الأخبار
- تقارير وتحليلات
شكلت صداعاً للجماعة.. حفلات تخرج الطلاب مقاومة صامتة لخرافات الحوثي
العاصمة أونلاين/ خاص
السبت, 14 نوفمبر, 2020 - 09:50 مساءً
في سبتمبر الماضي فاجأ خريجو الدفعة العشرين من كلية اللغات بجامعة صنعاء، اليمنيين بأغنية وطنية معبرة، ما لبثت إلاّ أن تردد بحماس ويتناقلها رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بمختلف الوسائط، وهو ما فاجأ الحوثيين المسيطرين على الجامعة، وعلى المشهد في العاصمة صنعاء.
الأغنية (أرواحنا ودماؤنا) من الأغاني الوطنية الخالدة، التي تذكر بأمجاد وبطولات اليمنيين وثورتهم الخالدة، والتي أداها طلاب وطالبات كلية اللغات بشكل آخر جماعي، استطاعوا من خلاله إيصال رسائل عدة، منها بأنه لا يمكن لأحد أن ينزع حب الوطن من قلوبهم، إضافة إلى حاجتهم للدولة وللوطن الآمن المستقر، خصوصاً أنها جاءت متزامنة مع الاحتفاءات بالعيد الـ58 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، التي قامت على حكم الإمامة الكهنوتي.
طلاب جامعة إب، وسط البلاد، وفي أكتوبر/ تشرين الماضي، ومن خلال حفل تخرج آخر في كلية الهندسة، أبدع المتخرجون في تقديم أغنية أخرى وجدت أصداء كبيرة، وهي (دمت للتاريخ محراباً مهابا) والتي ألقيت بصوت جماعي ساحر، سلب لب كل من استمع إليه، ليردد معهم اليمنيون شمالاً وجنوباً، مقاطع الأغنية التي عاد الكثير إلى تحميلها والاستماع إليها، سواء بصوت المتخرجين من طلاب جامعة إب، أو بصوت الفنانة السورية أمل عرفة، التي أدت الأغنية لأول مرة، وكل ذلك أتى مواكبة لاحتفالات اليمنيين بالعيد الـ57 لثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني، الذي كان جاثماً على جنوب البلاد.
عكس ذلك شكلت الأغنيتان الوطنيان صداعاً للجماعة الحوثية، التي عرفت بأن أدوات قمعها وطريقة إدارتها للمحافظات التي تسيطر عليها لم تأت بنتيجة، إضافة إلى أن آلتها الإعلامية الضخمة فشلت بالسيطرة على أفكار اليمنيين وخصوصا طلاب الجامعة، التي أردات ألا تخرج احتفالات تخرجهم عن ثوبها الطائفي.
وبدت حفلات التخرج وكأنها مقاومة صامتة لمشروع الانقلاب الحوثي، كونها تحتفي بالوطن وحده، وهو ما لا تريده المليشيا الحوثية، وإذا كانت هناك احتفالات لا تتم إلا تحت سمعها وبصرها، لذا جن جنونها، محاولة منها لمحاربة كل ذلك وإيقافه قبل أن يتعاظم، ويصير هو المشهد المسيطر، لا أفكارها الظلامية المستوردة.
مؤخراً تداول ناشطون وثيقة تكشف منع المليشيا الحوثية في صنعاء حفلات التخرج لطلاب الجامعات، تخوفاً من الأصوات الوطنية الصادحة بحب الوطن ووحدته وثورته ونضالات أحراره.
الوثيقة هي في حقيقتها تعميم يعمل على منع أي حفلات تخرج من الجامعات والمدارس، ومؤرخة بالحادي عشر من الشهر الجاري، أصدرتها مديرية السبعين في العاصمة صنعاء تحت وصف "تعميم هام وعاجل"، وبعنوان "مهرجانات وحفلات التخرج".
وأظهرت الوثيقة مدى الخوف من حفلات التخرج، كونها تحولت إلى مناسبات لإحياء الروح الوطنية والاعتزاز بالنظام الجمهوري، والرفض لأفكار الجماعة الرجعية وشعارات الموت الدخيلة على المجتمع اليمني.
وفي عودة لحفلتي طلاب جامعتي صنعاء وإب، تظهر الأغنيتان الجماعيتان، التي ألهبت الجماهير، بأنهما دليلان على إخفاق المليشيا بتدجين المجتمع بفكرها الكهنوتي، وهو الذي لم تتوقعه بهذه الطريقة التي صدمتها، بأن منسوب الوعي المقاوم لها زاد ارتفاعاً، وهو يدل أكثر على تمسك الشعب باستعادة دولته الخالية من العقد العنصرية والطائفية والمذهبية والمناطقية.
كما يأتي ذلك ضمن تخوف المليشيا الحوثية من ردود أفعال المجتمع الرافضة لممارستها وفكرها الدخيل، وباتت تنظر لأي تجمعات أنها خطر عليها، كما حدث بوقفها لعرس الناشط اليوتيوبري "مصطفى المومري" الأسبوع المنصرم.
بالإضافة إلى أنها لا تتردد في قمع أي احتجاجات شعبية مطلبية، كالتي خرجت تطالب بالقصاص من مرتكبي جريمة قتل وتعذيب الشاب عبدالله الأغبري.