الأخبار
- تقارير وتحليلات
حكاية "عقيل" تكشف المستور.. كيف تُخضع" الحوثية" آلاف الأطفال لدورات طائفية وتربيهم على "الانحراف"؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الثلاثاء, 08 سبتمبر, 2020 - 04:40 مساءً
"السرحان، والخروج عن الدرس غير المعتاد سابقًا"، هكذا وصفت إحدى المعلمات في منطقة نُقم حال عقيل طالب في بداية المرحلة التعليمية الأساسية.
كان عقيل، ابن الثانية عشرة من عمره، بعد انتهاء وقت الدراسة يذهب للصلاة في الجامع، ثم يذهب إلى البيت، إلى أن صادفهُ شاب في الجامع وأخبره أن يأتي كل يوم للمحاضرة المُقامة في الجامع عصر كل يوم.
تقول أستاذة عقيل في حديثها لـ"العاصمة أونلاين" لاحظت على الطالب عقيل تغير في نظراته وتفكيره وكثرة سرحانهُ، فتواصلت مع أقاربهُ، ماذا حصل لـ عقيل؟ لا يبدو مهتمًا بالانتباه للشرح كما كان سابقًا.
أجابت الأم، ابني يذهب كل يوم للجامع وهُناك يستمع لمحاضرة، ردت عليها الأستاذة: إن كان يحضُر محاضرة دينية تربوية ويحفظ القرآن، فلا بأس، وأخذت الإذن من أم عقيل بالجلوس مع عقيل وتفهُم ما الذي يحدث لهُ؟.
في يوم من الأيام، بعد أن خرج جميع زملاء عقيل، جلست الأستاذة مع عقيل وبدأت تستفهم منهُ وتقوم بدور المرشدة النفسية؛ علّها تعرف حالهُ وتقوم بمساعدتهُ ليهتم بدروسهُ أكثر.
في وسط حديثهُما، لم ترتاح الأستاذة لحديث عقيل، وفهمت من خلال حديثهُ أن أفكارهُ بدأت تتلوث سياسيًا ودينيًا، قالت لـ عقيل: هلّا أخبرتني كيف تقضي يومك وأين تذهب؟
شرح عقيل تفاصيل يومهُ، إلى أن وصل إلى المحاضرة التي تُقام في الجامع، استوقفتهُ المدرسة وقالت لهُ، هلا أخبرتني عن المحاضرة، ولأجل أن تأخذ منهُ معلومات قالت: أود أن أستفيد يا عقيل وأتعرف على عقلك أكثر.
وهُنا حسب قول أم عقيل كانت الصدمة و(الكارثة) حسب قولها، أمتنع الطفل عقيل عن إخبار الأستاذة بتلك المحاضرات وماهيتها. قال لها: هذه المحاضرات سرية وأنا لا أستطيع إخبارك بشيء.
تقول أم عقيل، أنا ممتنة لتلك المدرسة، فبمجهودها أستطعت أن أجد طفلي قبل أن يضيع من بين يدي، إذ لجأت المدرسة لأصحاب عقيل وطلبت من أحدهم أن يخبرها عن مكان الجامع ونوع المحاضرات.
بحياء من أحد أصدقاء عقيل وبتفهم منهُ بجدية الأستاذة في مساعدة عقيل، قال يا أستاذة هم في الجامع(امتنعت المصدر عن ذكر اسمه)، وقال يدخلون في بيدروم سُفلي بابهُ مجاور للجامع هو ومجموعة من زملائنا، حيث أخبرهم شاب بأنه سيعطيهم محاضرة هُناك.
جلست المدرسة تتسأل، إن كانت محاضرة وفي جامع، فلماذا ينزل ذلك الشاب هو والأطفال إلى المخزن السُفلي، وقتها طلبت من صديق عقيل أن يأخذها إلى ذلك المكان.
عندما وصلت المدرسة، اصطحبت بعض الطلاب وشخص من الحي وتحججت بأنها تبحث عن طفلها، طلبت من الطلاب أن يدلوها على باب المخزن السُفلي، وهناك وجدت مالم تتوقعهُ.
تصف المدرسة المكان "البدروم السُفلي" حسب قول أم عقيل، بأنه مُظلم وفيه درج والأطفال يجلسون حلقة حول شاشة عرض تلفزيونية، وأول ما سمعوا دخولهم قام الشاب الذي تنسبهُ أم عقيل لأفراد جماعة الحوثي بتغطية الشاشة.
همّ أحد الأشخاص اللذين نزلوا مع المدرسة بكشف الغطاء عن الشاشة، وهُناك بدا غضب شديد عليه وقال ما هذه الصور التي يتم عرضها على الأطفال، علمت المدرسة أن تلك الصور غير لائقة.
خرجت هي وعقيل وسألتهُ، ما تلك الصور يا عقيل ولن أُخبر أقاربك بذلك، أجاب بوجه مُحمِّر يملأهُ الخجل، كانت صور لنساء بدون ملابس يا أُستاذة! تلعثمت الأستاذة ولم تستطع الإجابة.
تقول أم عقيل، وتشير إلى ابنها دون أن ينتبه، لا أعلم كيف أتصرف معهُ أنا ووالدهُ، لقد قامت جماعة الحوثي بتعبئة دماغ ابني بأفكارهم وعن الجهاد ولا أعرف ما علاقة أن يجعلوا الأطفال يُتابعوا مثل تلك الصور واللقطات وما علاقة ذلك بالجهاد؟! .
وتختم حديثها لـ "العاصمة أونلاين"، نفسية ابني تاعبة ونحنُ نجتهد على أن نغيرها، يتعصب بشدة أحيانًا، ولكن الحمد لله أننا لحقناه قبل أن (يسمموه) يستحوذوا على أفكاره أكثر.