الأخبار
- تقارير وتحليلات
عام من الاختطاف لـ 5 "بهائيين".. هل سينجح التضامن المحلي والدولي في تخليصهم من سجون "الحوثيين"؟
العاصمة أونلاين/ تقرير خاص
السبت, 25 مايو, 2024 - 10:14 مساءً
منذ 25 مايو/ أيار 2023، والحقوقي "عبدالله العلفي" يقبع في أحد سجون مليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة صنعاء، مع أربعة آخرين، بتهمة انتمائهم إلى طائفة "البهائيين".
عُرف "العلفي" قبل اختطافه وسجنه من الحوثيين، عرف بدفاعه المستمر عن "البهائيين" في اليمن، والذين تعرضوا للاضطهاد عقب انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، والتي ترى أنهم عملاء للغرب ويسعون إلى تغيير أخلاق اليمنيين.
وسبق أن حصل "العلفي" على تضامن ومحاولات للضغط من أجل الإفراج عنه، إلا أن مليشيا الحوثي ترفض، ذلك، علماً أنه تم اعتقاله مع 17 آخرين، في العام 2023، كانوا في لقاء مدني وفق مصادر مقربة منه، وسبق أن أفرجت المليشيا عن 12 شخصاً، بضغط أممي، وأبقت على العلفي وآخرين، هم " عبد الإله البوني، محمد الدبعي، إبراهيم جعيل، وحسان ثابت الزكري".
ومؤخراً زادت حملات وبيانات التضامن مع "البهائيين" الخمسة الذين يتعرضون لانتهاكات في سجون الحوثيين، وفقاً لبيان أخير للجامعة البهائية العالمية.
وترجع مصادر بهائية تحدثت لـ "العاصمة أونلاين" أسباب اختطاف الحوثيين للبهائيين، بأن المليشيا منذ وقت مبكر وهي تنفذ سياستها القمعية بحقهم، وأن الامر يعود لكراهيتها لمعتقداتهم، لذلك لا توجه أي اتهامات لهم، سوى ما تزعم أنهم "مرتدون عن الإسلام وعملاء لأمريكا وإسرائيل".
وفي 2 يونيو/ 2023، عقب اختطاف الحوثيين للبهائيين، خرج مفتي الحوثيين، "شمس الدين شرف الدين" مهاجماً الطائفة بشكل كامل، وهو ما اعتبرته الجامعة البهائية العالمية دليلاً واضحاً على التضليل الذي تمارسه المليشيا، كما تمارس الكراهية على عموم البهائيين، وقالت حينها في بيان "إن المفتي الحوثي خصص خطبة في 2 من يونيو استمرت لأكثر من ساعة، ضد البهائيين في اليمن".
وأشارت إلى أن المليشيا تمارس بحقهم أنواعاً من التسلط، فأغلقت مؤسساتهم وطاردت العشرات منهم، خلال الفترة الماضية، واليوم ترفض الإفراج عن العلفي ومن معه.
حراك دولي
إلى ذلك تستمر الفعاليات الدولية للتضامن مع البهائيين في اليمن، ففي مايو الجاري، أصدر كل من: تحالفٌ قوي لخبراء الأمم المتحدة الخاصين، وعدد من البرلمانيين الأوروبيين، والسفراء، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، وحائزة على جائزة نوبل للسلام، بيانات تطالب سلطات الحوثيين في صنعاء، بالإفراج عن خمسة بهائيين احتجزوا قبل عام في مثل هذا اليوم في عملية مداهمة عنيفة نفذها مسلحو الحوثي.
وطبقاً لبيان صادر عن الجامعة البهائية فإن "العلفي" ومن معه في سجون الحوثيين يتعرضون منذ عام كامل من الاعتقال الظالم لانتهاكات عديدة لحقوق الإنسان.
وقال البيان إن مليشيا الحوثي تمارس عليهم ضغوطاً كثيرة لإجبارهم على إنكار معتقدهم البهائي دون جدوى، كما تم إجبارهم على المشاركة فيما يعرف "الدورات الثقافية" والتي تهدف إلى تلقينهم الأيديولوجية الحوثية، مما يعد بوضوح معاملة مهينة وانتهاكا صارخا لحرية المعتقد واكراهًا بموجب القانون الدولي.
ما الذي يجب فعله؟
عمّا يمكن تقديمه لـ "العلفي" والمختطفين الأربعة الآخرين، وهل يمكن للضغط الحقوقي الدولي والمحلي أن يفيد في إطلاق سراحهم؟ تحدث لـ "العاصمة أونلاين" "نادر السقاف" مدير مكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن، الذي عدد في البدء الخطوات التي يجب اتخاذها لدعمهم والإسراع في الإفراج عنهم.
ويرى أنه لدعم قضية المعتقلين "تعسفياً" من البهائيين يتطلب "اتخاذ خطوات متعددة على الصعيدين المحلي والدولي" مؤكداً وجوب زيادة التوعية حول هذه القضية من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لإبراز حجم الانتهاكات والضغط للمجتمع المحلي، الإقليمي والدولي للتحرك.
وأشار إلى أنه يمكن التعاون مع منظمات حقوق الإنسان لإصدار تقارير وإدانة الانتهاكات، مما يزيد من الضغط على الحوثيين.
وقال "السقاف" بأنه "ينبغي على الحكومات والمؤسسات الدولية ممارسة ضغوط دبلوماسية على الحوثيين للإفراج عن المختطفين، كما يمكن للمجتمع المحلي تنظيم حملات تضامن سلمية لدعم البهائيين والمطالبة بإطلاق سراحهم. هذه الخطوات مجتمعة يمكن أن تساهم في تسريع عملية الإفراج عن المعتقلين وإنهاء معاناتهم".
وأكد مدير مكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن، بأن الضغط الحقوقي يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية في الملف، مستدركاً بالقول، "لكنه يحتاج إلى تضافر الجهود على المستويات المحلية، الإقليمية والدولية لتحقيق تأثير ملموس".
وقال إن "تزايد الضغط من قبل منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية يمكن أن يكون سبب بأن يقوم الحوثيين بمراجعة سياساتهم وإطلاق سراح المعتقلين" مشيراً أن "الوقائع تظهر أن الضغوط المستمرة والمكثفة قد تؤدي إلى تغييرات حقيقية، لذا من الضروري استمرار هذه الجهود والتركيز على إبراز هذه القضية محلياً وعالميًا لضمان تحقيق العدالة والإفراج عن المعتقلين البهائيين".