×
آخر الأخبار
"مركز العاصمة" ينظم دورة مكثفة لعدد من الصحفيين في المهارات الصحفية القسام تبث مشاهد استهداف وتفجير 7 آليات للاحتلال في جباليا الارياني: اختطاف الزوقري في إب يعكس حالة الرعب لدى مليشيا الحوثي من الكاميرا  محافظ حضرموت يناقش مع رئيس مركز الإعلام الاقتصادي التعاون المشترك في المجال التنموي نقابة الصحفيين تقول إن إيقاف أنشطتها في عدن استهداف ممنهج  صنعاء.. أحد عناصر الحوثيين يشعل النار في جسده احتجاجاً على نهب أرضه شاب يقتل 4 من أسرته بينهم والداه في صنعاء  وقفات احتجاجية في مارب وتعز تطالب بتحرك دولي لوقف الإبادة الجماعية بغزة لماذا يحتاج الأطفال والكبار إلى قيلولة في النهار؟  لجنة أممية تصف عدوان الاحتلال على غزة بـ"الإبادة الجماعية"

غزو ناعم أم حكم عسكري.. 10 سنوات من التغلغل الإيراني ومخطط فصل اليمن عن هويته ومحيطه العربي والإسلامي (دراسة استقصائية)

العاصمة أونلاين/ دراسة استقصائية


السبت, 21 سبتمبر, 2024 - 08:22 مساءً

يسلط مركز العاصمة الإعلامي الضوء على مسارات التوغل الإيراني في اليمن، وكيف وظفت طهران الحوثيين لتحقيق مصالحها؟، بعد التقاء نظام الملالي فيها مع مطامح جماعة الحوثي في السيطرة والتحكم، وإضفاء الطابع التشيعي على كل مظاهر الحياة، سواء في صنعاء، أو بقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

وأشارت الدراسة التي جاءت بعنوان " غزو ناعم أم حكم عسكري.. 10 سنوات من التغلغل الإيراني ومخطط فصل اليمن عن هويته ومحيطه العربي والإسلامي"، إلى إن إيران أصبحت من تتصدر المشهد في العاصمة اليمنية المختطفة "صنعاء" منذ 21 سبتمبر/ أيلول المشؤوم في العام 2014، عبر توغل ناعم، لا يخلو من خشونة أو دم أحياناً، ظهر في سلسلة تصفيات داخل أجنحة الحوثيين، أو إقصاء وتهميش والوضع تحت الإقامات الجبرية لقيادات لم تنصاع لمشروع الملالي أو العكس.
 
ووفق الدراسة إن إيران خلال الـ 10 سنوات الماضية هي من بدت المتحكمة تماماً ليس في الجوانب السياسية، بل والعسكرية، ظهر ذلك في تعييناتها لما تقول عنهم سفراء لها لدى الحوثيين، بداية من "حسن أيرلو"، وهو الضابط الرفيع في الحرس الثوري، والذي توفي في ظروف غامضة داخل اليمن عقب نقله في الـ 19 من ديسمبر (كانون الأول) 2021 بطائرة إجلاء عمانية من صنعاء، ثم إعلان طهران مؤخراً سفيراً جديداً لها لدى الحوثيين في صنعاء، وذلك في 27 أغسطس/ آب الماضي، وهو أيضاً ضابط في الدفاع الجوي للحرس الثوري الإيراني، ويدعى "علي محمد رمضاني".
 
وكما أشارت الدراسة إلى التواجد العسكري الإيراني  تطرقت كذلك إلى توظيفها لقوتها الناعمة، والتي أرادت من خلالها إحداث تغيير طفيف بما تقوله العلاقات الدولية، بأن القوة العسكرية والسيطرة الجغرافية المباشرة لم تعد المعيار الوحيد لتحقيق دولة ما لمصالحها الجيوسياسية والاقتصادية خارج حدودها القومية، فهي وكما توظف قوتها الناعمة لا تريد أن تتخلى عن قوتها العسكرية، ويظهر ذلك من دعمها لتسليح الحوثيين، فأسماء الصواريخ مثلاً يتم إضفاء الأسماء الشيعية التي يطلقها نظام إيران على أسلحته تماماً.
 
