الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف حولت مليشيات الحوثي وباء "كورونا" إلى سوق سوداء ومضاعفة معاناة اليمنيين؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الجمعة, 20 مارس, 2020 - 11:15 مساءً
تتاجر مليشيات الحوثي على الدوام بمعاناة اليمنيين في شتى الجوانب، وهو مايحدث مؤخراً تجاه وباء كورونا المتفشي في أغلب دول العالم، حيث عملت الجماعة بشتى الوسائل لتوظيف الدعاية عن كورونا في شن المزيد من الجبايات واحتجاز المواطنين على مداخل المدن الرئيسية ومضاعفة أسعار الأدوية والكمامات.
هو استثمارٌ اذاً في وباء كما تستثمر المليشيا كل شيء في النهب والتضييق على الحريات وهي الجائحة التي تفوق في خطر تفشيها كورونا وكل الأوبئة كما يقول اليمنيون إن جائحة المليشيا تسببت بتدمير الحياة العامة والتضييق على الحريات وفرض الجبايات المستمرة.
عقاب جماعي لمئات المسافرين
وفي الصدد، أغلقت مليشيات الحوثي جميع المنافذ البرية لمناطق سيطرتها تحت مبرر إجراءاتها لمواجهة فيروس كورونا، وتقوم بعمليات ابتزاز واسعة للمسافرين العالقين في مداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وأفاد مسافرون لـ"العاصمة أونلاين" أن المنافذ تحولت إلى اماكن ابتزاز واستغلال للمواطنين، مشيرةً إلى أن مليشيات الحوثي تفرض مبالغ مالية كبيرة عليهم مقابل السماح لهم بالمرور، موضحين إن مليشيات الحوثي المتمردة تقوم بتطبيق الاجراءات لمن يمتنع عن الدفع.
وفي أكثر من محافظة يمنية مئات المسافرين عالقين في العراء مع ذويهم لأيام بحجة إجراءات احترازية لمكافحة كورونا دون أي محاجر صحية في استهتار بحياة الناس ومفاقمة لمعاناتهم، واستثمار في الوباء لإرهاب المواطنين وتعسفهم وإذلالهم.
في منطقة عفار بالبيضاء فرضت المليشيات مايسمى "حجرا صحيا" للمسافرين القادمين من الخارج، حيث يتكدس في مكان الحجر مئات المسافرين في استراحة صغيرة لا تستوعب مئة شخص تفتقر لأبسط مقومات النظافة والتعقيم إضافة إلى غياب الخدمات العامة مما يعرض حياة المسافرين لكارثة حقيقية وسط مخز للمنظمات المحلية والدولية.
مصادر أخرى أفادت أن مليشيات الحوثي احتجزت عشرات الحافلات القادمة من محافظات اخرى إلى العاصمة صنعاء، في قاع الغيضي، ومنعتها من الدخول، في حين مرت هذه الحافلات بمحافظات عدة خاضعة لسيطرتها.
أزمة كمامات وارتفاع أسعار المعقمات
وفي سياق الاستغلال للأزمة رفعت مليشيات الحوثي أسعار أدوية التعقيم وقامت بإخفاء كميات من الكمامات من السوق لإعادة بيعها في أسواق سوداء خاصة بها.
ويشتكي المواطنون من أزمة "كمامات" طبية، في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، مع اجتياح فايروس "كورونا" أكثر من 100 دولة حول العالم، بينما وصل سعر عبوات معقم "الديتول" الصغيرة إلى (1600) ريال بعد أن كان لا يزيد عن (800) ريال.
ويتراوح سعر العبوة الكبيرة من المعقم "ديتول" في بعض الصيدليات و"السوبر ماركت" إلى (3500) ريال، مع توافر أنواع رديئة أو مغشوشة "محلية" لا معيار طبي في إنتاجها. أما الكمامات الطبية فقد تضاعف سعرها أضعافا، خصوصاً وأنها أصبحت معدومة لدى أغلب الصيدليات.
وفيما يتعلق بالكمامات تقول مصادر طبية بصنعاء، إنها اختفت لصالح البيع في السواق السوداء ضمن صفقة بين الصحة الحوثية وتجار أدوية، ومايتوفر منها جرى مضاعفة أسعاره حيث ارتفع سعر ”باكت” الكمامات العادية الذي يحوي (50) قطعة من 400 ريال إلى 3500 ريال خلال أسبوع فقط.
وأوضحت المصادر أن الكمامات العادية ذات الحجم الصغير ليست لها فاعلية في الوقاية من المرض وإنما الأكثر فاعلية أنواع أخرى منها n95 التي هي أغلى ثمناً ومعدومة نوعاً ما وستنعدم أكثر إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لافتًا إلى أن أسعار ”الكمامات” باتت مثل الدولار ترتفع على مدار الساعة.
الحجر الصحي في الجبهات
ولم يفت للجماعة استغلال فوبيا الكورونا في حملات التجنيد المستمرة التي تستهدف الشباب والأطفال، حيث تطالب من الشباب في صنعاء الانضمام لجبهاتها باعتبارها الحجر الصحي المناسب للوقاية من وباء كورونا.
ووزعت بالترافق مع الحملة استمارات تجنيد تتضمن جميع بيانات المجندين الجدد لإرسالهم للقتال في صفوفها.