الأخبار
- أخبار محلية
الخوف من المصير المحتوم يدفع قيادة الحوثي للفرار من صنعاء وتهريب الأموال إلى الخارج
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 30 ديسمبر, 2024 - 12:04 مساءً
الانهيار الداخلي والانهزام النفسي والخوف من المصير المحتوم دفعت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران للتصرف بالعقارات المنهوبة بالبيع، ونقل أموالهم وعائلاتهم إلى صعدة أو خارج اليمن قبل مغادرة صنعاء.
هذا ما أكدته إحصائيات للخطوط الجوية اليمنية بشأن الارتفاع الكبير في حجوزات رحلات الطيران من صنعاء إلى الأردن، وحذرت منه الجهات الحكومية بعد شروع قيادات حوثية في التصرف بالعقارات والمنازل المستولى عليها بالبيع والمتاجرة.
وتوضح الإحصائيات ارتفاعًا كبيرًا في طلبات حجز تذاكر رحلات اليمنية من صنعاء إلى الأردن ومنها ترانزيت إلى دول أخرى، منذ استسلام حزب الله وسقوط نظام الأسد المدعوم من إيران. ويعزى ذلك، حسب مصادر إعلامية، إلى مغادرة عائلات قيادات حوثية إلى خارج اليمن.
وبحسب المصادر، فإن المئات من عائلات قيادات الحوثيين سافرت إلى الخارج مصطحبة معها ما خف وزنه وكبرت قيمته من الأموال والذهب والمجوهرات والأثاث، والذي تم الاستيلاء عليه من منازل المواطنين أو نهب من داخل بنوك الدولة، أو صار بالقوة المسلحة والحيلة والسرقة إلى جيوب وخزائن الجماعة بطرق متعددة.
بيع العقارات وتحذير حكومي
مؤخرًا عرضت مليشيا الحوثي الإرهابية منازل وأراضي وعقارات للبيع، بما في ذلك الممتلكات المنهوبة من المواطنين، في مؤشر واضح على قرب سقوط المليشيا وقناعة قياداتها باقتراب نهاية انقلابهم المدعوم فارسيا، وطي حقبة سوداء من تاريخ اليمنيين، كانت بالنسبة للمليشيا عصرًا ذهبيًا وطريقًا سهلاً للغناء والكسب غير المشروع لقيادات الجماعة الإرهابية.
وحذرت الحكومة على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني كافة المواطنين والتجار ورجال الأعمال من التورط في عمليات البيع غير القانونية التي تقوم بها قيادات وعناصر مليشيا الحوثي والمتعلقة بالأراضي والعقارات المملوكة للدولة أو المنهوبة من الأفراد أو التابعة للأوقاف، أو تلك التي تم شراؤها من الأموال المنهوبة من الخزينة والإيرادات العامة.
وأوضح الإرياني في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، أن "قيام عدد من قيادات وعناصر مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بعرض المنازل والأراضي والعقارات للبيع، بما في ذلك الممتلكات المنهوبة من المواطنين، مؤشر واضح على حالة الخوف والترقب التي تعيشها بعد انهيار أذرع إيران في المنطقة".
وأوضح أن مليشيا الحوثي نفذت منذ انقلابها عمليات نهب ممنهجة لممتلكات المواطنين واستولت على المنازل والأراضي والعقارات، وأصدرت أحكامًا بالمصادرة عبر القضاء الذي يخضع لسيطرتها.
وأكد بطلان "كافة الوثائق والعقود المتعلقة بالتمليك أو الانتفاع التي تصدرها مليشيا الحوثي (...) كما يتحمل كل من شارك في هذه العمليات، سواء من أعضاء اللجان أو الأشخاص الذين يتعاملون في بيع وشراء هذه الممتلكات، المسؤولية القانونية والجنائية تجاه المتضررين، وسيتم محاسبتهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بعد زوال الانقلاب".
