الأخبار
- تقارير وتحليلات
فضيحة بجلاجل.. كيف وصُفت رواية (الحوثية) قبضها على من أسمتهم قتلة "حسن زيد"..؟
العاصمة أونلاين/ تقرير خاص
الاربعاء, 28 أكتوبر, 2020 - 10:16 مساءً
أرادت مليشيا الحوثي بإعلانها القبض على قتلة القيادي فيها "حسن زيد" بعد مقتله بأقل من أربع وعشرين ساعة تحقيق أكثر من مكسب أولها إغلاق ملف القضية بشكل نهائي، مع محاولة الظهور بأنه لا يوجد صراع أجنحة فيها، إضافة إلى أنها أرادت أن تثبت بأنه لا فوضى أمنية تعيشها العاصمة صنعاء المختطفة من قبلها، والمصادرة فيها كل الحقوق والحريات منذ انقلابها على الدولة في سبتمبر من العام 2014م.
وأعلنت المليشيا مساء اليوم الأربعاء عبر ناطق وزارة الداخلية التابعة لها، بأنه تم إلقاء القبض على أحد منفذي اغتيال حسن زيد، ومصرع آخر خلال مقاومتهما لرجال الأمن.
وبدت الرواية كما يقول متابعون بأنها ساذجة وللتناول الإعلامي فقط، وذلك من خلال التصريحات التي رافقت الرواية، لتصف العملية الأمنية بأنها أسرع عملية قبض على مجرمين، بعد أن عملت على كشف هويتهم وتتبعهم، ومن ثم مقتلهم.
لذلك اعتبر الصحفي فهد سلطان إعلان الحوثيين بأنه فضيحة بجلاجل، ودليل على تخبطهم وتناقضهم، وحالة الارتباك، التي تعيشها الجماعة، التي سارعت لتصف قبضها على المنفذين بأنه إنجاز أمني كبير، حاولوا الظهور به.
مشيراً في منشور له على صفحته في التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "بأنها أصعب حادثة، كشفت الارتباك والصراعات والخلافات، داخل بنية جماعة الحوثيين، وتأثير السفير الإيراني في المشهد لصالح صعدة ضد طيرمانات صنعاء".
من جهته يرى سفير بلادنا في "اليونسكو"، محمد جميح بأن إعلان الحوثيين إلقاء قبضهم، على منفذي اغتيال حسن زيد، ثم تراجعهم بعد ذلك بساعة، عن ذلك الإعلان معلنين مقتل منفذي الهجوم أثناء تبادل لإطلاق النار، يأتي في إطار إغلاقهم للقضية "إذن فقد قُتل زيد وقُتل قاتلوه، وانتهت القضية".
واصفاً عملية تخلص المليشيا من "زيد" بأنها نهاية مريحة، وعبارة عن تأليف بقوله: "لكن الذين أخرجوا مسرحية هروب صالح لمأرب قادرون على تأليف المزيد".
وقال الكاتب محمد المياحي بأن سرعة إعلان "المليشيا الحوثية" القبض على الجناة، لا معنى له غير أنهم كانوا مراقبين، ومعروفين منذ البداية، لكن الجماعة غضت الطرف عنهم لتحقيق هدفها بالتخلص من رجل ترغب بدفنه وأضعف الإيمان لا تكترث لبقائه، ثم قبضت عليهم بسرعة لتحقق هدفاً ثانياً بتسويق كفاءة أجهزتها الأمنية، مضيفاً "يستثمرونك في حياتك وبعد مماتك".
ويذهب الصحفي، فتحي بن لزرق إلى أن من أعلنت المليشيا القبض عليهم، لا صلة لهم بقتل وزير حكومتهم "حسن زيد" وذلك لإعلانهم السريع بمصرعهم.
ويقول في منشور تابعه "العاصمة أونلاين" "كل ما في الأمر على ما يبدو أن الجماعة تريد إلصاق التهمة بآخرين أو أنها تبحث عما يحفظ ماء وجهها". مشيراً إلى أن الإخراج لهذه الواقعة رديء للغاية، ويبدو أننا سنرى تطورات كثيرة خلال الأيام القادمة في صنعاء".
ومن الملفت كما وضح عدد من الناشطين بأن المليشيا أعلنت أسماء مختطفين لديها، بأنهم من ارتكبوا الجريمة بزعمها في تخبط واضح، واستعداد لإلصاق التهمة فيمن تراه، لتمرر اغتيالها بأي شكل كان.
عن ذلك يقول كامل الخوداني بأن أخبار قناة المسيرة التابعة للمليشيا أعلنت عن أحد المتهمين بأنه لقي مصرعه أثناء المواجهات، بينما الآخر توفي بجراحه بعد إصابته، مشيراً بأن الأربعة من أعلنت بأنها ألقت القبض عليهم هم معتقلون في سجونها منذ أعوام.
وأعد المحلل السياسي والعسكري يحيى أبو حاتم الإعلان الحوثي السريع بأنه أكبر مسرحية هزلية في التاريخ، مؤكداً بأن أحد المقبوض عليهم معتقل لديهم منذ ما يقارب سنتين.
وقال أبو حاتم "مشكلة الهالك حسن زيد أن لديه ارتباطات مع الإيرانيين وهذا ما جعل عبدالملك الحوثي يقوم بتصفيته، لأنه يعتبر نفسه الخادم الوحيد لإيران".