إزاء ذلك حرصت إيران على التواجد في صنعاء، والمشهد اليمني برمته من خلال الخطابات والشعارات الإعلامية، كما أنها بدت مهيمنة على الدعاية الثقافية الحوثية.
 
كما سوقت إيران للحوثيين في محافلها الثقافية جعلت أيضاً من المناشط الحوثية في الداخل تشي أكثر بما يربطهم معا من روابط خمينية وتشيعية وإمامية، كلها تصب حول هدف طهران بأنها هي صاحبة القول الفصل، لا قيادات جماعة الحوثي.
 
هذا وتطرّقت الدراسة إلى الجوانب الأخرى للتواجد الإيراني في اليمن، من خلال التعليم والذي أضافت إليه قسراً اللغة الفارسية كقسم جديد في جامعة صنعاء، ثم المنح التعليمية، ناهيك عن عسكرة الحياة كفرض المراكز الصيفية والدورات العسكرية لكل الشرائح، من طلاب وموظفين وأكاديميين وأطباء وحتى عمال نظافة، في واقع لم تشهد اليمن من قبل.
 
دبلوماسية أم حكم عسكري
في الـ 11 من أكتوبر/ تشرين 2023، وعلى نحو مفاجئ طلب النظام السوري، من الحوثيين بإخلاء مبنى السفارة اليمنية في دمشق، لتعلن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في وقت لاحق تسلمها للسفارة، والأمر يعد تطوراً لافتاً ليس لصالح جماعة الحوثي دبلوماسياً، وعلى الرغم من أن نظام بشار الأسد حليف استراتيجي مع إيران، إلا إن هناك خلافاً في هذا الاتجاه، كون الأسد يبحث عن خروج من العزلة المفروضة عليه إقليمياً منتهزاً فرصة التقارب مع دول عربية عدة ومنها السعودية، فآثر أن يضحي بعلاقته السياسية المعلنة مع الحوثيين، وإن عبر القنوات الشرعية، والتي بالطبع لا تمثلها الجماعة المنقلبة على الدولة في اليمن.
 
إلا إن لإيران وجهة نظر أخرى، فهي بحاجة الحوثيين، كما أن أي تواجد علني لها في صنعاء، لا بد أن تعطيه مسحة مدنية، وهو ما ظهر من إعلانها سفيراً لها جديد في صنعاء، وذلك في أغسطس الماضي، وهو ما اعتبره متابعون للشأن اليمني، بأنه يفضي إلى تقويض الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والأمن في اليمن، فبعد ثلاث سنوات من وفاة غامضة لسفيرها السابق لدى جماعة “الحوثيين” حسن إيرلو، أعلنت طهران تعيين سفير جديد لها يدعى علي محمد رضاني في صنعاء الخاضعة لسيطرة “الحوثيين” الموالين لإيران منذ عام 2014، بعد الانقلاب على الحكومة اليمنية الشرعية.
 
تسويق الحوثي خارجياً
في أواخر أبريل/ نيسان، 2024، أعلنت إيران أن صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين ستحل محل الهند كضيف خاص لمعرض طهران الدولي الـ 35 للكتاب، وهذا الإعلان وإن بدا وحيداً خلال العام الجاري إلا إن مسؤولي طهران كثفوا خلال الأشهر الماضية باللقاء مع قيادات الحوثيين، منها لقاءات لوزير الخارجية السابق "حسين أمير عبد اللهيان" الذي جمعته لقاءات أبرزها مع المتحدث باسم جماعة "الحوثي" محمد عبد السلام، وذلك في طهران، وفي العاصمة العمانية مسقط.
 
