الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف قرأ اليمنيون إعلان طهران وصول سفير لها إلى العاصمة المختطفة صنعاء..؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 18 أكتوبر, 2020 - 10:49 مساءً
لم يتفاجأ اليمنيون كثيراً بإعلان نظام الملالي في إيران، وصول سفير له إلى العاصمة اليمنية صنعاء، والتي تعيش في ظل الانقلاب الحوثي، الذي اختطف مؤسسات الدولة فيها، ومصادراً كل حق للحياة بحرية وكرامة، وقرار مستقل، إلا أنهم فسروا الأمر بأنه تحد سافر للإرادة اليمنية والاستمرار في عدوانها وقتلها لليمنيين وتوفير التغطية للمليشيا الحوثية بممارسة الانتهاكات وجرائم الحرب.
أظهر الإعلان بوضوح أن المليشيا الحوثية، لا تملك قرارها كما تدعي، بل أنها تابعة لإيران، وأن عملها يتمحور حول أنها ذراع عسكرية، يتم توجيهها وإدارتها بجنرالات الحرس الثوري، وحزب الله، وأن التمثيل الدبلوماسي، الذي تريد أن تعيش في ظله، ما هو إلا تبعية مذلة لنظام يبحث عن مصالحه فقط، ولا يهمه المنطقة برمتها، بما فيهم الحوثيون أنفسهم.
وقال سفير بلادنا في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان بأن إيران في إعلانها الأخير لم ترد منه إلا أن ترمي بكل ثقلها لتحدي إرادة اليمنيين في إحلال السلام والاستقرار، وذلك بتعيينها أحد عناصرها سفيرا لها لدى مليشيا الحوثي في صنعاء.
واعتبر في مقالة له بعنوان " ما وراء تعيين "سفير" للنظام الإيراني لدى جماعة الحوثي" نشرها في صفحته على "فيسبوك" اطلع عليها "العاصمة أونلاين" بأنه تحد ينم عن خطة لاتباع خطوات تصعيدية قادمة، مشيراً إلى أن لا يكتفي اليمنيون عند مستوى مطالبة المجتمع الدولي بالإدانة وإنما في العمل على تغيير المعادلة.
وأكد نعمان بأن هزائم المليشيا الأخيرة في مأرب والضالع قلبت الطاولة على إيران، لتجعله يستخدم آخر أوراقه واللعب على المكشوف بتهريب أحد جنرالاته الى صنعاء، بهدف إدارة التمرد الذي بدأ يتفكك وتنخر فيه صراعات أجنحته المتعددة.
وقال إن قرار المليشيا الحوثية بتعيين سفير لها لدى إيران كان بداية لكشف الأوراق على نطاق أوسع"، معتبراً التجميد الإعلامي لذلك الانتهاك، ودراسة إيران لردود فعل المجتمع الدولي، شجعها للرمي بكل ثقلها ضد إرادة اليمنيين.
وقرأ الصحفي أمين الوائلي إعلان إيران وصول سفير لها إلى صنعاء، بأن ما يقوله الإعلان الإيراني الحوثي، بصرف النظر عن ملابسات وحقيقة ما حدث، هو أن صنعاء، بعيدة على اليمنيين وقريبة للإيرانيين.
مضيفاً في منشور له على تويتر بأن صفة "سفير بصلاحيات مطلقة" هذه لا تقال في حق سفراء، وهي سابقة من نوعها، وتكرس معنى ومفهوم الحاكم المنتدب أو المندوب السامي.
وقال الوائلي في تغريدة أخرى بأن كل ما يثبته الإعلان الملتبس: أن الحوثي أداة إيرانية، متسائلاً "ما الذي يضيفه الإعلان عن تواجد سفير في صنعاء، أكثر من اصطناع ضجيج مقصود لذاته؟، اللهم إلا ما قد تمنحه لهم مظاهر "ربكة" في الجهة الأخرى، مردها الأخذ بالرواية المعطاة على علاتها".
وأطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وسماً، للدلالة على رفضهم التعيين، الذي يصادر حق اليمنيين، ويعد تدخلاً سافراً في اليمن، وجاء الوسم بعنوان (#حاكم_عسكري_ايراني_لصنعا).
بدوره تساءل رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبدالسلام محمد، عن الاستغراب من وصول سفير لإيران الى صنعاء، في حين لدى التحالف المعرفة الكاملة بوصول ما يقارب 500 خبير خلال الثلاثة الأشهر الماضية، تم توزيعهم بين صعدة وعمران وصنعاء وذمار.
وأكد عبدالسلام محمد بأنه في سبتمبر الماضي تمكن فريق إيراني، تحت مسمى "فريق التدوير والصناعات العسكرية" من تركيب حافرة أنفاق عملاقة ونوعية، كما أن هناك فريقاً آخر يشرف على بناء منظومة دفاع متطورة.
وأعلنت إيران السبت عن وصول سفيرها "المفوض" المدعو حسن إيرلو، إلى صنعاء، وذلك لتقديم أوراق اعتماده إلى ما يسمى برئيس المجلس السياسي للمليشيا مهدي المشاط، ولم تحدد طريقة وصوله.