الأخبار
- أخبار محلية
العنصرية والطائفية وتفخيخ عقول النشء.. إرهاب الحوثي يستكمل خارطة المنهج التعليمي
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 26 ديسمبر, 2021 - 09:19 مساءً
أكدت مصادر تربوية أن مليشيا الحوثي، وسعت من تغييرها للمناهج التعليمية الخاصة بالفصول الأول الستة (الأول حتى السادس) والتي بدأت فرضها على عموم المدارس في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لها.
وقالت إن التغييرات الجديدة شملت مقررات القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية والتاريخ، في توجه لصبغ المنهج بالعنف والجهادية، وإضفاء الرموز الحوثية أو السلالية في مختلف الدروس.
وبينّت أسباب التكثيف الحوثي في تغيير الدروس والمقررات، أنها تأتي ضمن برامج المليشيا في فرض الفكر الطائفي الذي يخدم مشروعها التمزيقي، كما أن طلاب هذه المرحلة يتميزون بالذهن الصافي، مما يدفعها إلى حشوه بالإرهاب تمهيداً لتجنديهم والزج بهم في معاركها العبثية، كما تعمل أي جماعة مسلحة.
واطلع "العاصمة أونلاين" على عدد من المقررات الإرهابية التي تفرضها المليشيا قسراً على أبناء اليمنيين، ممن يعيشون في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الخاضعة لها، والتي تمارس ضدهم كل أنواع الانتهاكات ومنها الانتهاك التعليمي بأهم شريحة في المجتمع (الأطفال) مما يحتم بحسب مراقبين إلى الإسراع في إنقاذهم، فهم لا يفرقون عمّن يتحدث عنهم الإعلام الغربي بأطفال "داعش" في العراق وسوريا كمثل بسيط عن التشابه الحوثي مع ذلك التنظيم المتطرف.
والملاحظ أن المليشيا في هذه التغييرات المستحدثة، والتي لم تظهر بهذا الشكل في الفصل الأول من العام الدراسي، أنها خصصتها لتمجيد وإبراز شخصيات معينة، وفي مقدمتهم الصريع "حسين بدر الدين" وشخصيات أخرى من المقاتلين في صفوفها، ممن لقوا مصرعهم في المعارك الأخيرة، وفي تركيز أكثر على القتلى من الأطفال، وهو ما يوضح الغرض الرئيس من هذه الإضافات الطائفية والتي تكمن "مع سبق الإصرار والترصد" في تجنيد الصغار.
كما أن المليشيا جندت لمهمتها الخبيثة هذه كتاباً وشعراء من أكثر الموالين لها، ممن لا يمتلكون أي رؤية تربوية سوى التقديس والتأليه لهذه الجماعة وزعمائها، والتي باتت تمثل أكبر خطر على اليمنيين.
وسعت المليشيا إلى حشو المنهج، وفي عديد مقررات زعيمها الهالك حسين الحوثي، وضمن دروس عدة، تحت مسميات الأعلام الجهادية، أو نصوص التذوق، والتي منها نصوص شعرية، من كتبها أمثال، الصحفي المتحوث، صلاح الدكاك، الذي يعد من أبرز المتغنين بسلالية المليشيا ومن المروجين لفصول قتلها وحربها المستمرة ضد أبناء الشعب اليمني.
أما عن قتلاها الصغار، فأفردت المليشيا لأحدهم، والمعروف بـ"طومر"، في الصف السادس، وفي نصوص التذوق أيضا لكتاب اللغة العربية، وبعنوان "تاريخ طومر" مضفية عليه هالة من البطولة، وهنا تكمن الخطورة بحسب مختصين اجتماعيين يرون أن المليشيا تجند وفق عقلية الأطفال، التي تجنح دائماً إلى البطولة ومحاولة تقليدها.
وفي موضوع آخر حرصت المليشيا إلى أن يكون المنهج محشوا بالأيام والمناسبات الدينية التي تخص طائفة واحدة، مثل "جمعة رجب" في توجه لقطع أي فرص للتعايش، وزيادة تقسيم المجتمع، كما أنها لا تتناول إلا الجماعات والحركات التاريخية التي تدعي صلتها بآل البيت فقط، حتى تلك التي كان لها دور هامشي، مثل الأسرة التي حكمت جزءا من المغرب العربي، وعرفت بـ "الأدارسة"، وهو ترسيخ لفكرة حكم الطائفة والأسرة والسلالة، في إمعان منها لترسيخه أوساط اليمنيين.
ونتيجة لهذه الدروس، والتي تحاول المليشيا تغليفها بهالة من التقديس وكأنها نسيج وحدها، أكد تربويون وأولياء أمور أنهم يجدون ممانعة ورفضا من قبل أبنائهم الذين يرفضون الاستمرار في فصول الدراسة.. وأوضحوا أن هناك عزوفا كبيرا من الطلاب، وهو ما يحتم الضغط على المليشيا من أجل تحييد التعليم في هذه الحرب.