وفي هذا الإطار التقى في 30 يوليو/ تموز الماضي، الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، رئيس الوفد التفاوضي والمتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام. 
 
وفي اللقاء قال "بزشكيان إن العلاقة بين إيران والحوثيين تعتمد على معتقدات وثقافة مشتركة لا يمكن المساس بها"، وأشار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ووصفها بالمهمة والفعالة للغاية، وزعم أنها شكلت ضغطًا واضحًا على الكيان الصهيوني وداعميه. 
 
فتح مكاتب للجماعة في الخارج (العراق نموذجاً)
بتسهيل من إيران فتح الحوثيون مكتباً لهم في العراق، مما يكشف عن رغبة إيران في بناء كتلتها الإقليمية، حيث يتيح المكتب للحوثيين حضور دائم في العراق والتبادل مع الحركات الشيعية فيها سواء على المهارات العسكرية أو التنسيق بشأن الأهداف.
 
حوثيون في روسيا
في أواخر يناير كانون الثاني 2024، وفي زيارة معلنة إلى موسكو التقى وفد حوثي مع نائب وزير الخارجية الروسية والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، حسب ما أعلن الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام على منصّة "إكس".
 
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته وكالات الأنباء الروسية أن خلال اللقاء مع الحوثيين "تمّت بشدة إدانة الضربات...  التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن والتي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع على نطاق إقليمي".
 
هجمات البحر الأحمر
تستغل إيران الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر لصالح مشروعها الرامي إلى بسط نفوذها في المنطقة، وتشير تحليلات إلى أن جماعة الحوثي باتت شريكا أساسيا مع طهران لتحقيق هذا الهدف.
 
والهجمات التي تشنها جماعة الحوثي، منذ نوفمبر الماضي، في البحر الأحمر مكنت إيران من زيادة نفوذها في البحر الأحمر، كما أصبح الحوثيون جزءا أساسيا مما يطلق عليه "محور المقاومة" في طهران.
 
التواجد العسكري الإيراني على الأرض
تشير المعلومات بأنه يتواجد قادة ومستشارون من نخبة "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" على الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ويلعبون دوراً مباشراً في هجمات الحوثيين على حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر.
 
"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" نفسه قد نشر أن مشغلين للصواريخ والطائرات بدون طيار ومدربين على استخدامها يتواجدون في اليمن، بالإضافة إلى أفراد يُقدمون الدعم الاستخباراتي التكتيكي للحوثيين.
 
ووفقاً لما صرح به مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون لموقع "سيمافور" الأمريكية فإن "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" أشرف أيضاً من خلال "فيلق القدس" التابع له في الخارج، على نقل الطائرات الهجومية بدون طيار وصواريخ "كروز" والصواريخ الباليستية متوسطة المدى إلى الحوثيين الذين استخدموها في سلسلة من الضربات على البحر الأحمر وأهداف إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
 
وقالوا إن الوجود العام "للحرس الثوري الإسلامي الإيراني" داخل اليمن هو تحت إشراف الجنرال عبد الرضا شهلائي، القائد الذي مقرّه طهران، والذي حاولت إدارة ترامب اغتياله في غارة بطائرة بدون طيار عام 2020 في اليمن.
 
غرس الوكلاء الداخليين
حرصت إيران على أن يكون لها وكلاء خاصين دخل جماعة الحوثي، وفي كل المجالات، ولعل أبرزهم في الجانب السياسي سلطان السامي، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، بينما أبرزهم في الجانب الأمني "عدنان قفلة" وذلك كونه أصبح مشرفاً على وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، وهو ما يشير إلى مدى تغلغل طهران أوساط الحوثيين، وبحسب المعلومات أن إيران عينت ضابطاً يعمل تحت إشراف الحرس الثوري وفيلق القدس في اليمن، كمشرف على العمل الأمني بشكل عام.
 
