات الأساسية لها.
وقال سيف مثنى إن السلطة المحلية بمأرب تتحمل أعباء أكبر من طاقتها تجاه موجات النزوح باتجاه المحافظة ودورها مع نازحي الجوف مؤخراً أن قدمت بالتعاون مع المجتمع المضيف عدة تسهيلات تشمل توفير قطعة أرض لاستيعابهم وما على الجهات المعنية وشركاء العمل الانساني إلا تحمل مسؤولياتهم بتوفير المأوى والغذاء والدواء لهذه الأسر.