نقل العائلات والأموال
يقول الصحفي أحمد الشميري إن المليشيا في إطار ترحيل وتسفير عائلاتها ونقل الأموال للخارج "لم تكتفِ بتشغيل الطائرات التي تعمل في مطار صنعاء بل ذهبت لتشغل طائرة مكينتها عاطلة في مجازفة غير محسوبة".
وأوضح أن هذا "الإجراء يؤكد في نفس الوقت التقارير والإحصائيات التي تشير إلى أن هناك ضغطًا كبيرًا لنقل أسر القيادات الحوثية إلى خارج البلاد".
ويؤكد الصحفي سامي الكاف ذلك قائلاً "ثمة حركة نشطة تقوم بها عناصر وقيادات تابعة للمليشيا الحوثية تتمثل بعرض منازلهم للبيع في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بما في ذلك تلك التي تم الاستيلاء عليها بقوة السلاح، خوفًا من أي استهداف عسكري أو تحسبًا لأي تحرك شعبي ضدها".
وأكد الكاف "أيًا كان الأمر وما يحدث على الأرض سواء في صنعاء أو في غيرها: لا مفر من خوض المواجهة مع المليشيا المنقلبة على الدولة بقوة السلاح وحسمها بهدف استعادة الدولة وقد طال انتظار استعادتها".
وأوضح "ليس هناك من طريق ثالث؛ إما طريق استعادة الدولة بوصفها [ملاذًا آمنًا لكل اليمنيين بلا استثناء أو تمييز بينهم لأي سبب من الأسباب]، وإما طريق المليشيا الحوثية وإقامة دولتها الثيوقراطية وفق نظام ولاية الفقيه".
واعتبر الدكتور حسن القطوي "تهريب قيادات مليشيات الحوثي الإرهابية لعائلاتهم خارج اليمن دليل واضح على خوفهم المتزايد من المحاسبة الشعبية والعسكرية"، مشيرًا إلى أن المليشيا تترك "المواطنين يواجهون القصف والجوع والانتهاكات، وهي خيانة جديدة تضاف لسجلهم الأسود".
ويشير عبدالله الحميقاني عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر إلى أن "بيع القيادات الحوثية للمنازل المنهوبة يعكس حجم التخبط والانهيار، فهي تدرك أن مشروعها انتهى وأن الشعب اليمني سيستعيد وطنه قريبًا".
الهروب من صنعاء
وقال الصحفي هائل البكالي إن "الجبن يتفوق على الشعارات.. قيادات الحوثي تفرّ من صنعاء إلى صعدة تحت وطأة الضربات الجوية ومعركة قريبة مع الجيش الوطني".
واعتبر فهد طالب الشرفي أن "تهريب القيادات الحوثية ليس مجرد هروب من صنعاء، بل هروب من المسؤولية أمام الشعب اليمني الذي سيظل يطالب بحقوقه ولن ينسى هذه الخيانة".
ويؤكد الصحفي مصطفى القطيبي أن "هروب قيادات مليشيا الحوثي وتهريب عائلاتهم إلى الخارج يكشف حالة الرعب والهلع التي تعيشها المليشيا، في دليل واضح على إدراكهم أن حساب جرائمهم بحق الشعب اليمني بات وشيكًا".
ويقول الصحفي عبدالله المنيفي والناشط السياسي فهد ابن الذيب الخليفي إن "كثيرًا من عائلات مليشيات الحوثي خارج اليمن في أمريكا وأوروبا يستمتعون بأموال الشعب ويتنفّسون الحرية التي حرم منها الشعب بأيدي قيادات الحوثي الإيرانية"، مضيفًا أن "من تبقى منهم سيعود إلى صعدة وإلى كهوف مران وإسقاطهم خيار استراتيجي مفيد للعالم وللإنسانية جمعاء".
ويضيف المنيفي في تغريدة أخرى "المنازل التي نهبها الحوثيون تُعرض للبيع الآن في صنعاء، في خطوة يائسة لجمع الأموال قبل الهروب. التاريخ لن يرحم من خانوا أوطانهم".