ووفق المعلومات فإن "عدنان قفلة" كان يعمل في سفارة الحوثيين بطهران حتى نهاية 2022، ليعود ويعين مباشرة مسؤولاً عن هيكلة وزارة الداخلية الحوثية ولجانها الشعبية ومديراً للقوى البشرية.
 
ومن أبرز وكلاء إيران أسرة "آل الحمران" التي تعد واحدة من العوائل الأكثر نفوذاً داخل جماعة الحوثي، وتجمعها علاقة قرابة ومُصاهرة مع أسرة بدرالدين الحوثي، وبمؤسس الجماعة، ويتربع أبناء الأسرة مواقع ومناصب حساسة، خصوصاً في المجالات التعليمية والفكرية والعسكرية والأمنية والتنظيمية.
 
هذا وينصبّ تركيز "آل حمران" على المهمة التعبوية والفكرية والتربوية وتأطير المجتمع ضمن مشروع المسيرة الجهادية وتحشيده لحروب دائمة، وتم الدفع بقياداتها إلى أهم المواقع والوسائل والمؤسسات المعنية بالاتصال بالمجتمع ونشر ما تسميه الجماعة "الثقافة القرآنية". هذه المهمة هي الركيزة الصلبة التي يقوم عليها التنظيم السري للحركة.
 
التغيير الديموغرافي
نفذت إيران مخططاً منظماً مضت على تنفيذه الجماعة الحوثية، يهدف إلى تحقيق الأريحية لهم في السيطرة على الجزء الأكبر من اليمن، بدءاً من الاستهداف للمدن والمناطق المقاومة للمشروع الطائفي، لذا تركزت حرب الحوثيين أكثر على محافظات كتعز والبيضاء ومأرب، عبر كتائب عقائدية تدربت من قبل الحرس الثوري وحزب الله.
 
الأمر الآخر مارس الحوثيون من التهجير وفرض الحصار الخانق على عديد مناطق، كما أنهم يمارسون أبشع الانتهاكات منها الإعدام كما هو حاصل مع أبناء تهامة، وجعلت من الاعتداءات سلوكاً شبه يومي على المواطنين، وأكبر مثال على ذلك ما يحصل في محافظة إب والتي لا تغيب فيها الأساليب المقاومة، بينما أبرز مثال على التهجير دماج وحجور والعشرات من العائلات في عتمة والعدين ورداع ومديريات أخرى في البيضاء ومأرب والجوف وعمران.
 
غير بعيد تعمل قيادات حوثية البعض منها مرتبطة بشبكات مالية إيرانية، على شراء الأراضي والعقارات، وأكبر مثال على ذلك حزام صنعاء، أو ما يعرف بطوف صنعاء، والذي وصل فيه الحوثيون على إصدار فتاوى أن بعض الأراضي كما في بني مطر، موقوفة لعلي بن أبي طالب وهو نهج إيراني في السيطرة والاستحواذ والنهب.
 
وفي هذا الإطار افتتح الحوثيون في 7 مارس/ آذار 2023، "جامعة الحضارة" كأول استثمار لأذرع إيران في العراق واليمن، لتدريس المنهج الإيراني في جميع التخصصات بما فيها الطبية.
 
التعليم
استهدفت إيران التعليم منذ وقت مبكر، ليكون منفذاً مريحاً للدخول إلى المشهد اليمني، فكما هو معروف عنها أنها تعتمد على القوة الناعمة ومنها التعليم، من أجل توسيع مجال نفوذها وهيمنتها في المنطقة.
وفي هذا الإطار درج النظام الإيراني على توظيف المنح الدراسية، وتغيير المناهج بشكل مكثف، ففي مناهج التعليم أوعزت للحوثيين على إحداث تغيير واسع فيها، كما أن الجماعة أعادت صياغة مادة الثقافة الإسلامية على سبيل المثال في الجامعات بما يتوافق مع أفكارهم ومواقفهم، وفي امتحانات تلك المواد يضع الحوثيون أسئلة تمجد رموز الحوثيين ونظرية الولاية وتمجد إيران وتضعها في مقابل إسرائيل.
 
