البيض الذي لا تخلو موائد اليمنيين منه، بات ورقة ابتزاز، وأصبحت عملية توزيعه من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى مناطق الحكومة، ممنوعا، وفق قرار أصدرته المليشيا مطلع الشهر الجاري سبتمبر/ أيلول، سبقه رفع الرسوم الضريبية للدواجن بنحو 300 ريال عن كل حبة دجاج اي معدل نصف دولار.
 
تُجار وملاك مزارع الدواجن نظموا الاسبوع المنصرم، وقفة احتجاجية أمام مبنى وزاره الصناعة والتجارة بصنعاء تنديداً بقرار منع تصدير البيض إلى المحافظات الجنوبية.
 
وأضرم المحتجون النار في عشرات من كراتين البيض الفاسد، تعبيرا عن استياءهم للقرار الذي بات يهدد مشاريعهم بالإغلاق وكساد المنتج، مشيرين إلى أن القرار يعرضهم إلى خسائر كبيرة وارتفاع فساد الكميات المخصصة للتصدير لاسيما وأن البيض يحتاج إلى ظروف معينة للحفاظ عليه وتوزيعه.
 
وأفاد العديد تجار البيض لـ"العاصمة أونلاين"، أن مليشيا الحوثي فرضت زيادة كبيرة مفاجأة في أسعار كرتون البيض، حيث ارتفع سعرة من 18 الف إلى 25 الف أي قرابة 45$ وفقا لفارق الصرف في مناطق سيطرة المليشيا.
 
وعمد التجار إلى فع سعر كرتون البيض إلى التجار في المحافظات المحررة إلى نحو 50 ألفا (بسعر صرف الدولار في المحافظات المحررة)، فضلا عن رفعها في مناطق سيطرة المليشيا بمعدل 20% وبلغ سعر الحبة البيض 80 ريال في زيادة كبيرة لم يشهدها السوق مسبقاً.
 
ووصل إنتاج اليمن من البيض عام 2019، إلى نحو 1.380 مليون بيضة، بزيادة ملحوظة عن العام السابق 2018 والذي بلغ الإنتاج فيه نحو 1.169 مليون بيضة.
 
ارتفاع سعر البيض


يشكو المواطن علي الحيدري (٤٥ عاما)، من ارتفاع سعر الحبه البيض في محافظة تعز، حيث ارتفع سعر الطبق البيض إلى 4800 ريال يمني ، بعد أن كان يباع بسعر 3800 الشهر الماضي.
 
وعزا الحيدري، السبب في ذلك إلى قرار مليشيا الحوثي، منع دخول البيض والدواجن إلى مناطق سيطرة الحكومة، في حال أن البديل غير متوفر بكثرة حاليا، مشيرا إلى خلو بعض المحلات التجارية من البيض في حادثه هي الأولى من نوعها منذ نشوب الصراع في البلاد.
 
 وأكد ملاك محلات تجارية، أن سعر الكرتون البيض أصبح ب 57 ألفا، أي قرابة 57$ بسعر صرف الدولار في محافظة تعز، مما جعلهم يمتنعون عن الشراء لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وما يقابلها من قلة الطلب للمواطنين.
 
مزيد من الازمات

 
واعتبر الباحث الاقتصادي عبدالواحد العوبلي، قرار منع تصدير البيض إلى محافظات الشرعية دليل على إمعان مليشيا الحوثي في تجويع اليمنيين، وخلق أزمة تلو الأزمة دون الاكتراث بما ينعكس على الحياه المعيشية للمواطنين.
 
وأضاف لـ"العاصمة أونلاين"، أن وصف الحوثيين للقرار على أساس (تصدير)، يصب في بوتقة حرص المليشيا الحوثية، على ترسيخ الانفصال الذي بداؤه بقرار الانقسام النقدي قبل سنوات، والذي استخدموه بغرض نهب أموال اليمنيين ومفاقمة معاناتهم الاقتصادية والمعيشية.
 
وفيما يتعلق بقرار المنع، أشار العوبلي، إلى أن مليشيا الحوثي في صدد إنشاء شركات وسيطة للتجار بين محافظات الشرعية ومناطق سيطرة المليشيا، مشيراً إلى أن الشركات الوسيطة لن تكون سوى شركات تابعة لقيادات الحوثيين لضمان استفادتهم الشخصية من أي عملية إنتاج تدر دخلا جديدا في البلاد، وإيجاد مزيدا من الموارد المالية لتمويل حربهم العبثية ضد الوطن والشعب اليمني.
 
عبث بالنشاط التجاري


من جانبه، قال الصحفي الاقتصادي وفيق صالح، أن قرار منع تصدير البيض من المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، سبقه قرار بمنع عدد من البضائع الدخول من المحافظات المحررة إلى مناطق الحوثيين مثل الزبيب والثوم، معللا السبب في الرغبة برفع وتيرة الاستيراد عبر ميناء الحديدة وبقية الموانئ والمنافذ الخاضعة لسيطرتهم لزيادة الإيرادات الضريبية من عملية الجمارك.
 
وأوضح، أن الخاسر الأكبر من هذه القرارات والمقامرات التي يقوم بها الحوثي والعبث بالنشاط التجاري، هو المواطن البسيط.
 
ولفت إلى أن هذا القرار سيعود على ملاك مزارع الدواجن، بخسارة تجارتهم وكساد منتجاتهم، وسيودي إلى ركود الإنتاج في هذا القطاع.
 
وأكد تقرير أممي سابق أن أسعار الدواجن والبيض ارتفعت بشكل كبير بسبب زيادة الضرائب التي فرضت مؤخرا على التجار وفي نقاط التفتيش.
 
ووفقاً لشبكة الأمم المتحدة للإنذار المبكر، فإن ذلك يحد من الوصول إلى مصادر مهمة للبروتين والمواد المغذية لملايين الأسر، إلا أن هطول الأمطار فوق المتوسط يوليو الماضي أدى إلى تجديد مصادر المياه لري الأراضي الزراعية، ما أسهم بشكل عام إيجابيا في الإنتاج الزراعي.
 
 وأشار التقرير إلى أن استهلاك العاصمة صنعاء فقط من الدواجن الحية والمجمدة يقدر بنحو 2 مليون دجاجة حية ومجمدة تدخل يومياً إلى المدينة، في حين تفرض مليشيا الحوثي على الدجاجة الواحدة رسوما بنحو 300 ريال يمني بعد أن كانت بعشرة ريالات حتى عام 2010.
 
وقدر التقرير الأممي أن المليشيا الحوثية تتحصل على ما يعادل مليون دولار يومياً من رسوم وضرائب دخول نحو 2 مليون دجاجة (حية ومجمدة) إلى العاصمة صنعاء فقط، التي تحكم السيطرة عليها منذ عام .2014