المصير المحتوم
يؤكد الإعلامي أنور الأشول أن "الانهيار الحوثي سيأتي دفعة واحدة ولن يجد شبيحة الحوثي ملاذًا لهم ولا أموالهم التي أخذوها عنوة وبدون حق وستنطق الشوارع وتشهد الجدران على أفعالهم وقبحهم على مدار عشر سنوات".
ويشير مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي إلى أنه "بعد أن هرب الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من سوريا سقط عميلهم الأسد سقوطًا مدويًا"، مضيفًا "وحاليًا مصادر في صنعاء ترصد عملية هروب لحرس إيران الثوري وقيادات حوثية وهذه دلالة أن جماعة الحوثي ذاهبة إلى السقوط".
ويعتقد عبدالكريم المدي أن "المليشيا الحوثية تخشى تصاعد العمليات العسكرية ضدها"، وهو ما دفعها إلى تهريب أموالهم وعائلاتهم إلى الخارج، في مؤشر على إدراكها أن مشروعها الطائفي إلى زوال، وأن الشعب اليمني سيستعيد وطنه قريبًا".
ويؤكد المدي أن "الهروب هو خيار مليشيات الحوثي التي دمرت اليمن وجوعت الشعب ونهبت رواتب الموظفين واستولت على الأراضي وأموال المودعين في البنوك"، موضحًا أن المليشيا سقطت أخلاقيًا وإنسانيًا قبل سقوطها السياسي وهي "عصابة الجريمة مشروعها والعنصرية خيارها الأول".
هشتاج الهروب
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء هروب مليشيا الحوثي وقياداتها، ونقل وتسفير عائلاتهم خارج اليمن أو إلى محافظة صعدة في أقصى الشمال مع محاولات تهريب أكبر قدر من الأموال للخارج.
وغرد الآلاف من النشطاء والصحفيين والإعلاميين تحت وسم #قيادات_حوثيه_تهرب_من_صنعاء، مؤكدين أن ما يحدث هو نتيجة حتمية للإرهاب والظلم والنهب الذي مارسته مليشيا الحوثي بحق اليمنيين منذ انقلابهم المشؤوم واجتياحهم لصنعاء والمدن في 21 سبتمبر 2014م.
واستحضر النشطاء في منشوراتهم وتغريداتهم قضايا مواطنين نهبت المليشيات ممتلكاتهم واستثماراتهم، والتي تحاول مؤخرًا بيعها والمتاجرة فيها للاستفادة من ثمنها قبل أن يفوت الأوان كما حدث لنظام الأسد وملالي إيران في سوريا.
وعرض النشطاء شهادات لمواطنين وإحصاءات للمنازل المنهوبة والمفجرة، وكذلك الشركات التي صادرتها الجماعة ونهبها قيادتها.
كما استعرض النشطاء تحت الوسم أسماء وصور القيادات الحوثية المتورطة في نهب ومصادرة منازل المواطنين وممتلكاتهم، بما في ذلك القضاة الخاضعون للجماعة والذين أصدروا أحكامًا بمصادرة وتمليك العقارات المنهوبة، محاولين إضفاء مشروعية زائفة على النهب والسرقة ضمن مخططات المليشيا الاحتياطية للتصرف في تلك العقارات مع أي مؤشرات لزوال انقلابها.
وطالب النشطاء والمغردون المكونات الوطنية والحكومة والمجلس الرئاسي والمسؤولين في الخارجية اليمنية، بالتحرك العاجل لمنع تهريب الأموال للخارج ورصد وتوثيق كل محاولات النهب والتصرف في الممتلكات، وتحريك القوات المسلحة لاستعادة الدولة وبسط نفوذها على كامل الأراضي اليمنية، وإنهاء المليشيات الحوثية وعبثها بحاضر ومستقبل اليمن، وجرها البلاد إلى أتون صراعات إقليمية تخدم إيران وإسرائيل.