ومن أبرز مظاهر الحضور الإيراني في مجال التعليم التالي:
  • إنشاء مراكز بحثية في جامعة صنعاء، وإنشاء جامعة الحضارة التي تعد توغلاً شيعياً عراقياً في اليمن.
  • تعيين مشرف سلالي في جامعة صنعاء للإشراف على خطط رسائل الماجستير والدكتوراه وإقرارها أو رفضها.
  • تحويل أنشطة الجامعات بما يخدم التوجه الطائفي الإيراني، كإقامة معارض لصور القتلى وزيارة المقابر.
  • عرض صور قيادات الحرس الثوري الإيراني في أروقة الجامعات
 
اللغة الفارسية
عقب انقلابها في سبتمبر/أيلول 2014، وسيطرتها على صنعاء، افتتحت جماعة الحوثي قسم اللغة الفارسية في كلية الآداب بجامعة صنعاء واستعانت بمدرسين يمنيين كانت قد ابتعثتهم للدراسة في المدن الإيرانية.
 
وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أقامت جامعة صنعاء حفل تخرج الدفعة الأولى التي سميت بدفعة "قاسم سليماني" من قسم اللغة الفارسية بكلية اللغات والترجمة، وفي العام 2022 احتفل الحوثيون بتخريج ثلاث دفع.
 
كما أن تدريس الفارسية وتعليمها لم يكن سوى نتاج لنشاط "مؤسسة سعدي لتعليم اللغة الفارسية"، وهي مؤسسة إيرانية بدأت نشاطها الرسمي في الحادي والعشرين من أبريل/نيسان 2013، من أجل تعليم ونشر اللغة الفارسية والتي تقوم بتعليم الراغبين بالفارسية في أكثر من 40 منطقة في العالم.
 
اضطرار معاهد عريقة في صنعاء، إلى فتح أقسام لتدريس اللغة الفارسية، لكي تتجنب تعسفات الحوثيين، منها معهد يالي لتعليم اللغة الإنجليزية، والذي أقام فيه الحوثيون على سبيل المثال، فعالية خطابية بذكرى المولد النبوي لأول مرة منذ تأسيسه في اليمن قبل عقود.
 
ووصل الأمر في مارس/ آذار 2023، إلى إضافة الحوثيين اللغة الفارسية في وكالة سبأ بنسختها الحوثية، في توجه لصبغ كل المؤسسات بالهوية الإيرانية وجعلها المسيطرة على كل مناحي الحياة في صنعاء.
 
المنح التعليمية
منذ وقت مبكر قامت أيران على توظيف المنح الدراسية للاستقطاب في اليمن، وفي 25 أبريل/ 2024ـ أعلنت مليشيا الحوثي فتح باب التنافس بين الذكور فقط، على 473 منحة دراسية قدمتها إيران، وذلك ضمن مساعيها لتشييع وتطييف المجتمع وتجريف عقيدة وهوية اليمنيين، مشترطة دراسة اللغة الفارسية وتقديم ضمانة تجارية، واجتياز الاختبار (المقابلة الشخصية) لسفارة طهران في صنعاء في محاولة من المليشيا لزيادة الملتحقين لقسم اللغة الفارسية المستحدث بجامعة صنعاء في منتصف 2016م، والذي أشرف قيادي إيراني يدعى مرتضى عابدين المقيم حينها بصنعاء على إنشائه بغرض تدريس اللغة الفارسية، ضمن مشروع التغول الإيراني في اليمن باستغلال سيطرة ذراعها مليشيات الحوثي.
 
وفي هذا الإطار يرسل الحوثيون سنوياً المئات من شباب اليمن اغلبهم من السلالة للدراسة في الحوزات العلمية الشيعية في إيران والعراق، بنحو 800 مبتعث في منح مقدمة من إيران، في إطار مساعي طهران لانتزاع اليمن من محيطها العربي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً في تهديد حقيقي للأمن الفكري والثقافي واللغوي للمجتمع اليمني، ضمن مخطط التطييف واستبدال وتجريف الهوية الوطنية وإحلال الهوية الفارسية بديلاً لها.
 
الاقتصاد.. النفط والعقارات
سعت إيران إلى تعزيز اقتصاد الحوثيين من خلال دعمها المباشر وغير المباشر، لبعض وكلائها داخل الجماعة، والذين شكلوا بدورهم نظاما اقتصاديا يتكون من عديد شركات تعمل على غسيل الأموال وتهريب النفط والإتجار به بالإضافة إلى السيطرة على سوق العقارات، كما ساعدت إيران الحوثيين على احتكار الزراعة وتسويق المنتجات الزراعية، وقد سيطرت على سبيل المثال على أغلب أسواق بيع المنتجات الزراعية بالجملة في صنعاء والجوف على سبيل المثال.
 
كما أن صنعاء شهدت استحواذا كبيراً من قبل الحوثيين على قطاع الأراضي والعقارات بل واستحدثت مديرية جديدة أسمتها بصنعاء الجديدة وهي مقتطعة من عدة مديريات أبرزها سنحان وبلاد الروس، وذلك للسيطرة عسكريا على العاصمة، كون أبرز العقارات والأراضي التي سيطر عليها الحوثيون هي استراتيجية ومهمة.
 
ومن أبرز تلك الشركات " شركة بتروليوس لاستيراد المشتقات النفطية"، و "مؤسسة الزهراء للتجارة والتوكيلات" و"بلو دايموند للتجارة والاستيراد"، و"مؤسسة تامكو للمشتقات النفطية"، و"جازولين أمان لاستيراد المشتقات النفطية" و"موبك لخدمات النفط والغاز"، و"وقود للاستثمار المحدودة".
 
ومنها شركتا "ستار بلاس وبلاك دايموند" المملوكتان لـ”صلاح فليتة”، شقيق ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام والذي يعد المدير الفعلي لهذه الشركات ويقيم في مسقط، والذي يمتلك كذلك مؤسسة الشهيد المعنية بتوزيع حصص النفط الإيراني المجاني.
 
تغيير هوية اليمنيين
تبقى صنعاء هي المستهدفة الأولى إيرانياً، وقد عمدت إيران عبر الحوثيين إلى تغيير هويتها، حيث أقدموا على هدم أسواق شعبية قديمة منها (المحدادة والحلقة والمنقالة) والتي تضم مئات المحلات الأثرية في مدينة صنعاء القديمة، وتحويلها إلى مزار على الطريقة الإيرانية".
 
الهدم نال كذلك مساجد كمسجد النهرين التاريخي الواقع في مدينة صنعاء القديمة الذي بني في القرن الأول الهجري، وكل ذلك يأتي ضمن الاستهداف والتدمير للمواقع الأثرية والتراثية، في تجريف متعمد للهوية والموروث الحضاري والثقافي لليمن.
 
عسكرة الحياة
لا يقل خطر التعبئة العقائدية عن السيطرة الاقتصادية، وهو ما يظهر من خلال الفعاليات والمناسبات الطائفية التي تظل طيلة أيام السنة في تقليد إيراني، لم يعهده اليمنيون من قبل، مع إنشاء للحسينيات وفرض للشعارات الخمينية كالصرخة سواء في التجمعات أو المدارس والجامعات.
 
وفوق ذلك فرض الدورات العسكرية والطائفية لكل شرائح المجتمع في إذلال وامتهان لليمنيين حيث يفرض الحوثيون الدورات للأكاديميين والمعلمين وسائر الموظفين.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير